البحر الأحمر على صفيح ساخن: الحوثيون يصعدون عملياتهم الهجومية

الجمعة 23/أغسطس/2024 - 07:13 ص
طباعة البحر الأحمر على حسام الحداد
 
في تصعيد جديد للتوترات في منطقة البحر الأحمر، أعلنت جماعة الحوثي اليمنية مسؤوليتها عن استهداف السفينة "سونيون" التي كانت تبحر بالقرب من مضيق باب المندب، الممر البحري الاستراتيجي الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي. هذا الهجوم يشكل خطوة خطيرة ضمن سلسلة من العمليات التي نفذتها الجماعة ضد المصالح البحرية في المنطقة، مما يثير مخاوف دولية بشأن سلامة الملاحة البحرية وإمدادات الطاقة العالمية. تأتي هذه العملية في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة نتيجة الصراع المستمر في اليمن، وسط تحذيرات من أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية والأمنية في البلاد وخارجها.
وقالت المهمة البحرية للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر (أسبيديس)، يوم الخميس 22 أغسطس 2024، إن ناقلة النفط "سونيون" صارت تمثل الآن خطرا بيئيا بعد تعرضها لهجوم في البحر الأحمر.
وتبلغ حمولة الناقلة التي ترفع علم اليونان 150 ألف طن من النفط الخام، وقد تسنى إجلاء طاقمها بعد استهدافها بعدة مقذوفات الأربعاء قبالة الحديدة في اليمن.
وأعلن الحوثيون، يوم الخميس، أنهم استهدفوا ناقلة النفط "سونيون" في البحر الأحمر حيث تهاجم جماعة الحوثي سفنا للتضامن مع الفلسطينيين في حرب غزة.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان نقله التلفزيون إن “العملية الأولى استهدفت سفينة سونيون النفطية التابعة لشركة تتعامل مع العدو الإسرائيلي وانتهكت قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة وقد أصيبت السفينة إصابة دقيقة ومباشرة أثناء إبحارها في البحر الأحمر وهي معرضة للغرق".
وقالت المهمة في منشور على منصة التواصل الاجتماعي إكس"الناقلة سنويون التي تحمل 150 ألف طن من النفط الخام تشكل حاليا خطرا ملاحيا وبيئيا".
سونيون هي ثالث سفينة تديرها شركة دلتا تانكرز، ومقرها في أثينا، تتعرض للهجوم في البحر الأحمر هذا الشهر. وقالت الشركة في بيان إن الهجوم تسبب في اندلاع حريق أخمده الطاقم.
 وذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، يوم الأربعاء، أن الهجوم أدى إلى تعطل المحركات. وأوضحت أن السفينة رست الآن وأنه تسنى إجلاء جميع أفراد طاقمها. وأفاد مصدر بقطاع الأمن البحري بأنها راسية بين اليمن وإريتريا.
 وقالت دلتا تانكرز إنها تعكف على خطة لنقل سونيون إلى وجهة أكثر أمانا لإجراء المزيد من الفحوصات والإصلاحات.
وأفادت المهمة بأنها استجابت لطلب من ربان السفينة وأرسلت وحدة لإنقاذ الطاقم ونقله إلى جيبوتي.
وقالت وزارة الشحن اليونانية إن السفينة كانت تبحر من العراق إلى أجيوي ثيودوروي في اليونان وعلى متنها طاقم مكون من روسيين اثنين و23 فلبينيا.
ومن خلال شنهم عشرات الهجمات في البحر الأحمر منذ نوفمبر، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى، وقتلوا ثلاثة بحارة على الأقل وتسببوا في اضطراب التجارة العالمية من خلال إجبار الشركات المالكة للسفن على تجنب المرور عبر قناة السويس.
ومع تزايد وتيرة الهجمات بعيدة المدى التي تنفذها جماعة الحوثي، يتنامى القلق الدولي حول تداعيات هذه العمليات على الأمن الإقليمي والعالمي. فقد أظهرت هذه الهجمات قدرة الجماعة على تهديد الملاحة الدولية والمصالح الحيوية للدول، بما في ذلك إمدادات الطاقة العالمية. ومع استمرار الحوثيين في تبني استراتيجيات هجومية تعتمد على استهداف مواقع وأهداف بحرية بعيدة عن الأراضي اليمنية، تتزايد الدعوات الدولية لإيجاد حلول دبلوماسية عاجلة لوقف التصعيد وضمان أمن الملاحة في المناطق الحيوية، وسط مخاوف من أن يؤدي استمرار هذه الهجمات إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والاقتصادية في المنطقة والعالم.

شارك