أفغانستان تشهد أحد أكبر أعداد حالات الاختفاء القسري: تقرير هيومن رايتس ووتش يسلط الضوء على الانتهاكات المستمرة
الأحد 01/سبتمبر/2024 - 10:55 ص
طباعة
علي رجب
بمناسبة اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري، أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرًا يكشف عن حجم كبير من حالات الاختفاء القسري في أفغانستان، والتي تضع البلاد في صدارة قائمة الدول التي تعاني من هذه الظاهرة. التقرير يشير إلى أن أفغانستان شهدت منذ أواخر السبعينيات اعتقال وإخفاء عشرات الآلاف من الأشخاص.
اختفاء قسري تحت حكم طالبان
التقرير، الذي نُشر يوم الجمعة، يكشف أن حركة طالبان من بين الجهات المسؤولة عن استخدام سياسة الاختفاء القسري كوسيلة لقمع معارضيها وبث الخوف في المجتمع. ومن بين المختفين على يد طالبان، يُقدَّر عدد المئات من أفراد قوات الأمن التابعة للحكومة الأفغانية السابقة والمتظاهرات.
كما يُخشى أن يكون العديد من أفراد القوات الحكومية السابقة قد أُعدموا ميدانياً بعد اعتقالهم. وقد تم اعتقال النساء المحتجات عدة مرات وسجنهن لأسابيع دون أي اتصال بأسرهن.
قوائم المختفين وتاريخ الانتهاكات
أشار تقرير هيومن رايتس ووتش إلى أن قائمة نشرت في عام 2013 بأسماء الأشخاص المختفين بعد الانقلاب الشيوعي عام 1978 كانت إحدى الطرق التي مكنت العائلات من الحصول على إجابات حول مصير أقاربهم. تضم القائمة 4,785 اسمًا من بين عشرات الآلاف الذين اختفوا قسريًا، بالإضافة إلى أكثر من 600 شخص اعتقلهم مقاتلو التنظيمات المتنافسة خلال الصراع العنيف في كابول بين عامي 1992 و1995.
بين عامي 2010 و2018، اتُهمت قوات الشرطة المدعومة من الولايات المتحدة في قندهار بإخفاء 2,200 من أعضاء طالبان ومدنيين من المجتمعات القبلية المتنافسة قسراً. يُعتقد أن معظم هؤلاء الأشخاص دُفنوا في مقابر جماعية في الصحراء. ولم تعلن أي منظمة متورطة في حالات الاختفاء مسؤوليتها عن هذه الانتهاكات.
ردود الفعل الدولية والمطالبات بالعدالة
في بيان بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص المختفين، دعت هيومن رايتس ووتش حركة طالبان إلى وضع حد فوري لحالات الاختفاء القسري وإطلاق سراح المحتجزين. كما طالبت منظمة العفو الدولية بتقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة، مشيرة إلى أن أفغانستان تشهد أحد أكبر أعداد حالات الاختفاء القسري في المنطقة منذ بدء النزاع في السبعينيات.
وحذر خبراء الأمم المتحدة من أن استمرار الانتهاكات يعكس تقليص حقوق النساء والفتيات الأفغانيات، ويشكل تهديدًا للاستقرار والازدهار في أفغانستان. وأعربوا عن قلقهم إزاء قانون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي تطبقه طالبان، مشيرين إلى أنه يعمق السيطرة القمعية على حياة الأفغانيات، ويشمل سياسات تمييزية مثل قوانين الحجاب الإلزامي.
دور المجتمع الدولي
دعا الخبراء جميع الجهات الفاعلة الدولية، وخاصة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، إلى وضع استراتيجية قوية ومنسقة تجاه أفغانستان، مع التركيز على حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين. كما أكدوا أن التحرك دون استراتيجية واضحة لن يؤدي إلا إلى تعزيز حصانة طالبان وزيادة الانتهاكات.
تسلط هذه التقارير الضوء على حجم الأزمة الإنسانية في أفغانستان، وتؤكد على الحاجة الملحة للتحرك الدولي لمحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان وضمان حماية المدنيين