محمد إسماعيل درويش.. الشخصية الغامضة التي قد تُقود حماس بعد هنية

الثلاثاء 06/أغسطس/2024 - 03:38 م
طباعة محمد إسماعيل درويش.. أميرة الشريف - فاطمة عبدالغني
 
في تطورات حاسمة لحركة حماس، أعلنت مصادر إعلامية اليوم الثلاثاء اختيار محمد إسماعيل درويش رئيسًا جديدًا للمكتب السياسي للحركة، ليخلف بذلك الراحل إسماعيل هنية، الذي اغتيل في طهران قبل أسبوع.
وأفادت تقارير إعلامية بأن الرئيس الجديد لحماس يقيم في قطر، وسط تكهنات بشأن دوره المستقبلي في قيادة الحركة والتحديات التي تواجهها سياسيًا وعسكريًا.
وكانت تقارير إعلامية قد كشفت سابقًا عن وجود "رجل ظل" في حماس، مُقرب من إيران، ووصفته بأنه "الأقرب" لتولي رئاسة المكتب السياسي، ما يبرز التحديات المعقدة التي تواجه عملية تعيين خليفة لإسماعيل هنية.
ومنذ الاغتيال المأساوي لإسماعيل هنية، انتشرت الأسماء والفرضيات حول من سيكون الشخص القادم لرئاسة حماس، مع اقتراحات لتشكيل مجلس قيادة يضم عددًا من الشخصيات المرموقة داخل الحركة.
وفي سياق متصل، أكدت تقارير أن الأعضاء البارزين في قيادة حماس يفضلون بشدة تنصيب محمد إسماعيل، نظرًا لقدراته القيادية المعروفة وقدرته على تحقيق التوازن بين أجنحة الحركة، بما في ذلك جناح الصقور وجناح خالد مشعل، الذي يتمتع بعلاقات تاريخية متعددة في المنطقة.
وتسببت الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة الدائرة منذ 10 أشهر، في غياب العديد من قادة حماس السياسيين والعسكريين عن المعادلة، جراء الاغتيالات.
ومنذ اغتيال هنية، طُرحت أسماء وفرضيات مختلفة بشأن خليفته المحتمل، ومن ذلك احتمال انتقال المنصب إلى أحد القياديين: خالد مشعل، وموسى أبو مرزوق، وخليل الحية، فيما تردد أيضًا احتمال تشكيل مجلس قيادة يضم أكثر من شخصية.
وفقًا لتقارير إعلامية، فإن المرشح الأبرز الآن هو محمد إسماعيل درويش، شخصية لم تظهر سابقًا علنًا في الحركة، ولكنه قد يكون قادرًا على تلبية تطلعات الأجنحة المتنوعة داخل حماس.
ويُعتبر درويش حلاً وسطًا يمكن أن يُرضي جناحي الحركة، جناح الصقور الذي يتزعمه يحيى السنوار، وجناح خالد مشعل الذي تتردد علاقته مع إيران و"حزب الله".
 وفقًا للتقرير، ينحدر درويش من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وقد اكتسب تأثيرًا مع مرور الوقت بفضل دوره في "إمبراطورية حماس الاقتصادية" ودوره المحتمل في نقل الأموال من إيران إلى الحركة، إلى جانب استثماراته الدولية المتعددة.
بالرغم من غموضه، يرى محللون أن درويش يمثل اختيارًا استراتيجيًا يعكس تفضيل حماس للحفاظ على الدعم الإيراني، خاصة في ظل التوترات مع الحرس الثوري الإيراني وعلاقات مشعل المتأرجحة بسبب مواقفه من النظام السوري خلال الحرب الأهلية.
يعزز اختيار درويش لخلافة هنية تأييد زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، الذي يلعب دورًا حيويًا في عملية اختيار القيادة الجديدة. 
ورغم قطيع الاتصال بين السنوار والحركة في الخارج، يظل تأثيره قائمًا في القرارات الحساسة كتعيين خليفة هنية.
بهذه الخطوة، ينتظر العالم العربي والدولي التأكيد الرسمي على تعيين درويش والتأثير الذي سيكون له على المستقبل السياسي والعسكري لحماس وفي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل عام.
يُشير هذا الاختيار إلى خطوة استراتيجية هامة من قبل حماس في ظل التحديات السياسية الراهنة، حيث يبقى الجميع في انتظار الإعلان الرسمي عن هذا التعيين وتفاصيل الخطط القادمة للحركة الفلسطينية.

شارك