مساع دبلوماسية لتجنب حرب إقليمية في الشرق الأوسط /رد عراقي «منضبط» على هجوم «جرف الصخر» / محللون: البرهان أمام خيارات «ضيقة ومحدودة»
الاتحاد: مساع دبلوماسية لتجنب حرب إقليمية في الشرق الأوسط
وقال بلينكن: «إن المسار الذي يتجه إليه الشرق الأوسط هو نحو المزيد من الصراع، والعنف، والمعاناة، وانعدام الأمن، مشدداً على أنه من الضروري كسر هذه الحلقة، معتبراً أن هذا يبدأ بوقف إطلاق النار في غزة، وذلك حسبما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
وتابع: «لحدوث هذا، يستلزم الأمر من جميع الأطراف التوقف عن اتخاذ أي إجراءات تصعيدية»، مؤكداً من دون أن يذكر إسرائيل، أنه من الضروري أن تقوم كل الأطراف باتخاذ القرارات الصحيحة في الأيام المقبلة.
وأضاف أنه لا يمكنه التكهن بتأثير أي حدث على ما سيأتي بعده، لكن وقف إطلاق النار لإنهاء الصراع في غزة، وتحقيق الهدوء في شمال إسرائيل على الحدود مع لبنان هو في صالح الجميع.
ودعا الوزير الأميركي جميع الأطراف لإيجاد أسباب للتوصل إلى اتفاق، وليس البحث عن أسباب لتأخير الاتفاق أو رفضه.
وقال إنه تحدث مع نظرائه في أنحاء المنطقة خلال الـ24 ساعة الماضية، وإنهم كانوا جميعاً مهتمون بشدة بمسألة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، معرباً عن ثقته في إمكانية التوصل إلى اتفاق.
وأضاف: من الأهمية البالغة أن تتخذ جميع الأطراف الخيارات الصحيحة في الأيام المقبلة.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أمس، أن دبلوماسيين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يجرون محادثات «عاجلة» في الشرق الأوسط في محاولة لتجنب حرب شاملة في المنطقة، بعد اغتيال هنية في طهران، والقيادي فؤاد شكر في بيروت.
وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أمس، إن إسرائيل مستعدة لأي احتمال بعد تهديدات من إيران وحلفائها بالانتقام، وسترد بقوة على أي هجوم.
في السياق، أعرب العديد من أعضاء مجلس الأمن الدولي أمس، عن قلقهم إزاء مخاطر اتّساع نطاق النزاع في الشرق الأوسط بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
وبعيد ساعات قليلة على مقتل هنية، التأم مجلس الأمن في جلسة طارئة بناء على طلب إيران وبدعم من روسيا والصين والجزائر.
وأعرب العديد من أعضاء المجلس، بمن فيهم الصين وروسيا والجزائر، عن إدانتهم الصريحة لاغتيال هنية، فيما أعربت أغلبية الدول الأعضاء عن مخاوفها من اتساع رقعة النزاع في المنطقة.
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أنّ ما حدث بمنطقة الشرق الأوسط، «يمثّل تصعيداً خطيراً»، مضيفاً أنه ينبغي على المجتمع الدولي أن يعمل سوياً وبشكل عاجل لمنع أيّ عمل يمكن أن يدفع الشرق الأوسط بأكمله إلى الفراغ، وتجنب آثار ذلك المدمّرة على المدنيين.
الخليج: 300 يوم من العدوان على غزة.. ومجزرة بمدرسة للنازحين
أنهى العدوان الإسرائيلي على غزة، أمس الخميس، 300 يوم من القصف والتدمير مخلفاً نحو 40 ألف قتيل وأكثر من 90 ألف جريح ودماراً واسعاً يشهد على جرائم حرب غير مسبوقة آخرها كانت في مدرسة تؤوي نازحين. وفيما زعم الجيش الإسرائيلي مقتل القائد العام للجناح المسلح لحركة «حماس» محمد الضيف في غارة بخان يونس قبل أسبوعين، نفت الحركة تأكيد هذا الأمر، وأكدت أن «تأكيد أو نفي مقتل أي من قيادات القسام، هو شأن قيادة كتائب القسام وقيادة الحركة».
قصف النازحين
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، أمس الخمبس، مقتل 10 فلسطينيين على الأقل وإصابة العشرات، في قصف إسرائيلي لمدرسة دلال المغربي بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان أنه استهدف المدرسة، زاعماً «اختباء قادة وعناصر حماس داخلها». ودأب الجيش الإسرائيلي على قصف تجمعات النازحين في المدارس وخارجها، بحجة القضاء على مسلحي «حماس».
وقتل 8 فلسطينيين الليلة قبل الماضية نتيجة الغارات الإسرائيلية على مخيم المغازي وسط قطاع غزة. كما قالت وسائل إعلام فلسطينية إن الاحتلال قصف منزلاً لعائلة في مخيم النصيرات خلف ثلاثة قتلى وأربعة جرحى.
وتواصلت المعارك والاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية وقوات من الجيش الإسرائيلي على عدة محاور، وذلك خلال التصدي لعمليات التوغل وسط تقدم جزئي للآليات العسكرية على شارع الرشيد غرب مدينة غزة، تزامناً مع إطلاق نار وقذائفها بشكل مكثف.
وركزت المدفعية الإسرائيلية قصفها على وسط قطاع غزة، إذ استهدفت غارة جوية سيارة مدنية في مخيم المغازي، فيما تعرض شارع الرشيد لقصف مدفعي كثيف، في وقت تعرضت الأجزاء الشرقية لمخيمي البريج والمغازي وسط القطاع لقصف متواصل.
وشنت المقاتلات الإسرائيلية سلسة غارات على مناطق مأهولة ومربعات سكنية في مناطق متفرقة في القطاع، وطالت الغارات جنوب بلدة الزوايدة، ومركبة مدنية في مخيم المغازي، ومخيم النصيرات ما أوقع عشرات الضحايا ومئات الجرحى بين يومي الأربعاء والخميس.
حصيلة العدوان
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، أن حصيلة العدوان المستمر على القطاع منذ نحو 10 شهور، ارتفعت إلى 39480 قتيلاً على الأقل. وقالت الوزارة في بيان إن إجمالي عدد الجرحى بلغ 91128، منذ السابع من أكتوبر. وأضافت أنه في «اليوم ال300 للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».
بالمقابل، أعلنت الفصائل الفلسطينية أنها قتلت، أمس، جنوداً إسرائيليين في حي تل الهوى بمدينة غزة وفي رفح جنوب القطاع. وأعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، في بيان، أنها استهدفت قوة إسرائيلية راجلة قرب تجمع للآليات، وأوقعتها بين قتيل وجريح في محيط الكلية الجامعية في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، بينما أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» أنها قصفت بعبوات أبابيل وقذائف الهاون آليات الجيش الإسرائيلي وجنوده المتمركزين جنوب حي تل الهوى بمدينة غزة.
نصر زائف
من جهة أخرى، أكد الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، مقتل قائد الجناح العسكري لحركة «حماس» محمد الضيف في غارة نفذها في 13 تموز/يوليو الماضي في منطقة خان يونس بجنوب قطاع غزة، في حين قال قيادي في الحركة إن تأكيد أو نفي مقتل أي من قيادات القسام هو شأن قيادة الكتائب.
وكان خليل الحية، نائب رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة، قد نفى ما رددته أوساط إسرائيلية عن مقتل الضيف في الهجوم على المواصي بخان يونس، مؤكداً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو كان يأمل إعلان نصر زائف.
عشرات الصواريخ تنطلق من لبنان نحو مستوطنات الجليل
أكدت الجيش الإسرائيلي، أن عشرات الصواريخ انطلقت من لبنان نحو الجليل، ومستوطنات شمالي إسرائيل، في وقت سمع فيه دوي صفارات الإنذار في المنطقة.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية: إطلاق نحو 60 صاروخاً على الجليل الغربي، وتم اعتراض نحو 15 منها. وأكدت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: اعتراض صواريخ في سماء مدينة "نهاريا" شمالي البلاد.
وعقب ساعات من الهجوم، أعلن «حزب الله» أنه أطلق وابلاً من الصواريخ على شمال إسرائيل، الخميس، رداً على غارة إسرائيلية استهدفت إحدى البلدات في جنوب لبنان، في أول هجوم يشنه بعد مقتل أحد قيادييه الكبار في وقت سابق هذا الأسبوع.
البيان: إسرائيل تعلن مقتل الضيف وتؤكد استعدادها الكامل لكل السيناريوهات
وأكد الجيش الإسرائيلي، أمس، في بيان، أن محمد الضيف قتل في ضربة جوية إسرائيلية على غزة الشهر الماضي.
وقال البيان: «يعلن جيش الدفاع الإسرائيلي أنه في 13 يوليو 2024، قصفت طائرات مقاتلة تابعة للجيش منطقة خان يونس، وبعد تقييم استخباراتي، يمكن تأكيد القضاء على محمد الضيف في الغارة». وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، إن مقتل الضيف يشكل علامة فارقة في هدف إسرائيل المتمثل في تدمير الجناح العسكري لحماس، مضيفاً: «حماس تتفكك. قد يستسلم مقاتلو حماس أو يتم القضاء عليهم».
بالمقابل، قال عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق، إن تأكيد أو نفي مقتل أي من قيادات القسام هو شأن قيادة كتائب القسام وقيادة الحركة.
وفي أعقاب اغتيال إسماعيل هنية، وفؤاد شكر، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن إسرائيل في مستوى عالٍ جداً من الاستعداد لأي سيناريو سواء دفاعي أو هجومي.
وقال في بيان: «إسرائيل في مستوى عالٍ جداً من الاستعداد لأي سيناريو، سواء دفاعي أو هجومي.. سيترتب على أي اعتداء علينا ثمن باهظ جداً أولئك الذين يهاجموننا، سنهاجمهم رداً على ذلك». على صعيد متصل، قال ناطق باسم الحكومة الإسرائيلية، إن إسرائيل مستعدة لأي احتمال، مضيفاً أن مرتكب أي هجوم على إسرائيل سيتكلف ثمناً باهظاً جداً.
تجنب التصعيد
وفي أول رد فعل أمريكي على التطورات، ناشد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، جميع الأطراف تجنب أي تصعيد قد يدفع المنطقة إلى مزيد من الصراع. وقال بلينكن إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس هو السبيل الوحيد لوقف دائرة العنف والمعاناة. وناشد دول المنطقة اتخاذ الخيارات الصحيحة في الأيام المقبلة.
قلق دولي بدورهم، أعرب العديد من أعضاء مجلس الأمن الدولي، عن قلقهم إزاء مخاطر اتساع نطاق النزاع بعد اغتيال هنية. وأعربت أغلبية الدول الأعضاء في المجلس، عن مخاوفها من اتساع رقعة النزاع في المنطقة.
وقبيل انعقاد المجلس، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه من عمليتي الاغتيال. وحذر غوتيريش من أن ما حدث في طهران وقبلها في الضاحية الجنوبية لبيروت يمثل تصعيداً خطراً، مضيفاً: «ينبغي على المجتمع الدولي أن يعمل سوياً بشكل عاجل لمنع أي عمل يمكن أن يدفع الشرق الأوسط بأكمله إلى الفراغ، مع ما لذلك من آثار مدمرة على المدنيين».
ضرورة تهدئة
كما أعرب وزيرا الخارجية والدفاع البريطانيين، ديفيد لامي، وجون هيلي، عن قلقهما من احتمال تدهور الأوضاع في المنطقة، وشددا على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وذلك خلال لقائهما وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بوحبيب.
وأعرب لامي عن شكوكه في إمكان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وعن قلقه من أن يؤدي سوء حسابات الأطراف كافة إلى جر المنطقة لمزيد من التصعيد. من جهته أعرب الوزير بوحبيب، عن تقديره لزيارة الوفد البريطاني.
وشدد بوحبيب على أهمية التطبيق الكامل للقرار 1701 باعتباره المفتاح الأساس لعودة الهدوء إلى جنوب لبنان، محذراً من خطر الانزلاق إلى حرب شاملة في حال لم تقم الدول المؤثرة القريبة والصديقة لإسرائيل بالضغط عليها لخفض التصعيد ولجمها عن اللجوء إلى الخيار العسكري غير المسؤول.
انتهاك سيادة
بدوره، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، أن إسرائيل انتهكت السيادة اللبنانية واعتدت على أرضنا مخالفة القوانين الدولية وتعتدي يومياً على المدنيين بشكل سافر. وقال ميقاتي خلال استقباله لامي وهيلي في بيروت، إن الحل لن يكون إلا سياسياً عبر تطبيق القرارات الدولية بما فيها القرار 1701، داعياً بريطانيا والمجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل.
استعداد
كما جدد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، التأكيد أن لبنان لا يريد الحرب، لكنه في نفس الوقت مستعد للدفاع عن نفسه. ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن بري قوله، إنه على مدى أشهر كانت مساعيه وجهوده مع كافة الدول المهتمة بلبنان، الوصول للظروف التي تسمح بتطبيق القرار الأممي 1701 الذي التزم به لبنان منذ اليوم الأول لإقراره.
والذي نرى الفرصة لتطبيقه بوقف دائم للعدوان على قطاع غزة أو من خلال هدنة لأسابيع. وأشار إلى أن الغطرسة الإسرائيلية الأخيرة برفضها لكل الطروحات والإمعان في سياسة خرق قواعد الاشتباك والاغتيالات تجر المنطقة نحو مخاطر لا تحمد عقباها.
انتقاد وقلق
وفي سلسلة ردود الأفعال الدولية، عقب مقتل هنية، دعا الناطق باسم الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل إلى الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، حيث لن تستفيد أي دولة من زيادة التصعيد في الشرق الأوسط، وفي المنطقة على نطاق أوسع.
كما اعتبرت حكومة جنوب أفريقيا أن اغتيال هنية يهدد بمزيد من الاضطرابات في الشرق الأوسط. وقالت وزارة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا في بيان: «تشعر جنوب أفريقيا بالقلق من أن يؤدي اغتيال ..هنية والاستهداف المستمر للمدنيين في غزة إلى تفاقم الوضع المتوتر بالفعل في المنطقة بأكملها». وعبرت حكومة سنغافورة عن قلقها العميق إزاء التطورات في الشرق الأوسط، بما في ذلك مقتل هنية.
الشرق الأوسط: رد عراقي «منضبط» على هجوم «جرف الصخر»
وتعرضت 3 مواقع في بلدة «جرف الصخر»، جنوب بغداد، إلى غارات من مصدر مجهول، وقالت مصادر إن أحد تلك المواقع يضم مصنعاً ومركز اختبارات لتطوير الطائرات المسيّرة عالية الكفاءة، في حين أكدت مصادر سياسية أن الضربة جاءت «لتحييد أحد أخطر مصادر النيران المتوقعة للرد على إسرائيل».
وفجر الأربعاء 31 يوليو (تموز)، أعلن الحشد الشعبي تعرُّض دوريتين تابعتين لـ«اللواء 47» إلى استهداف شمال محافظة بابل «بواسطة صواريخ أُطلقت من طائرات مسيرة».
ورغم أن مسؤولين أميركيين صرحوا بأن واشنطن نفَّذت الضربة دفاعاً عن النفس، فإن المصادر العراقية قالت إن «الهجوم كان في إطار منع رد محتمل ضد إسرائيل، بالتزامن مع التوتر المتصاعد في إيران ولبنان».
وكانت غارة جوية إسرائيلية قد قتلت، مساء الثلاثاء، فؤاد شكر، أكبر قائد ميداني في «حزب الله» اللبناني، في حين أعلنت حركة «حماس» مقتل زعيمها إسماعيل هنية مع أحد حراسه الشخصيين، فجر الأربعاء، في غارة بطهران.
وقال أوستن إنه لا يتوقع حالياً أن تكثف الفصائل المسلحة المدعومة من إيران هجماتها ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا، كما فعلت في الماضي رغم تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.
لا عودة إلى الوضع السابق
وقال أوستن للصحافيين وهو يغادر الفلبين: «أعتقد، بصراحة، أنني لا أرى عودة إلى ما كنا عليه قبل بضعة أشهر، ليس بعد».
وأضاف أوستن: «سلامة وحماية قواتنا مهمة حقاً لي؛ ولهذا السبب، كما تعلمون، رأيتمونا نتخذ بعض التدابير لحماية أنفسنا هنا».
وحين سُئل عن علاقة الهجمات في الآونة الأخيرة على القوات الأميركية بالتوترات المتزايدة بين «حزب الله» في لبنان وإسرائيل، قال أوستن: «أعتقد أن الأمر كله مرتبط ببعضه».
ورغم أنه من المفترض، على نطاق واسع، أن إسرائيل هي من نفّذ الهجوم، اكتفى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالقول إن إسرائيل وجّهت ضربات ساحقة لوكلاء إيران في الأيام القليلة الماضية.
وأثار اغتيال هنية تهديدات بالانتقام من إسرائيل، وعزّز المخاوف من احتمال انزلاق الصراع في غزة إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط.
لكن في بغداد، بدا أن الحكومة تحاول الحفاظ على التوازن الحرج بين أطراف النزاع المحلي والإقليمي، واكتفت بالرد على هجوم «جرف الصخر»، بأنها «ستتخذ الإجراءات القانونية والدبلوماسية المناسبة لحفظ حقوقه، وكل ما من شأنه أن يؤكد أمنه وسيادته على أراضيه وحمايتها، وما يكفل الأخذ بحق الشهداء الأبطال، ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداء».
كما أعلن الحشد الشعبي عن إطلاق حملة إلكترونية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، باسم «للسيادة حماة»، وذلك على خلفية قصف «جرف الصخر».
ومع أن الردود السياسية على القصف تراعي محاذير سياسية وأمنية، حذّر رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، من تداعيات وتطورات أسوأ، مع زيادة تعقيد الأوضاع في المنطقة ككل.
وقال قيادي بارز في «الإطار التنسيقي»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «القوى الشيعية تحاول السيطرة على ردود فعل الفصائل، بسبب المخاوف من تفجر حرب أوسع في المنطقة تكسر قواعد الاشتباك الحذرة».
وأضاف القيادي الشيعي، طالباً عدم نشر اسمه: «الحكومة لن تتحمل تورط فاعلين عراقيين في انفلات شامل بمنطقة الشرق الأوسط (...) التطورات الراهنة (بعد اغتيال هنية) تتطلب حذراً فوق العادة».
هدنة مع السوداني وليس الأميركيين
من جهتها، قالت حركة «النجباء» إن الهدنة التي أعلنتها «المقاومة الإسلامية في العراق» في وقت سابق كانت مع الحكومة العراقية، لا مع القوات الأميركية.
وقال عضو الحركة، مهدي الكعبي، في تصريح متلفز، إن «موضوع التهدئة خاضع للمعطيات الموجودة، خصوصاً بعد التصعيد الإسرائيلي في المنطقة»، وأشار إلى أن «الادعاء الأميركي غير صحيح حول أنها استهدفت مقرات في جرف الصخر كانت تنوي استهداف قواعدها بطائرات مسيرة».
وكانت كتائب «حزب الله» قد أقرت بأن الهجوم على «جرف الصخر»، استهدف «خبراء مسيرات».
وأعلنت حركة «النجباء»، في وقت سابق، انتهاء الهدنة مع القوات الأميركية، بعد تعليق عملياتها منذ فبراير (شباط) الماضي.
وكتب زعيم حركة «النجباء»، أكرم الكعبي، أن «الأميركان والصهاينة فتحوا أبواب جهنم بعد اغتيال إسماعيل هنية، والقصف الأهوج في الضاحية الجنوبية بلبنان، والاستهداف الأميركي الغادر لثُلّة من المجاهدين في العراق».
محللون: البرهان أمام خيارات «ضيقة ومحدودة»
فبعد يومين من إعلان الحكومة السودانية عبر وزارة الخارجية، استعداداها للانخراط في محادثات سويسرا لوقف إطلاق النار، بشرط عقد اجتماع سابق مع الحكومة الأميركية للتشاور بشأن أجندتها والأطراف المشاركة، خرج البرهان بعد نجاته من محاولة اغتيال بمسيّرة مجهولة خلال مشاركته الأربعاء في تخريج ضباط الكلية الحربية بمدينة جبيت شرق البلاد، بشروط جديدة من بينها «الاعتراف بالحكومة»، ودعا الوسطاء لمخاطبة «الدعم السريع» للانسحاب من المدن التي تسيطر عليها.
ويرى محللون أن رفض البرهان محادثات سويسرا «سيفقده المواقف المتوازنة لبعض دول الجوار الساعية لوقف الحرب، ومن ثم سيضع نفسه في مواجهة المجتمع الدولي، الذي سيسعى في المقابل، لزيادة الضغط عليه وعزله دولياً عن الذين يقاتلون إلى جانبه، ويرفضون أي اتجاه لوقف الحرب».
البحث عن الشرعية
وقال المحلل السياسي ماهر أبو الجوخ: «إن البرهان يريد قبل الذهاب إلى أي محادثات، الاعتراف بشرعية حكومته والتعاطي معه على هذا الأساس»، بيد أنه استبعد أن يجد ذلك المطلب قبولاً من الدول النشطة في الملف السوداني، مرجعاً ذلك إلى«عدم وجود سلطة شرعية بعد انقلاب الجيش على الحكم المدني» في 2021.
ورأى أن ما ذكره قائد الجيش في جبيت بعد فشل استهدافه بالطائرة المسيّرة، «كان إشارات متناقضة حول موقفه الحقيقي من محادثات وقف إطلاق النار» التي دعت لها الولايات المتحدة بسويسرا في 14 من أغسطس (آب) الحالي.
وقال: «إن البرهان أمام خيارين: إما أن يذهب إلى محادثات ويضع تلك الشروط ضمن أجندة التفاوض في سويسرا، أو أن يرفض، ومن ثم يظهر أمام العالم أنه غير جاد في وقف الحرب، وخطورة هذا الموقف قد تدفع للتعامل مع قوات الدعم السريع بوصفه أمراً واقعاً، ونتائجه اشتعال حرب أكثر ضراوة، وربما يؤدي إلى تغير في المواقف الحيادية لبعض الدول، من الجيش السوداني».
وقال أبو الجوخ: «إن البرهان يحاول أن يمارس أكبر ضغط ممكن على الوسطاء والمجتمع الدولي لإضفاء شرعية على حكومته، لكن إعلان جدة عرف الطرفين بأنهما القوات المسلحة وقوات الدعم السريع... وما يعيق الموافقة على طلبه، أن (الدعم السريع) لا تعترف بأي شرعية لحكومة بورتسودان، وقد يدفعها ذلك إلى اتخاذ ردة فعل بالامتناع عن المشاركة في المحادثات».
وضع معقد
وبدوره، قال ضابط «متقاعد» برتبة رفيعة في الجيش: «إن وضع البرهان معقد جداً، من الناحية العسكرية على الأرض، من هذه الزاوية يمكن النظر إلى مواقفه التي تبدو في بعض الأحيان متشددة تجاه مواصلة الحرب حتى القضاء على تمرد ميليشيا الدعم السريع، وأحياناً أخرى يبدي مرونة مع وضع الشروط للحفاظ على تماسك مؤسسة الجيش».
وأضاف الضابط الذي طلب حجب هويته، أن قرار الذهاب إلى المفاوضات يجب ألا يكون حوله خلاف بين قادة الجيش، وأن يتم اتخاذه عبر التراتبية داخل المؤسسة العسكرية، وإلا فسُيحدث شرخاً داخلها... ورأى أن أي خطوة من الجيش للقبول بالمفاوضات مع «الدعم السريع»، يجب أن تسبقها تهيئة داخل المؤسسة العسكرية والرأي العام في الشارع، بيد أن ما يحدث في الواقع حملة مضادة لوقف الحرب.
ووفق المصدر ذاته، فإن للإسلاميين تأثيراً على القرار داخل الجيش، وتزايد بشكل أكبر بعد اندلاع الحرب الحالية وانخراط أعداد كبيرة منهم في القتال في صفوفه في كل المواقع العسكرية بالبلاد، مشيراً إلى أن اتخاذ قرار بالذهاب إلى المفاوضات وتجاوزهم، ستكون له ردة فعل خطيرة على تماسك الجيش.
وقال: «إن تكتيك البرهان حالياً هو: حارب أولاً ثم فاوض، وسيعمل على كسب أكبر وقت ممكن لخلق حالة من التوازن العسكري على الأرض لتقوية موقفه على طاولة المفاوضات، لكن وفقاً للخريطة العسكرية الحالية، فإن ذلك قد يأخذ وقتاً طويلاً».
صالح يتهم «بعض القنوات» ببث الفرقة بين الليبيين
وافتتح صالح ورئيس حكومة «الاستقرار»، أسامة حماد، ومدير «صندوق إعادة الإعمار»، بالقاسم حفتر، مساء الأربعاء، مشاريع خِدمية عدة في مدينة أجدابيا (شرق البلاد)، بحضور قيادات عسكرية وأمنية، من بينهم رئيس أركان الوحدات الأمنية اللواء خالد حفتر، ورئيس جهاز الأمن الداخلي الفريق أسامة الدرسي.
وقال صالح، الذي توترت العلاقة بينه وبين رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة: «إننا نواجه حرباً ضروساً لا هوادة فيها من النقد الآثم المُر، ومن التحطيم المدروس والمقصود»، موجّهاً خطابه للحضور: «أنتم شهود على كل المراحل التي تَلَت أحداث 17 فبراير (شباط) 2011، ونحن نعمل قدر استطاعتنا على لمّ الشمل ووحدة السلطة وتحقيق الأمن والاستقرار»؛ في إشارة إلى «الثورة» التي أطاحت بنظام الرئيس الراحل معمر القذافي.
وبعد أن اشتكى صالح من «خطاب الكراهية والتشويه»، قال: «نحن في مجلس النواب صامدون... لا نلتفت لكلام هؤلاء ونقدهم غير البنّاء، ولا نردُّ عليهم حتى نحقق لهم أمنيتهم في تعكير مسيرتنا»، وأضاف محذراً من «الفُرقة واختلاف الكلمة وشتات الآراء».
كما تطرّق صالح إلى مجلسه، وقال إن «رئاسته ولجانه وجميع أعضائه يعملون، منذ الوهلة الأولى، على ثوابت لا يمكن التنازل عنها، وهي وحدة البلاد وسيادتها وتوحيد مؤسساتها، ودعم قوتها العسكرية»، التي قال إنها «دحرت الإرهاب، ومنعت التدخل الخارجي في شؤوننا»،
وفيما عدّه البعض تجاهلاً للمجلس الأعلى للدولة، قال صالح: «نحن نسير للخروج من الأزمة، وندنو من تنفيذ قوانين الانتخابات، وتكوين سلطة موحدة، وليختار الشعب حكامه بإرادته الحرة».
وافتتح صالح عدة مقارّ إدارية وخِدمية في أجدابيا، مثمّناً جهود مدير عام «صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا»، بالقاسم حفتر، الذي قال إنه «يعمل ليل نهار من أجل إعادة الإعمار والاستقرار في أقرب وقت، كما تشاهدون اليوم»، مضيفاً: «نقف، اليوم، فخورين بما تقدمه الحكومة وصندوق التنمية والإعمار من إنجازات غير مسبوقة وفي مدة قصيرة في مدينتنا أجدابيا».
وانتهى صالح، في خطابه، إلى الثناء على القيادة العامة، قائلاً: «نوجه التحية والتقدير لجيشنا الباسل، وقائده المشير حفتر وضباطه وجنوده، الذين ضحّوا ويضحّون، ويعملون من أجل الأمن والأمان والاستقرار، فلولاهم لما قامت التنمية والاستقرار».
وتصاعدت الخلافات بين مجلسي النواب و«الدولة»، بعد إقرار الأول مشروع قانون الموازنة العامة، الذي تقدمت به حكومة حمّاد «منفردة»، وقال إن البرلمان «هو صاحب الاختصاص» في إقرار مشروع قانون الموازنة، «دون غيره من المجالس الأخرى».
في شأن مختلف، ناقش وزير النفط والغاز المكلّف بحكومة «الوحدة»، خليفة عبد الصادق، مع السفير القطري إعداد مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات المختلفة بقطاع النفط والغاز.
ونقلت وزارة النفط، اليوم الخميس، عن السفير القطري قوله إنه «يحمل معه توجيهات من دولة قطر لفتح أبواب التعاون في جميع المجالات؛ وكل ما من شأنه أن يساعد في دعم التنمية والاستقرار للشعب الليبي الشقيق».
وتطرَّق عبد الصادق للحديث عن رؤية وزارته لتطوير قطاع النفط والغاز، مشدداً على «أهمية الشركات العالمية ذات الخبرة للمساهمة في تطوير واستكشاف المناطق البرية والبحرية التي لم تُستكشف بعدُ في ليبيا»، وإمكانية استفادة البلدين من تطوير الكوادر وتبادل الخبرة في مجال قطاع النفط والغاز.
وكان عبد الصادق قد بحث مع القائم بأعمال سفارة إندونيسيا لدى ليبيا، ديدي الرفاعي، توسيع مجال التعاون لتشمل جميع القطاعات الاقتصادية بدولة ليبيا.
في سياق آخر، أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة في ليبيا، اليوم الخميس، ترحيل 65 مهاجراً مصرياً عبر مَنفذ أمساعد الحدودي، في حين عُقدت بالعاصمة طرابلس مائدة مستديرة حول جريمة الاتجار بالبشر، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحته.
وقال رئيس منظمة التعاون والإغاثة العالمية في ليبيا، جمال المبروك، إن الجلسة نظّمها مركز الدراسات والبحوث الجنائية بمكتب النائب العام، بمشاركة ممثلين عن الوزارات المعنية، وبعض المنظمات الدولية. واستهدفت بحث الظاهرة ومعالجتها.
في السياق نفسه، أكد رئيس لجنة الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب، يوسف العقوري، رفض مجلسه «توطين المهاجرين غير النظاميين في ليبيا»، مشدداً على أهمية تعزيز قدرات مجلسه لمتابعة هذا الموضوع من النواحي الإنسانية والمالية والقانونية.
وكان العقوري يتحدث، في كلمة مسجلة أمام ورشة عمل نظّمتها بعض لجان البرلمان، وانتهى إلى «أهمية الحوكمة الشاملة لملف الهجرة، الذي يعتمد على التنسيق بين جميع الجهات ذات العلاقة، وضرورة الاستفادة من خبرات المنظمة الدولية للهجرة لبناء القدرات الوطنية».