تصاعد المخاوف من كارثة بيئية في البحر الأحمر جراء الهجمات الحوثية على ناقلات النفط
الإثنين 26/أغسطس/2024 - 11:18 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
أعربت الولايات المتحدة أمس الاحد عن مخاوفها من احتمال حدوث كارثة بيئية في البحر الأحمر عقب استهداف الحوثيين لناقلة نفط قبالة سواحل اليمن.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، في بيان صادر أمس، إلى أن الهجمات المتكررة التي يشنها الحوثيون تعرض المنطقة لخطر تسرب مليون برميل من النفط في البحر الأحمر، وهي كمية تفوق بأربعة أضعاف حجم التسرب الذي تسبب في كارثة "إكسون فالديز" عام 1989، التي تُعد واحدة من أكبر الكوارث البيئية في تاريخ الولايات المتحدة.
وأفادت المهمة العسكرية البحرية الأوروبية "أسبيدس" في منشور على منصة "إكس" اليوم الاثنين أن النيران لا تزال مشتعلة في السفينة "سونيون" التي ترفع العلم اليوناني منذ 23 أغسطس، وذلك بعد هجوم من جماعة الحوثي اليمنية.
وأشارت المهمة إلى أنه لم تظهر حتى الآن أي علامات واضحة على تسرب نفطي. كما نشرت صوراً بتاريخ الأحد الماضي تُظهر تصاعد ألسنة اللهب والدخان من سطح السفينة.
وقبل عدة أيام، حذرت "أسبيدس" التي تأسست منتصف فبراير الماضي بهدف المساهمة في حماية السفن من احتمال وقوع كارثة بيئية في البحر الأحمر بعد نجاحها في إجلاء طاقم ناقلة النفط اليونانية التي تعرضت لسلسلة من الهجمات الحوثية على بعد حوالي 77 ميلاً بحرياً غرب الحديدة، ما أدى إلى جنوح الناقلة وتعطل محركاتها، دون تسجيل إصابات بين أفراد الطاقم.
وأكد ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا يوم الخميس، أنهم نفذوا هجوماً على ناقلة النفط "سونيون" في البحر الأحمر، وأفادت "أسبيدس" بأن الحرائق اشتعلت في خمسة مواقع على الأقل على سطح السفينة، بالإضافة إلى جزء من الهيكل العلوي. كما أكدت "أسبيدس"، أنها تمكنت يوم الخميس الماضي من إنقاذ طاقم السفينة "سونيون" بعد تلقيها نداء استغاثة من القبطان.
ومن جانبها حذرت الحكومة اليمنية من "أي انسكاب نفطي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، يُهدد مخزونات الصيد اليمني، وسيؤدي لتأثر ملايين اليمنيين في المدن الساحلية بالغازات السامة، وسيوقف عمل الموانئ اليمنية، ويلحق تلوثا بمصانع تحلية مياه البحر الأحمر ويقطع امدادتها، كما ستخسر اليمن المصائد السمكية التي توفر معيشة مليون وسبعمائة الف مواطن يمني، ويدمر التنوع البيولوجي والمنظومة الايكولوجية بالمنطقة".
وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن استهداف مليشيا الحوثي المتكرر لناقلات المنتجات النفطية والكيماوية، يعكس عدم اكتراثها بالتداعيات الكارثية لأي تسرب النفطي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، على القطاع الاقتصادي والزراعي والسمكي في بلادنا، والشريط الساحلي لليمن والدول المشاطئة، والبيئة البحرية والتنوع البيولوجي للجزر الواقعة في المنطقة.
وذكّر الإرياني في تغريدة له على منصة إكس بالهجمات الإرهابية الحوثية التي استهدفت السفن والناقلات النفط وقال "في 26 - 27 نوفمبر، استهدفت مليشيا الحوثي ناقلة الكيماويات (CENTRAL PARK) بعدد من الهجمات أثناء عبورها في البحر الأحمر في محاولة لإجبارها على تحويل مسارها نحو ميناء الحديدة، كما استهدفت في 12 ديسمبر بهجوم مزدوج ناقلة النفط (M/T STRINDA) المملوكة والمدارة من دولة النرويج، باستخدام صاروخ وطائرة مسيرة إيرانية الصنع، ما ادى لنشوب حريق
واستهدفت مليشيا الحوثي في 26 يناير ناقلة النفط (أم/ ڤي مارلين لواندا) وتحمل شحنة من مادة (النفثا) بصاروخ باليستي مضاد للسفن، ما أدى لاندلاع حريق كبير في إحدى عنابر الشحن تم السيطرة عليه، كما هاجمت في 18 فبراير سفينة M/V Rubymar، بصاروخين موجهين، وعلى متنها أكثر من (41,000) طن من الأسمدة فئة IMDG 5.1، وكميات من الزيوت والوقود، ما أدى لإصابتها بأضرار جسيمة وغرقها في 2 مارس
و"في 24 فبراير أطلقت مليشيا الحوثي الإرهابية صاروخا باليستيا مضادا للسفن "ايراني الصنع"، في محاولة فاشلة لاستهداف ناقلة المنتجات الكيماوية/النفطية (M/V Torm Thor) التي ترفع علم الولايات المتحدة الأمريكية، وفي 23 مارس استهدفت ناقلة النفط الصينية "إم/ڤي هوانغ پو"، باستخدام خمسة صواريخ باليستية "إيرانية الصنع" ما أدى لنشوب حريق تم إخماده
و"في 18 مايو استهدفت مليشيا الحوثي الإرهابية ناقلة النفط اليونانية "أم/تي ويند"، التي كانت في رحلة تجارية بين روسيا والصين، باستخدام صاروخ باليستي مضاد للسفن "إيراني الصنع" ما أدى لاصابتها بأضرار، كما استهدفت في 15 يوليو ناقلة النفط الخام (MT Chios Lion)، التي ترفع علم ليبيريا وتديرها اليونان، باستخدام زورق مسيّر "إيراني الصنع" والذي أدى لاصابتها بأضرار".
وأوضح الإرياني أن هذا التصعيد الخطير يكشف طبيعة مليشيا الحوثي كتنظيم ارهابي يتحرك كاداة طيعة لتنفيذ الاجندة الإيرانية، دون اكتراث بالأوضاع السياسية والاقتصادية والانسانية في اليمن، وكذا فشل التعاطي الدولي مع التهديدات الخطيرة التي تشكلها المليشيا كذراع ايراني على أمن وسلامة الملاحة البحرية والتدفق الحر للتجارة العالمية، والحاجة إلى إعادة النظر في سبل التصدي لانشطتها الإرهابية
وطالب الإرياني المجتمع الدولي بسرعة تصنيف مليشيا الحوثي "منظمة إرهابية عالمية"، وفرض عقوبات عليها من خلال تجميد أصولها، وحظر سفر قياداتها، وتعزيز التنسيق القانوني بين الدول لملاحقة أفرادها، والأفراد والمنظمات التي تقدم دعما ماليا أو لوجستيا لها، وتعزيز التعاون الدولي في تبادل المعلومات الاستخباراتية ومكافحة التمويل والتجنيد، وتفعيل القرارات الدولية بشأن منع بيع أو توريد الأسلحة والمواد ذات الاستخدام المزدوج.