داعش يخترق طالبان: اعتقالات وتحقيقات في هيرات تكشف عن روابط خفية
الثلاثاء 27/أغسطس/2024 - 05:31 م
طباعة
علي رجب
خلال الشهرين الماضيين، أفادت مصادر إعلامية أفغانية باعتقال نحو 30 من مسؤولي طالبان في هيرات بتهم التعاون مع تنظيم داعش. وفي يونيو 2024، نفذت وحدة 040 التابعة لمديرية استخبارات طالبان عملية سرية لاعتقال الشيخ منصور، رئيس مكتب استخبارات طالبان في المدينة، بسبب حساسية العملية وعدم اليقين بشأن ارتباط بعض المسؤولين بداعش.
وتشير مصادر اعلامية أفغانية، إنه خلال الشهرين الماضيين، تم اعتقال نحو 30 من مسؤولي طالبان وقواتها في هيرات بتهمة التعاون مع تنظيم داعش.
في يونيو 2024، نفذت وحدة 040 التابعة لمديرية استخبارات طالبان عملية سرية في هيرات غربي أفغانستان لاعتقال الشيخ منصور، رئيس مكتب استخبارات طالبان في المدينة، وذلك بسبب حساسية العملية وعدم اليقين بشأن ارتباط بعض المسؤولين الرفيعي المستوى بداعش.
وأضاف المصدر أن فرع خراسان لتنظيم داعش، بالتنسيق مع بعض مسؤولي طالبان المحليين، كان يخطط لشن هجوم كبير ضد طالبان، ولكن تم إحباط هذه الخطط من خلال اعتقال أعضاء وحدة الاستخبارات 040.
وأوضح المصدر أن تنظيم داعش كان يخطط لمهاجمة اجتماع المحافظ أولاً، ثم استهداف موكب الجرحى المتجهين إلى المستشفى. وقد شملت الاعتقالات الأخيرة العديد من أفراد مديرية استخبارات هيرات وفيلق جيش الفاروق 207، إضافة إلى اثنين من المحافظين وعدد من قادة الشرطة.
تم نقل المعتقلين إلى سجني باجرام وبولشارخي، وفصل مولوي عبد الكريم محبوب، رئيس استخبارات طالبان في هيرات، بعد اعتقال العديد من الأشخاص تحت قيادته.
وقالت مصادر داخل حركة طالبان إن بعض قواتها غير راضين عن علاقات "إمارة طالبان الإسلامية" مع إيران والولايات المتحدة، مما دفعهم للتعاون مع داعش. وأضافت أن بعض أفراد طالبان قدموا أسلحة وذخائر لداعش لدعم هجماته.
وتابعت المصادر أن وحدة الاستخبارات 040 تمكنت من الوصول إلى رسائل واتساب وتليجرام لأعضاء استخبارات طالبان وقوات الشرطة والجيش في هيرات بالتعاون مع دول المنطقة.
تعتبر هرات من المقاطعات الكبيرة والحيوية في أفغانستان من حيث الاقتصاد والعبور، ولكن على الرغم من حجمها الجغرافي الكبير وعدد سكانها، تواجه حركة طالبان صعوبات كبيرة في تأمين المدينة، مما يسهم في تعزيز نفوذ تنظيم داعش في المنطقة. وتزداد المخاوف بين صفوف حركة طالبان، بما في ذلك بين كبار المسؤولين الأمنيين في هرات، بسبب تزايد نشاط داعش والهجمات المتكررة.
نقص الأمان وإجراءات طالبان
وفقًا لمصادر افغانية لصحيفة "اطلاع روز"، لم تتخذ حركة طالبان إجراءات جدية لحماية بوابات مدينة هرات، ويُعتقد أن عدد قوات طالبان داخل المدينة منخفض، مما يزيد من خطر هجمات تنظيم داعش. ومنذ أن وصلت طالبان إلى السلطة، سجلت هرات سلسلة من الهجمات التي نفذها تنظيم داعش، مما يعكس تحديات الأمن الكبيرة التي تواجهها المدينة.
تسلسل الهجمات الداعشية
وقع أول هجوم لداعش في هرات بعد وصول طالبان إلى السلطة، حيث قُتل سبعة أشخاص، بينهم أربع نساء، في تفجير سيارة تونسية في منطقة هزارة "الحاج عباس" بالحي الثاني عشر.
شهر حمل 1401: أدى انفجار لغم زرعه تنظيم داعش في حديقة بلدة الهزارة وجبريل الشيعية إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة العشرات.
شهر سرطان 1401: هاجم مسلحون من داعش موظفي فيلق جيش الفاروق 207 وقيادة القوات الجوية لطالبان، مما أسفر عن مقتل اثنين من موظفي طالبان وإصابة 20 آخرين.
شهر كبيسة 1401: هجوم انتحاري في مسجد جازرغاه بمدينة هرات أسفر عن مقتل مجيب الرحمن الأنصاري وعدد من حراسه ومرافقيه. ادعت طالبان أن تنظيم الدولة الإسلامية هو من نفذ الهجوم، حيث قُتل 18 شخصاً وأصيب 23.
شهر عقرب 1401: قصف داعش عجلة طبية تابعة لفيلق الفاروق 207 في منطقة "بول خيميدوزان"، مما أسفر عن مقتل خمسة من الكوادر الطبية. كما هاجم داعش موقعاً لطالبان في منطقة "جوي إنجيل"، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
شهر هوت 1401: تعرضت سيارة رئيس وموظفي دائرة إمدادات المياه في هرات لهجوم من داعش في المنطقة الخامسة عشرة، مما أسفر عن مقتل محمد نادر كاكار واثنين من زملائه وإصابة ثلاثة آخرين. وزعمت طالبان أنها هاجمت مخبأ لداعش في منطقة "الرباط كابولي"، مما أدى إلى مقتل ستة عناصر من داعش بينهم امرأة، لكن لم تقدم طالبان أدلة تدعم هذا الادعاء.
شهر ثور 1403: هاجم مسلحون تابعون لداعش المصلين في مسجد إمام الزمان في بلدة المحمدية، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، بينهم نساء وأطفال. أعلن داعش مسؤوليته عن هذا الهجوم.
الفقر والبطالة كمحفزات للتجنيد
في ظل حكم طالبان، ارتفعت مستويات الفقر والبطالة بشكل ملحوظ، مما يوفر بيئة ملائمة لتجنيد المواطنين في الجماعات الإرهابية مثل داعش. فرع خراسان لتنظيم الدولة الإسلامية هو الجماعة الإرهابية الوحيدة في أفغانستان التي تهاجم مصالح طالبان وتستطيع تجنيد عناصر من طالبان وقادتها.
الاستياء الداخلي والارتباط بداعش
يشعر بعض عناصر طالبان بالاستياء من أداء قادتهم وميلهم لتوسيع العلاقات مع الغرب والولايات المتحدة، وهو ما يعتبره هؤلاء الأفراد "خيانة" لمبادئهم الجهادية. ويعتقد أن هذه القوى الداخلية أكثر عرضة لجذب تنظيم داعش. بالإضافة إلى ذلك، فإن تفكيك الحكومة السابقة وسجن عناصر داعش أدى إلى تقارب بين هؤلاء السجناء وطالبان، مما ساهم في تعزيز التعاون بين الطرفين بعد سقوط الحكومة الأفغانية.
تواجه حركة طالبان تحديات كبيرة في تأمين هرات وتخفيف تأثير داعش، مع استمرار النزاعات الداخلية والمشكلات الأمنية التي تعزز النشاط الإرهابي في المنطقة.
ورغم تصريحات ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حركة طالبان، التي تشير إلى أن قواتهم تواجه داعش بقوة، فإن بعض التقارير تعكس القلق المتزايد في إيران بشأن توسع داعش على حدودها الشرقية مع أفغانستان. طهران ترى أن توسع داعش يشكل تهديداً لأمنها وتعمل على تعزيز علاقتها بطالبان لمواجهة هذا التهديد.
بعد ثلاث سنوات من حكم طالبان في أفغانستان، لم تعترف أي دولة بالحركة رسمياً، وتواصل طالبان استخدام التهديدات الداعشية كأداة للمطالبة بالتنازلات من دول المنطقة والعالم، محاولين إثبات أنهم القوة الوحيدة القادرة على مواجهة داعش.
وتشير مصادر اعلامية أفغانية، إنه خلال الشهرين الماضيين، تم اعتقال نحو 30 من مسؤولي طالبان وقواتها في هيرات بتهمة التعاون مع تنظيم داعش.
في يونيو 2024، نفذت وحدة 040 التابعة لمديرية استخبارات طالبان عملية سرية في هيرات غربي أفغانستان لاعتقال الشيخ منصور، رئيس مكتب استخبارات طالبان في المدينة، وذلك بسبب حساسية العملية وعدم اليقين بشأن ارتباط بعض المسؤولين الرفيعي المستوى بداعش.
وأضاف المصدر أن فرع خراسان لتنظيم داعش، بالتنسيق مع بعض مسؤولي طالبان المحليين، كان يخطط لشن هجوم كبير ضد طالبان، ولكن تم إحباط هذه الخطط من خلال اعتقال أعضاء وحدة الاستخبارات 040.
وأوضح المصدر أن تنظيم داعش كان يخطط لمهاجمة اجتماع المحافظ أولاً، ثم استهداف موكب الجرحى المتجهين إلى المستشفى. وقد شملت الاعتقالات الأخيرة العديد من أفراد مديرية استخبارات هيرات وفيلق جيش الفاروق 207، إضافة إلى اثنين من المحافظين وعدد من قادة الشرطة.
تم نقل المعتقلين إلى سجني باجرام وبولشارخي، وفصل مولوي عبد الكريم محبوب، رئيس استخبارات طالبان في هيرات، بعد اعتقال العديد من الأشخاص تحت قيادته.
وقالت مصادر داخل حركة طالبان إن بعض قواتها غير راضين عن علاقات "إمارة طالبان الإسلامية" مع إيران والولايات المتحدة، مما دفعهم للتعاون مع داعش. وأضافت أن بعض أفراد طالبان قدموا أسلحة وذخائر لداعش لدعم هجماته.
وتابعت المصادر أن وحدة الاستخبارات 040 تمكنت من الوصول إلى رسائل واتساب وتليجرام لأعضاء استخبارات طالبان وقوات الشرطة والجيش في هيرات بالتعاون مع دول المنطقة.
تعتبر هرات من المقاطعات الكبيرة والحيوية في أفغانستان من حيث الاقتصاد والعبور، ولكن على الرغم من حجمها الجغرافي الكبير وعدد سكانها، تواجه حركة طالبان صعوبات كبيرة في تأمين المدينة، مما يسهم في تعزيز نفوذ تنظيم داعش في المنطقة. وتزداد المخاوف بين صفوف حركة طالبان، بما في ذلك بين كبار المسؤولين الأمنيين في هرات، بسبب تزايد نشاط داعش والهجمات المتكررة.
نقص الأمان وإجراءات طالبان
وفقًا لمصادر افغانية لصحيفة "اطلاع روز"، لم تتخذ حركة طالبان إجراءات جدية لحماية بوابات مدينة هرات، ويُعتقد أن عدد قوات طالبان داخل المدينة منخفض، مما يزيد من خطر هجمات تنظيم داعش. ومنذ أن وصلت طالبان إلى السلطة، سجلت هرات سلسلة من الهجمات التي نفذها تنظيم داعش، مما يعكس تحديات الأمن الكبيرة التي تواجهها المدينة.
تسلسل الهجمات الداعشية
وقع أول هجوم لداعش في هرات بعد وصول طالبان إلى السلطة، حيث قُتل سبعة أشخاص، بينهم أربع نساء، في تفجير سيارة تونسية في منطقة هزارة "الحاج عباس" بالحي الثاني عشر.
شهر حمل 1401: أدى انفجار لغم زرعه تنظيم داعش في حديقة بلدة الهزارة وجبريل الشيعية إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة العشرات.
شهر سرطان 1401: هاجم مسلحون من داعش موظفي فيلق جيش الفاروق 207 وقيادة القوات الجوية لطالبان، مما أسفر عن مقتل اثنين من موظفي طالبان وإصابة 20 آخرين.
شهر كبيسة 1401: هجوم انتحاري في مسجد جازرغاه بمدينة هرات أسفر عن مقتل مجيب الرحمن الأنصاري وعدد من حراسه ومرافقيه. ادعت طالبان أن تنظيم الدولة الإسلامية هو من نفذ الهجوم، حيث قُتل 18 شخصاً وأصيب 23.
شهر عقرب 1401: قصف داعش عجلة طبية تابعة لفيلق الفاروق 207 في منطقة "بول خيميدوزان"، مما أسفر عن مقتل خمسة من الكوادر الطبية. كما هاجم داعش موقعاً لطالبان في منطقة "جوي إنجيل"، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
شهر هوت 1401: تعرضت سيارة رئيس وموظفي دائرة إمدادات المياه في هرات لهجوم من داعش في المنطقة الخامسة عشرة، مما أسفر عن مقتل محمد نادر كاكار واثنين من زملائه وإصابة ثلاثة آخرين. وزعمت طالبان أنها هاجمت مخبأ لداعش في منطقة "الرباط كابولي"، مما أدى إلى مقتل ستة عناصر من داعش بينهم امرأة، لكن لم تقدم طالبان أدلة تدعم هذا الادعاء.
شهر ثور 1403: هاجم مسلحون تابعون لداعش المصلين في مسجد إمام الزمان في بلدة المحمدية، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، بينهم نساء وأطفال. أعلن داعش مسؤوليته عن هذا الهجوم.
الفقر والبطالة كمحفزات للتجنيد
في ظل حكم طالبان، ارتفعت مستويات الفقر والبطالة بشكل ملحوظ، مما يوفر بيئة ملائمة لتجنيد المواطنين في الجماعات الإرهابية مثل داعش. فرع خراسان لتنظيم الدولة الإسلامية هو الجماعة الإرهابية الوحيدة في أفغانستان التي تهاجم مصالح طالبان وتستطيع تجنيد عناصر من طالبان وقادتها.
الاستياء الداخلي والارتباط بداعش
يشعر بعض عناصر طالبان بالاستياء من أداء قادتهم وميلهم لتوسيع العلاقات مع الغرب والولايات المتحدة، وهو ما يعتبره هؤلاء الأفراد "خيانة" لمبادئهم الجهادية. ويعتقد أن هذه القوى الداخلية أكثر عرضة لجذب تنظيم داعش. بالإضافة إلى ذلك، فإن تفكيك الحكومة السابقة وسجن عناصر داعش أدى إلى تقارب بين هؤلاء السجناء وطالبان، مما ساهم في تعزيز التعاون بين الطرفين بعد سقوط الحكومة الأفغانية.
تواجه حركة طالبان تحديات كبيرة في تأمين هرات وتخفيف تأثير داعش، مع استمرار النزاعات الداخلية والمشكلات الأمنية التي تعزز النشاط الإرهابي في المنطقة.
ورغم تصريحات ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حركة طالبان، التي تشير إلى أن قواتهم تواجه داعش بقوة، فإن بعض التقارير تعكس القلق المتزايد في إيران بشأن توسع داعش على حدودها الشرقية مع أفغانستان. طهران ترى أن توسع داعش يشكل تهديداً لأمنها وتعمل على تعزيز علاقتها بطالبان لمواجهة هذا التهديد.
بعد ثلاث سنوات من حكم طالبان في أفغانستان، لم تعترف أي دولة بالحركة رسمياً، وتواصل طالبان استخدام التهديدات الداعشية كأداة للمطالبة بالتنازلات من دول المنطقة والعالم، محاولين إثبات أنهم القوة الوحيدة القادرة على مواجهة داعش.