بعد الهجوم الدامي على شاطئ "ليدو" بالصومال.. ماهي رسائل حركة الشباب؟
الخميس 08/أغسطس/2024 - 01:59 ص
طباعة
محمد شعت
تتوالى ردود الأفعال على الهجوم الدامي الذي نفذته حركة الشباب الإرهابية على شاطئ "ليدو" في الصومال والذي أسفر عن مقتل وإصابة قرابة الـ100 شخص، وسط إدانات داخلية وخارجية للعمل الوحشي الذي نفذته الحركة التي تصفها الحكومة الصومالية بـ"الخوارج".
ووفق تقديرات الحكومة الصومالية لضحايا الحادث فقد ذكر متحدث باسم الشرطة الصومالية أن حصيلة قتلى الهجوم على فندق وشاطي ليدو الشعبي، في العاصمة الصومالية مقديشو، ارتفعت إلى 32 شخصا على الأقل ، من بينهم الإرهابيون الخمسة الذين نفذوا الهجوم وارتفع عدد المصابين إلى أكثر من 60 آخرين.
وبحسب وكالة الأنباء الصومالية "صونا"، فقد ترأس حسن شيخ محمود رئيس الجمهورية ، السبت،اجتماعاً طارئاً للأجهزة الأمنية في البلاد للاستماع إلى ملابسات الهجوم الإرهابي الذي استهدف شاطئ ليدو، مؤكدًا أن الهجوم الإرهابي الذي استهدف شاطئ ليدو يظهر مدى وحشية مليشيات الخوارج التي تسعى دائماً إلى سفك دماء المدنيين الأبرياء،مشدداً على التزام الحكومة بالقضاء على الإرهابيين .
وشدد محمود على أن استكمال نجاح العمليات العسكرية ضد الإرهابيين يعتمد بشكل أساسي على تعاون ودعم المواطنين،داعياً الشعب بالعمل مع الأجهزة الأمنية والوحدة للقضاء على ميلشيات الخوارج التي تعمل على ترويع المواطنين بمثل هذه الهجمات الإرهابية من أجل إخفاء الخسائر المتتالية التي تكبدتها من العمليات العسكرية في جبهات القتال.
إثبات وجود بعد الهزيمة الفكرية
الباحث الصومالي محمود محمد حسن مدير مركز هرجيسا للدراسات والبحوث قال في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية": إن الحادث حمل بصمات حركة الشباب الإرهابية منذ اللحظة الأولى وهو ما أكده المتحدث باسم جهاز الشرطة الوطني عبدالفتاح آدم حسن، ومن بعده رئيس الوزراء حمزة عبدي بري ورئيس الجمهورية حسن شيخ محمود.
وأشار الباحث الصومالي إلى أن الهجوم على مرتادي شاطئ ليدو وتحديدا ضمن الجزء الذي يقع فيه مطعم "بيتش فيو"، والذي أدى لمقتل وإصابة قريب من مائة إنسان، جاء في الوقت الذي تمر فيه الحركة المتطرفة بأصعب أوقاتها، من حيث الواقع العسكري على الأرض، وخسارتها للقبول الشعبي، نظرا لهزيمتها الفكرية.
ووفق مدير مركز هرجيسا للدراسات والبحوث، فإن الحركة شديدة الاهتمام بإثبات وجودها واستمرار قدرتها على التأثير على حياة المدنيين، في ظل الموقف الحازم لإدارة الرئيس حسن شيخ الذي يهدف إلى الإجهاز على الحركة عسكريا بشكل نهائي، وتجاهل دعوات أطراف دولية للحكومة الصومالية بأن تفتح باب الحوار مع الحركة، و هو ما يستمر الرئيس حسن شيخ محمود في تجنبه، من خلال الحملة العسكرية المستمرة، وتشجيع العشائر على كسر حاجز الخوف من الحركة المتطرفة.
ويرى "حسن" أن الحكومة الفيدرالية الصومالية تتعمد التركيز على لاإنسانية العمليات الإرهابية التي تنفذها عناصر الحركة المتطرفة، من باب زيادة الإمعان في تآكل مبررات التعايش مع وجودها، وكذا إثبات عدم جدوى التعامل معها بغير لغة السلاح، كما عقد الرئيس الصومالي اجتماعات مع قيادات الأجهزة الأمنية، وتم الكشف عن خطط للحركة باستهداف مواقع أخرى، ما أظهر وجود تقدم في العمل الأمني والاستخباراتي، بحيث أصبح ممكنا رصد خطط الحركة قبل التنفيذ، لا متابعة أنشطتها بعد وقوع عملياتهاِ
خلايا نشطة
الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، أحمد سلطان، قال في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الحركة رغم الضربات المتوالية إلا أنها لازال لديها القدرة على تنفيذ عمليات، وذلك لعدة أسباب منها أن جهاز الأمن والاستخبارات داخل الحركة وهو جهاز "أمنيات" لديه خلايا وشبكات نشطة في مقديشيو، واختيار الحركة للأهداف تريد من خلاله إرسال رسالة بقدرتها على الضرب بفاعلية في قلب العاصمة.
ووفق "سلطان" فإن أحد الثغرات هو استمرار الضعف الواضح بالنسبة للمعلومات المتوافرة لدى الأجهزة عن الشبكات الإرهابية، وهذا الضعف يتم استثماره في الهجمات الإرهابية ، إضافة إلى الوضع المعقد في الصومال، حيث إن دولة واحدة لاتستطيع النهوض بالأعباء الامنية والملف الأمني في الصومال في هذه الفترة، خاصة في ظل التعديل في الدعم المقدم للصومال بعد انسحاب البعثة الأفريقية، على الرغم من أن الصومال منطقة هامة جدا للعديد من الأسباب سواء التي تتعلق بالمكان الجغرافي أو تلك التي تتعلق بالتنافس الجيوسياسي في المنطقة.
ويوضح الباحث في شؤون الحركات المتطرفة أن حركة الشباب لازال لديها القدرة على إعادة بناء شبكاتها و تجنيد خلايا جديدة، والدليل على ذلك أن الولايات المتحدة أزالتها من قائمة التهديد في 2017 إلا أنها عادت لتمثل تهديدا مجددا في ظل العمليات التي تنفذها، كما أنها لديها القدرة على تجاوز الانقسامات الداخلية التي تتعرض لها من خلال الدفع بكوادر وقيادات جديدة قادرة على إدارة وتوجيه العمليات، وربما القدرة التي تتمتع بها الحركة ترجع إلى الثراء الذي تحظى به في ظل الدعم الذي تتلقاه من أطراف في الخارج بشكل غير معلن، خاصة فيما يتعلق بالحصول على الأسلحة.