تفاقم أزمة النزوح في السودان.. تعداد غير مسبوق يسلط الضوء على كارثة إنسانية

الجمعة 16/أغسطس/2024 - 12:08 م
طباعة تفاقم أزمة النزوح أميرة الشريف
 

تفاقمت أزمة النزوح في السودان بشكل مقلق خلال الفترة الأخيرة، نتيجة لتسارع وتيرة النزاعات المسلحة والأزمات الإنسانية التي تعصف بالبلاد، الصراعات المستمرة بين الفصائل المختلفة، بما في ذلك النزاعات الإقليمية والسياسية، قد أدت إلى نزوح أعداد كبيرة من المواطنين من مناطق النزاع إلى مناطق أخرى داخل السودان أو إلى دول الجوار.

 التقديرات تشير إلى أن هناك ملايين من النازحين داخلياً، يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، مع نقص حاد في المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية.

وفي خضم تصاعد الأزمة الإنسانية التي تضرب السودان، كشفت المنظمة الدولية للهجرة عن رقم صادم يبرز حجم الأزمة المتفاقمة،  تجاوز عدد النازحين في السودان حاجز الـ 10.7 مليون نازح، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ النزوح العالمي. 
هذا الارتفاع الكبير يعكس حجم الكارثة التي يواجهها البلد، التي يبدو أنها لا تعرف حدوداً في تفاقمها.
في الوقت الذي يعاني فيه السودان من هذه الأزمة، يعيش أكثر من 2.3 مليون لاجئ سوداني في دول الجوار، مثل تشاد وجنوب السودان ومصر، هاربين من الأوضاع المتدهورة في بلادهم. 
وكان هذا العدد قد ارتفع بشكل ملحوظ، حيث كان تعداد النازحين لا يتجاوز الـ 10 ملايين قبل نحو شهر ونصف.
محمد رفعت، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان، وصف الوضع الحالي بأنه "ينذر بكارثة محققة"، مؤكدًا أن الأرقام التي أحصتها المنظمة تُظهر وضعاً غير مسبوق عالمياً، وأن الأعداد في تزايد مستمر.
 هذه الأرقام لم تعكس فقط تفاقم أزمة النزوح، بل كشفت أيضاً عن معاناة الأطفال التي تُعد الأسوأ على مستوى العالم. حيث يشكل الأطفال نسبة 50% من إجمالي النازحين، مما يضيف أبعاداً جديدة للمعاناة الإنسانية.
جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة "يونيسيف" التابعة للأمم المتحدة، أشار إلى أن الأزمة الإنسانية التي يعيشها الأطفال في السودان تعد الأكبر من نوعها على مستوى العالم. لقد عانى آلاف الأطفال من القتل أو الإصابة جراء الصراع المستمر في البلاد للعام الثاني على التوالي.
تستضيف 51% من النازحين في السودان بين الأسر أو مع المجتمعات المضيفة، وهو ما يعكس التحديات التي تواجهها هذه الأسر في ظل الأزمة. وعلى الرغم من وجود حوالي 23% من النازحين في معسكرات خاصة، فإن هذه المعسكرات لم يتم بناؤها أو تجهيزها أو إدارتها من قبل الأمم المتحدة.
 كما يقيم حوالي 10% من النازحين في أماكن مفتوحة، حيث يواجهون صعوبة في الحصول على المساعدات والموارد الأساسية، ويضطرون للتنقل من مكان إلى آخر.
أزمة الجوع تمثل أحد أبعاد الأزمة الإنسانية المتفاقمة، حيث أشار رفعت إلى أن جميع النازحين يعيشون في مناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي، وهو ما يزيد من تعقيد الأوضاع المأساوية التي يعاني منها الشعب السوداني.
و تعد الأرقام والبيانات التي كشفتها المنظمة الدولية للهجرة وجميع الأطراف المعنية بمثابة جرس إنذار عالمي لمجتمع المانحين والدول التي يمكنها تقديم الدعم. إن الوضع في السودان يحتاج إلى استجابة عاجلة وشاملة لمواجهة واحدة من أعظم الأزمات الإنسانية في العصر الحديث. يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة وبتنسيق لضمان تقديم الإغاثة الضرورية والبحث عن حلول طويلة الأمد لإنهاء هذه المأساة الإنسانية المتنامية.

وتجعل هذه الأزمة الإنسانية الوضع أكثر تعقيداً، إذ يواجه النازحون تحديات متعددة تتضمن ضعف البنية التحتية، وعدم كفاية الموارد، وغياب الأمن في المناطق التي ينتقلون إليها، العديد من المخيمات التي أُقيمت لاستيعاب هؤلاء الأشخاص تفتقر إلى المرافق الأساسية، مما يفاقم معاناتهم. بالإضافة إلى ذلك، تسهم الأزمات الاقتصادية والسياسية المستمرة في البلاد في صعوبة تقديم المساعدة اللازمة، مما يستدعي استجابة عاجلة من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتخفيف معاناة هؤلاء النازحين وتقديم الدعم الضروري لهم.

شارك