زلزال سياسي في ألمانيا بعد حادث سولينجن الإرهابي

الخميس 29/أغسطس/2024 - 03:10 م
طباعة زلزال سياسي في ألمانيا برلين - خاص بوابة الحركات الإسلامية
 
لاتزال تداعيات حادث سولينجن الإرهابي مستمرة، بعد الكشف عن تفاصيل جديدة، بطلها اللاجئ السوري عيسي منفذ العملية، وكيفية انضمامه للتنظيم الإرهابي داعش خلال وجوده في ألمانيا، وقيام بعض الأشخاص المقيمين معه في سكن اللاجئين بالاشارة إلي أنه يحمل أفكار متطرفة، وعلي تواصل مع شخصيات دينية تروج للعنف، لكن لم يتم الانصات لهذه المعلومات، بل إنه قام بتعليق علم داعش داخل غرفته بالسكن، لكن الأمر لك يحرك ساكنا أيضا.
وتقوم جهات التحقيق باستكمال مهامها مع الجاني، ومعرفة الدوافع والشركاء، حيث أكد في إحدى جلسات التحقيق معه أنه كان ينوي استهداف أكبر عدد من الضحايا، وهو ما يتوافق مع ما قاله شهود العيان، بأن الجاني كان يستهدف الضحايا في العنق، ورغم وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية أفراد آخرين ، الا أن أحدا المصابين فقد القدرة علي النطق مدى الحياة.
الحادث أوقع صدمة داخل المجتمع الألماني، وأسفر عن زلزال سياسي، حيث اضطر المستشار الألماني اولاف شولتس للجلوس مع زعيم المعارضة فريدريش ميرز، زعيم الاتحاد المسيحي الديمقراطي، والذي وجه انتقادات لاذعة للحكومة، وعدم قدرتها علي تحقيق الأمن في البلاد، لكن بالوقت نفسه اعتبر أن هناك مسئولية أخلاقية علي المعارضة في أن تمد يدها للحكومة وتقديم بعض المقترحات للخروج من النفق المظلم.
واقترح ميرز وقف قبول اللاجئين السوريين والافغان، وترحيل اللاجئين الذين تم رفض طلبات اللجوء الخاصة بهم، مع تقديم بعض الأفكار من شأنها وقف الهجرة غير النظامية، ووقف الخدمات المادية المقدمة لهم، مع حظر حمل السكاكين في الأماكن العامة.
إلا أن مقترحات ميرز أثارت الجدل، خاصة وأن الدستور الألماني ملتزم باتفاقية جنيف لحقوق اللاجئين ،وانه من الصعب تجاهل المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، ويري فيلك يان، سياسي من الحزب الاشتراكي ، أن ميرز استغل ضعف الحكومة في التعامل مع هذه التحديات، ويسعي لكي يكون له دور في الفترة المقبلة، وأن اجتماعه مع المستشار الألماني أمس يكشف عن ذلك.
بينما اعتبر وزير المالية الألماني كريستيان ليندر أن مقترحات تخفيف الخدمات المالية ممكن تحقيقها، وخاصة من تنطبق عليهم قواعد الترحيل وفقا لاتفاقية دبلن، خاصة وأن السوري لو تم ترحيله وفقا لاتفاقية الي بلغاريا، باعتبارها البلد الأولي أوروبيا التي دخلها، لكن لثغرات قانونية لم يتم ترحيله.
علي الجانب الآخر هناك خلافات داخلية عميقة في الحكومة الألمانية، حيث تزعم وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك أنه من الصعب ترحيل اللاجئين السوريين والافغان لعدم وجود تواصل رسمي مع الرئيس السوري بشار الأسد أو مع حكومة طالبان، وأن الظروف الأمنية في البلدين لا تسمح بالترحيل حاليا، وهو ما يضعها في موقف حرج مع المستشار الألماني ، والذي صرح من قبل بأن هناك نسبة لزيادة أعداد المرحلين، خاصة المنتمين للجماعات الإرهابية والمتطرفة، والراغبين في نشر العنف.
لكن يبدو أن الأمر يبدو صعبا، كما يري فيلم يان، خاصة وأن هناك ثغرات قانونية استغلها عدد كبير من الإرهابيين واندسوا في صفوف اللاجئين، ورغم قيام مكتب حماية الدستور - جهاز الاستخبارات الداخلية ـ بمراقبة عدد كبير منهم، إلا أن المفاجآت تتوالي في وجود عدد كبير غير خاضع للرقابة، ومنهم اللاجئ الأفغاني المتهم بالهجوم علي سياسي حزب البديل ومقتل ضابط في مانهايم، وكذلك الحادثة الأخيرة في سولينجن، حيث لم يكن مكتب حماية الدستور علي دراية بانتماء عيسي السوري لتنظيم داعش.

شارك