الإمارات تكشف عن تنظيم سري جديد.. مؤامرات وتحالفات خارجية للإخوان الهاربين

السبت 03/أغسطس/2024 - 10:39 ص
طباعة الإمارات تكشف عن أميرة الشريف
 
في تطور ملحوظ على الساحة الدولية، كشفت دولة الإمارات العربية المتحدة عن وجود "تنظيم سري جديد خارج الدولة" تم تشكيله على يد الهاربين من أعضاء تنظيم دعوة الإصلاح، المعروف أيضاً بالإخوان المسلمين الإماراتيين.
هذا الإعلان يأتي في وقت حساس حيث تواصل الإمارات جهودها للكشف عن الأنشطة المعادية للدولة وملاحقة الأفراد المتورطين في عمليات تهدد استقرارها وأمنها.
وأعضاء تنظيم دعوة الإصلاح كانوا جزءاً من حركة سياسية تم تصنيفها كتنظيم إرهابي في الإمارات في عام 2013.
 بعد حل التنظيم، فر العديد من أعضائه إلى الخارج، حيث قاموا بتشكيل تنظيم جديد يسعى لإعادة إحياء أهداف التنظيم السابق.
الهاربون لم يقتصروا على محاولة استعادة نفوذهم السابق فحسب، بل قاموا بتكوين تحالفات مع جماعات إرهابية أخرى وتلقى تمويلاً من مصادر متعددة لدعم أنشطتهم.
وتجري السلطات الإماراتية تحقيقات مكثفة للكشف عن تفاصيل هذا التنظيم السري وأهدافه، مع التركيز على التعامل مع التهديدات الأمنية المرتبطة به.
 وبحسب تقارير إعلامية، فقد أظهرت التحقيقات التي تجريها النيابة العامة تحت إشراف النائب العام، أن هذا التنظيم السري يهدف إلى إعادة إحياء تنظيم دعوة الإصلاح المصنف إرهابياً، والذي تم حله في عام 2013، ويسعى لتحقيق نفس الأهداف السابقة.
وأوضحت التقارير أن متابعة جهاز أمن الدولة للهاربين من أعضاء التنظيم، الذين صدرت ضدهم أحكام غيابية في عام 2013، قد أسفرت عن رصد مجموعتين من أعضاء التنظيم تلاقوا في الخارج، بالإضافة إلى استقطابهم لأعضاء جدد وانضمامهم للتنظيم الجديد.
وكشفت التحقيقات أن هؤلاء الأعضاء تلقوا تمويلاً من داخل الإمارات ومن جماعات وتنظيمات إرهابية أخرى خارج الدولة.
وأشارت التحقيقات إلى أن التنظيم أقام تحالفات مع جماعات وتنظيمات إرهابية أخرى للعمل معها من خلال قطاعات إعلامية، اقتصادية وتعليمية.
هدفت هذه التحالفات إلى تقوية صلة التنظيم بهذه الجماعات، وتوفير التمويل اللازم، وتعزيز وجود التنظيم وأدوات حمايته في الخارج لتحقيق أهدافه.
ووفق وكالة وام الإماراتية، فإن مجموعة التنظيم في إحدى الدول ارتبطت بالعديد من واجهات التنظيمات الإرهابية التي تتخذ شكل منظمات خيرية أو فكرية، وقنوات تلفزيونية. ومن أبرز هذه المؤسسات، مؤسسة قرطبة (TCF) المصنفة إرهابية في الدولة منذ عام 2014، والتي يديرها القيادي الإخواني أنس التكريتي. وقد لعب التكريتي دوراً كبيراً في تنظيم تظاهرات أمام سفارات الإمارات ومقار المنظمات الدولية.
وتضمنت اعترافات أحد المقبوض عليهم من أعضاء التنظيم بيان هيكل التنظيم ونشاطه، وأدوار أعضائه في تهديد الاستقرار، وقيادة حملات التشويه وخطاب الكراهية، والتشكيك في مكتسبات الدولة، وبث الفتنة بين المواطنين، وتمويل الإرهاب وغسل الأموال، والتعاون مع أجهزة استخبارات أجنبية بهدف زعزعة أمن الدولة.
وأكدت التحقيقات أن بعض أعضاء التنظيم تكفلوا بالتواصل المباشر مع المنظمات الحقوقية والدولية المعنية بحقوق الإنسان، وقدموا لها معلومات كاذبة بهدف إضعاف ثقة المجتمع الدولي بدولة الإمارات وإثارة الرأي العام ضدها.
ويباشر فريق من أعضاء النيابة العامة حالياً تحقيقات مكثفة لكشف الحقائق بشأن بعض التفاصيل التي تضمنها اعتراف المتهم المقبوض عليه، وتحريات جهاز أمن الدولة،  ومن المتوقع أن تعلن النيابة العامة عن تفاصيل هذا التنظيم الإرهابي وجرائمه عقب الانتهاء من التحقيقات.
وأعضاء تنظيم دعوة الإصلاح، المعروف أيضاً بالإخوان المسلمين الإماراتيين، هم مجموعة من الأفراد الذين كانوا ينتمون إلى تنظيم سياسي تم تصنيفه كتنظيم إرهابي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
 تأسس تنظيم دعوة الإصلاح في الإمارات في تسعينيات القرن الماضي تحت شعار إصلاح المجتمع وتعزيز القيم الإسلامية، مستلهماً أفكار الإخوان المسلمين.
اتبع التنظيم أساليب الإخوان المسلمين في الدعوة السياسية والاجتماعية، وسعى إلى إدخال تغييرات في النظام السياسي والاجتماعي في الإمارات من خلال تنظيم فعاليات دينية وتعليمية،  كما قام التنظيم ببناء شبكة من الأفراد الموالين له في مؤسسات مختلفة لتوسيع تأثيره.
في عام 2013، تم تصنيف تنظيم دعوة الإصلاح كتنظيم إرهابي من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، وتم حظر التنظيم وحله.
 عقب هذا التصنيف، أصدرت السلطات الإماراتية أحكاماً غيابية ضد العديد من أعضائه بتهم تتعلق بالإرهاب والتآمر ضد الدولة.
فر العديد من أعضاء التنظيم إلى الخارج لتجنب الاعتقال والملاحقة القانونية بعد تصنيف التنظيم كإرهابي وحله، حيث لجأ بعض هؤلاء الأعضاء إلى دول أخرى في المنطقة أو خارجها، واستمروا في محاولة إعادة تشكيل التنظيم تحت أسماء جديدة.
و أطلق الهاربون محاولات لإعادة بناء التنظيم، وتواصلوا مع جماعات إرهابية أخرى لتعزيز موقفهم.
كما قاموا بجمع تمويلات من جهات خارجية ومنظمات ذات صلة بالإرهاب، واستمرت محاولاتهم في تنظيم أنشطة معادية للدولة.
استفاد الهاربون من أعضاء تنظيم دعوة الإصلاح من تحالفات مع تنظيمات إرهابية أخرى، واستخدموا قنوات إعلامية وجماعات ضغط لتعزيز وجودهم.
كما قاموا بتشكيل تحالفات مع تنظيمات إرهابية أخرى، واستفادوا من واجهات تنظيمات إرهابية لتوسيع نفوذهم.
 تواصلوا أيضاً مع منظمات حقوقية دولية لتقديم معلومات مضللة ضد دولة الإمارات.
وتستمر السلطات الإماراتية في متابعة الأنشطة والتورط المحتمل لأعضاء التنظيم الهاربين، حيث تجري تحقيقات مكثفة لكشف تفاصيل أنشطتهم.
تم القبض على بعض الأفراد الهاربين، وأدت اعترافاتهم إلى كشف تفاصيل عن الهيكل التنظيمي ونشاطاتهم وتورطهم في تمويل الإرهاب والتآمر ضد أمن الدولة.
ويشكل الهاربون من تنظيم دعوة الإصلاح جزءاً من الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وتواصل الإمارات تعاونها مع الشركاء الدوليين لملاحقتهم وكشف جميع تفاصيل أنشطتهم.

شارك