دراسة تفصيلية.. خسائر اقتصادية ضخمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بسبب الإرهاب

الخميس 08/أغسطس/2024 - 11:10 ص
طباعة دراسة تفصيلية.. خسائر أميرة الشريف
 
في السنوات الأخيرة، تعرضت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لموجة عارمة من الاضطرابات والأحداث العنيفة التي بدأت منذ عام 2011. هذه الأحداث لم تكن مجرد تحولات سياسية واجتماعية، بل تسببت في خسائر اقتصادية هائلة، حيث كشفت دراسة بحثية حديثة أجراها مركز صواب عن التأثيرات الاقتصادية للإرهاب على دول مثل مصر وليبيا وتونس، مسلطة الضوء على حجم الخسائر التي عانت منها هذه الدول نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية وتصاعد الهجمات الإرهابية.
وكشفت الدراسة أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عانت من خسائر اقتصادية تقدر بحوالي 62 مليار دولار بين عامي 2014 و2016 نتيجة للأحداث التي بدأت في 2011. 
الدراسة، التي أجراها مركز صواب، تحت عنوان "الآثار الاقتصادية للإرهاب: دراسة مقارنة بين مصر وليبيا وتونس"، أوضحت مدى الدمار الاقتصادي الذي سببه الإرهاب في هذه الدول الثلاث.
وفقًا للدراسة، فإن الاقتصاد المصري كان يمكن أن يكون أكبر بحوالي 57 مليار دولار لو استمر بمعدل النمو السابق خلال العقد الماضي.
 أما ليبيا وتونس، فقد خسر كل منهما زيادة محتملة في الناتج المحلي الإجمالي تقدر بحوالي 95 مليار دولار و17 مليار دولار على التوالي. 
الهجمات الإرهابية المتصاعدة أثرت بشكل كبير على عائدات السياحة والطاقة في هذه البلدان، مما أدى إلى انخفاض كبير في الدخل الوطني.
قبل عام 2011، كانت مصر وليبيا وتونس تشهد نموًا اقتصاديًا ثابتًا. مصر وليبيا سجلتا زيادة في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5% في الفترة ما بين 2006 و2010. 
لكن الأحداث التي أعقبت هذه الفترة تسببت في تراجع حاد في معدلات النمو، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي لمصر بنسبة 2.7%، وليبيا بنسبة 0.6%.
 أما تونس، فقد شهدت تراجعًا كبيرًا في نمو الناتج المحلي الإجمالي ليصل إلى 1.94% فقط.
في ليبيا، التي تعتمد بشكل كبير على قطاع الطاقة، انخفض إنتاج النفط من 1.3 مليون برميل يوميًا في 2010 إلى 0.3 مليون برميل يوميًا في 2011، مما أثر بشكل كبير على إيرادات الحكومة.
 وبالمثل، تراجعت عائدات السياحة في مصر من 13.6 مليار دولار في 2010 إلى 3.3 مليارات دولار في 2016.
وفي تعليقها على هذه الورقة البحثية، قالت سارة المرزوقي، مديرة مركز صواب: لقد شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال العقد الماضي مستويات غير مسبوقة من الإرهاب.
 وأضافت: "الدول التي تعرضت لمعدلات عالية من الهجمات الإرهابية أظهرت نموًا اقتصاديًا أضعف بشكل ملحوظ".
وتُظهر هذه الدراسة البحثية بشكل واضح كيف أن الإرهاب لم يؤثر فقط على الأمان والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بل امتد تأثيره ليشمل الجوانب الاقتصادية الحيوية لهذه الدول. التراجع الكبير في معدلات النمو الاقتصادي، وانخفاض عائدات السياحة والطاقة، إلى جانب الخسائر المحتملة في الناتج المحلي الإجمالي، كلها مؤشرات تدل على الحاجة الملحة لتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة.
 فقط من خلال مواجهة هذه التحديات الأمنية يمكن للدول المعنية أن تستعيد نموها الاقتصادي وتحقيق مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.

شارك