مقتل القيادي "أبو جهاد" في غارة أمريكية يفضح التمدد الحوثي في العراق
الأحد 18/أغسطس/2024 - 01:59 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
في تطور مثير للجدل على الساحة الإقليمية أعلنت وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية عن مقتل قيادي بارز في مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًا خلال غارة أمريكية استهدفت مواقع لميليشيات موالية لإيران جنوب العاصمة العراقية بغداد.
وقالت الوكالة إن القيادي الحوثي حسين عبد الله مستور الشبل المكنى "أبو جهاد"، قتل في القصف الامريكي الذي استهدف مقرات لجماعة حزب الله العراقية، من بينها مبنى يستخدم لتطوير وتصنيع الطائرات المسيرة في بلدة "جرف الصخر" جنوب بغداد.
وأفادت الوكالة أن الشبل لقي مصرعه في الهجوم الأمريكي الأخير على العراق، بينما كان في "مهمة خارج اليمن" ونشرت الوكالة صورة للشبل، ويظهر فيها بزي عسكري، وبرتبة عميد، في الجماعة التي تتمتع بوجود سياسي أيضاً في بغداد من خلال مكتب ممثلية تابع للحوثيين يشرف عليه قيادي يدعى "أبو إدريس الشرفي".
وبحسب مصادر إعلامية قصفت طائرات أمريكية حربية بعدة صواريخ مبانٍ داخل بلدة جرف الصخر شمالي محافظة بابل وجنوب العاصمة بغداد الثلاثاء 30 يوليو، وأسفر الهجوم عن مقتل وإصابة عدد من أفراد مليشيات كتائب حزب الله العراقية المدعومة إيرانيًا.
وأعلنت الكتائب في بيان لها عقب الهجمات، تعرض مقراتها في جرف الصخر إلى ثلاث ضربات جوية من الطيران الأمريكي في منطقة السعيدات بناحية جرف الصخر بمحافظة بابل.
وأكدت الكتائب مقتل أربعة من عناصرها في الغارة وهم: "القائد الميداني أحمد نجم عبدالزهرة المعروف بـ"أبو حسن المالكي"، إلى جانب حسين كريم كاظم الدراجي، وحيدر حسن حسين السعدي، وعلي صادق عمران الموسوي"، وتوعدت بالرد على الهجوم الأمريكي.
ومن الجوانب الأخرى التي كشفت عنها الغارة هو مقتل قائد حوثي متوسط المستوى إلى جانب رجال الميليشيات العراقية. وفقاً للنعي الصادر عن جماعة الحوثي -التي تصنفها الولايات المتحدة إرهابياً عالمياً، كان حسين عبد الله مستور الشبل (المعروف أيضاً باسم أبو جهاد) عضواً في الجماعة وينحدر من جبال مران، معقل الحوثيين في محافظة صعدة.
وبحسب تحليل لمعهد واشنطن حاولت الفصائل العراقية تبرير وجود شبل في قاعدة لقوات الحشد الشعبي من خلال وصفه بأنه مشارك في "الاستخبارات الفنية حول طائرات الاستطلاع المسيرة" التي يُزعم أنها استخدمت لتأمين رحلات الحج الشيعية إلى كربلاء. ومع ذلك، في إحدى صور نعيه، كان يرتدي القبعة الحمراء لضابط في الحرس الجمهوري اليمني وشارة رتبة عميد، مما يعني أنه فعليًا برتبة عقيد كامل نظرًا لعادة الجيش الحوثي في تضخيم الرتب بمقدار درجة واحدة.
وهذا من شأنه أن يجعله ضابطًا كبيرًا في القوة الجوية التابعة للحوثيين، المسؤولة عن عمليات الطائرات المسيرة والصواريخ والتي يتم توجيهها مباشرة من قبل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وبحسب تقارير إعلامية يُلقي مقتل شبل مزيداً من الضوء على التمدد الإقليمي لجماعة الحوثي المصنفة إرهابية دوليًا والمدعومة إيرانيًا ويشير إلى دور ملموس، وإن كان رمزياً، للحوثيين على الأرض داخل العراق.
فللمرة الأولى، يتم تأكيد وجود تمثيل للجماعة في العراق، حيث تمتلك مكتبًا في بغداد يديره ممثلها "أبو إدريس الشرفي".
ويثير هذا الحدث تساؤلات جدية حول مدى تغلغل الجماعات المسلحة غير العراقية في البلاد، خاصة في منطقة جرف الصخر، التي تشهد جدلاً سياسيًا وحقوقيًا بسبب تهجير نحو 200 ألف من سكانها من العرب السنة، واحتلال الفصائل الموالية لإيران مناطقهم، وأبرزها "كتائب حزب الله"، و"النجباء"، و"عصائب أهل الحق".
وكانت تقارير صحفية كشفت عن تمدد الحوثيين في العراق يتم برعاية ميليشيات مرتبطة بحكومة الإطار التنسيقي، مما قد يحول البلاد إلى قاعدة جديدة لنشاطات الجماعة خارج اليمن، في إطار الأجندة الإيرانية التوسعية في المنطقة.