مليشيا الحوثي تستغل كارثة السيول لفرض الجبايات ونهب أراضي اليمنيين

الإثنين 12/أغسطس/2024 - 12:10 م
طباعة مليشيا الحوثي تستغل فاطمة عبدالغني
 
بينما يعاني سكان المحافظة اليمنية من آثار الكارثة الإنسانية التي تسببت بها السيول الجارفة، أفادت مصادر محلية بأن مليشيا الحوثي تقوم بعمليات نهب منظمة لأراضي المواطنين في مختلف أنحاء المحافظات اليمنية المتضررة من السيول.
وأفادت المصادر أن المليشيا الحوثية، مستغلة حالة الانشغال بالمأساة، بدأت بالاستيلاء على مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية في مديرية المراوعة، وتحديداً في قرية اليومين بمحافظة الحديدة، حيث قامت بتسييج الأراضي باستخدام الشيولات، وتهجير أصحابها الأصليين.
وأوضح مزارعون أنهم تفاجأوا بقيام عناصر حوثية، بقيادة المدعو "أبو طه المداني"، بمهاجمة أراضيهم والاستيلاء عليها دون أي سند قانوني. وأكدوا أن المليشيا استولت على ما يقارب 250 معاداً من الأراضي.
وأشارت المصادر إلى أن هذه العمليات تأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات التي تمارسها المليشيا الحوثية ضد المدنيين في محافظة الحديدة، حيث سبق لها أن استولت على مساحات واسعة من الأراضي في شمال وجنوب المحافظة، وقرى بأكملها تعرضت للنهب باستخدام القوة المسلحة.
وفي صنعاء استغلت ميليشيا الحوثي فرصة السيول الناجمة عن الأمطار والتي أغرقت أحياء وشوارع متفرقة في العاصمة ومدن أخرى تحت سيطرة الحوثي، مخلِّفةً قتلى وجرحى وخسائر مادية كبيرة وبدأت في فرض جبايات جديدة تحت ذريعة "مواجهة السيول".
وأفادت مصادر مطلعة أن الجماعة أطلقت منذ يومين حملة جباية لإجبار السكان في صنعاء وريفها ومدن أخرى على تقديم التبرعات النقدية والعينية بحجة مواجهة أضرار السيول وإنقاذ المتضررين.
يأتي ذلك بالتزامن مع توقعات الأرصاد باستمرار هطول الأمطار الغزيرة خلال الساعات المقبلة على عدة محافظات يمنية، في وقت لم يتحرك فيه الانقلابيون لاتخاذ أي تدابير لحماية السكان وممتلكاتهم من مخاطر السيول.
وخلال الأيام الماضية، شكلت الجماعة الحوثية لجاناً ميدانية تحت اسم "لجان دعم وإنقاذ"، لكنها في الواقع كانت لجان "دهم وابتزاز" تعمل في نحو 10 مديريات في صنعاء لفرض إتاوات بحجة دعم المتضررين من السيول.
وبحسب تقارير إعلامية أثارت حملات الحوثيين بزعم مواجهة أضرار السيول موجة واسعة من الانتقادات والرفض، حيث شكك كثيرون في أن هذه الأموال ستذهب إلى جيوب قادة الجماعة بدلاً من وصولها إلى المستحقين الفعليين.
واتهم أخرون ميليشيا الحوثي بنهب الموارد وتسخير عائداتها للمجهود الحربي وإقامة الفعاليات ذات الطابع الطائفي، متجاهلةً معاناة الملايين جراء سيول الأمطار والأزمات المعيشية والإنسانية. 
وتداول ناشطون يمنيون على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصوراً تُظهر شوارع وأحياء صنعاء وعدة مدن أخرى تحت سيطرة الجماعة وهي غارقة في السيول. وقد أظهرت المشاهد كيف حاصرت المياه العديد من السكان في منازلهم، بالإضافة إلى تعرض بعض السيارات والمحال التجارية لأضرار كبيرة.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من فيضانات جديدة ستضرب مناطق عدة في اليمن، وكشفت عن حاجتها العاجلة لحوالي خمسة ملايين دولار لإغاثة أكثر من عشرة آلاف أسرة تضررت من السيول التي اجتاحت المحافظات الغربية في البلاد الأسبوع الماضي.
وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن الأمم المتحدة وشركاءها يعملون على إيصال الإمدادات والمساعدات إلى المناطق المتضررة من الفيضانات، التي أدت إلى تدمير المنازل وإتلاف المزارع والبنية التحتية.
وأشار المكتب إلى احتمال ارتفاع أعداد المتضررين مع توفر مزيد من المعلومات من المناطق المتضررة، مؤكداً أن نقص التمويل يمثل تحدياً كبيراً أمام جهود الاستجابة الإنسانية.
وبحسب التقارير الأولية للأمم المتحدة، "تضرر ما لا يقل عن 10 آلاف أسرة منذ يوم الثلاثاء، عندما تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات مفاجئة في عدة أجزاء من محافظات الحديدة وحجة وريمة والمحويت، مما أدى إلى إتلاف المنازل والمزارع والبنية التحتية.

شارك