اغتيال خليل المقدح.. تصعيد جديد في الصراع بين المقاومة والاحتلال

الأربعاء 21/أغسطس/2024 - 03:58 م
طباعة اغتيال خليل المقدح.. أميرة الشريف
 
في ظل التصاعد المستمر للتوترات في المنطقة، أعلنت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة "فتح"، عن استشهاد العميد خليل المقدح، الذي يُعتبر أحد أبرز قادتها في لبنان. 
هذه العملية التي وُصفت بأنها اغتيال سياسي جاءت في سياق معركة "طوفان الأقصى"، وتُعبر عن مرحلة جديدة من التصعيد بين إسرائيل وحركات المقاومة في المنطقة، خاصة في ظل استمرار النزاع بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

تفاصيل الاغتيال:
في بيان رسمي صدر عن حركة "فتح"، أكدت الحركة أن العميد خليل المقدح تعرض لعملية اغتيال بواسطة طائرة مسيّرة إسرائيلية، وذلك أثناء وجوده داخل سيارته في منطقة الفيلات بمدينة صيدا، جنوب لبنان. 
هذه العملية جاءت في سياق متوتر جدًا في المنطقة، حيث تخشى إسرائيل من ردود فعل انتقامية من حزب الله بعد اغتيال القيادي البارز في الحزب، فؤاد شكر، في بيروت نهاية يوليو الماضي.

التوترات الإقليمية:
هذه الحادثة تُعتبر جزءًا من سلسلة من العمليات العسكرية والتوترات التي تشهدها المنطقة منذ 8 أكتوبر حيث يستمر تبادل الاتهامات والتهديدات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى القصف اليومي الذي أسفر عن مئات القتلى والجرحى، معظمهم من الجانب اللبناني.
 ويأتي هذا التصعيد وسط حالة من التأهب والترقب في إسرائيل، حيث يظل احتمال الرد الانتقامي من حزب الله مصدر قلق كبير للحكومة الإسرائيلية.

خليل المقدح: شخصية بارزة في المقاومة الفلسطينية:
أعلن منير المقدح، في تصريحات إعلامية، مقتل شقيقه في الغارة الإسرائيلية على صيدا، وأضاف أن خليل "عميد في حركة فتح، وكان مسؤولاً عن إمداد المقاومة في الداخل الفلسطيني"، مهدداً بالرد على مقتله "في الداخل الإسرائيلي".
ووفقاً لتصريحات المقدح، فإن شقيقه، خليل، كان شخصية عسكرية منذ ستينيات القرن الماضي، ومن أبرز القيادات العسكرية في "كتائب شهداء الأقصى". وأضاف أنه كان "مسؤولاً عن التجهيز اللوجستي لكتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية".
يذكر أن منير المقدح، وهو "لواء في حركة فتح" له حضور كبير في مخيم عين الحلوة بصيدا، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وكان يجاهر خلال فترات سابقة بدعمه لمقاتلي "كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية"، وبأنه يمدهم بالأموال، وأحيانا بتهريب السلاح.
وسابقاً، أعلنت إسرائيل عن توقيف خليّة تابعة للمقدح خلال تسللها إلى الداخل، وضبطت معها كمية من الأسلحة.
وقالت في بيان صادر في مارس الماضي، إن "جهاز الأمن العام وجيش الدفاع أحبطا تهريب وسائل قتالية متطورة يعود مصدرها إلى إيران، والتي كانت مخصصة لمناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، بغية ارتكاب عمليات إرهابية ضد الأهداف الإسرائيلية".
العميد خليل المقدح لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان شخصية محورية في دعم كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة "فتح"، وخصوصًا في داخل الأراضي الفلسطينية.
 يُعرف المقدح بدوره الكبير في تمويل وتسليح المقاومة الفلسطينية، وكان يُتهم بتهريب الأسلحة لدعم هذه المقاومة.
 تعمقت علاقاته مع حزب الله اللبناني، مما زاد من تعقيد الوضع السياسي والأمني في المنطقة. 
بعد اغتياله، أشار شقيقه، اللواء منير المقدح، إلى أنه كان عميدًا في حركة "فتح" وواحدًا من أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى، وأكد أن استشهاده لن يضعف من عزيمتهم بل سيزيدهم إصرارًا على مواصلة النضال.

ردود الفعل:
في بيان رسمي لكتائب شهداء الأقصى، أشادت الحركة بالدور الكبير الذي لعبه الشهيد خليل المقدح في دعم المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وأشارت إلى إسهاماته الكبيرة خلال معركة "طوفان الأقصى". وأكدت الحركة على أن هذه العملية لن تضعف من عزيمة المقاومة بل ستزيدها قوة وإصرارًا على مواصلة النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وير مراقبون أن اغتيال العميد خليل المقدح يشكل مرحلة جديدة من التصعيد في الصراع المستمر بين إسرائيل وحركات المقاومة في لبنان وفلسطين.
 هذه الحادثة، ورغم قسوتها، تُعبر عن التحديات الكبيرة التي تواجه المقاومة الفلسطينية، ولكنها أيضًا تعكس العزيمة المستمرة لدى قياداتها وأفرادها على مواصلة النضال حتى تحقيق أهدافهم.
 ومن المتوقع أن تكون لهذه العملية تداعيات كبيرة على المستوى الإقليمي، في ظل التصعيد المستمر بين إسرائيل وحزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية.

شارك