تصعيد حوثي جديد في البحر الأحمر.. استهداف السفينة "جروتون" للمرة الثانية

الأحد 01/سبتمبر/2024 - 12:15 م
طباعة تصعيد حوثي جديد في فاطمة عبدالغني
 
في تصعيد جديد لعملياتها الإرهابية ضد السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الاحمر ومضيق باب المندب، أعلنت ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا مسؤوليتها عن استهداف السفينة "جروتون" التي ترفع علم ليبيريا في خليج عدن للمرة الثانية.
وقال العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين في بيان: "انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، نفذت قواتنا المسلحة عملية عسكرية استهدفت السفينة (جروتون)، وذلك لانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى مواني فلسطين المحتلة".
وأضاف سريع: "نفذت العملية القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية. وقد أدت العملية إلى إصابة السفينة بشكل دقيق ومباشر".
وأشار إلى أن هذا الاستهداف "هو الثاني للسفينة بعد استهدافها في الثالث من أغسطس الحالي".
وأوضح المتحدث العسكري الحوثي أن قوات جماعته "أكدت نجاحها في منع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وكذلك فرض قرار حظر الملاحة في منطقة العمليات المعلن عنها على جميع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي أو التي تتعامل معه، بغض النظر عن وجهتها أو السفن التابعة لشركات لها علاقة بهذا العدو".
كما أكد سريع استمرار عملياتهم البحرية في منطقة العمليات التابعة لهم "وكذلك استمرار إسنادها للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وفي الضفة الغربية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
هذا فيما أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، أنه في وقت متأخر أمس الأول الجمعة، انفجر صاروخين على مقربة من سفينة تبعد 130 ميلاً بحرياً شرقي عدن في اليمن. 
وذكرت الهيئة البريطانية أن أفراد طاقم السفينة سالمون، وأن السفينة تبحر نحو ميناء التوقف التالي ولم تشر إلى أي أضرار.
وبحسب مصادر صحفية فإن السفينة MV Groton ، جرى استهدافها ‏بعد أن غادرت جيبوتي قبل 30 ساعة وأغلقت كل أجهزتها الملاحية، مشيرة إلى أنها كانت تخضع للإصلاح بعد الهجوم السابق عليها في 3 أغسطس الجاري. 
ويأتي الاستهداف الحوثي للسفينة (جروتون)، بعد نحو أسبوع من استهداف السفينة اليونانية "سونيون"  التي كانت تبحر بالقرب من مضيق باب المندب وعلى متنها  150 ألف طن من النفط الخام.
وحذرت المهمة العسكرية البحرية الأوروبية "أسبيدس" التي تأسست منتصف فبراير الماضي بهدف المساهمة في حماية السفن، من احتمال وقوع كارثة بيئية في البحر الأحمر، بعد نجاحها في إجلاء طاقم ناقلة النفط اليونانية التي تعرضت لسلسلة من الهجمات الحوثية على بعد حوالي 77 ميلاً بحرياً غرب الحديدة، ما أدى إلى جنوح الناقلة وتعطل محركاتها، دون تسجيل إصابات بين أفراد الطاقم.
كما أعربت الولايات المتحدة عن مخاوفها من احتمال حدوث كارثة بيئية في البحر الأحمر من تسرب نفطي محتمل من السفينة سونيون. 
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، في بيان له إلى أن الهجمات المتكررة التي يشنها الحوثيون تعرض المنطقة لخطر تسرب مليون برميل من النفط في البحر الأحمر، وهي كمية تفوق بأربعة أضعاف حجم التسرب الذي تسبب في كارثة "إكسون فالديز" عام 1989، التي تُعد واحدة من أكبر الكوارث البيئية في تاريخ الولايات المتحدة.
ومن جانبها قالت اليونان في رسالة وزّعتها وكالة تابعة للأمم المتحدة، الجمعة، إن تسرباً نفطياً محتملاً بطول 2.2 ميل بحري رُصد في منطقة مطابقة لموقع الناقلة "سونيون" في البحر الأحمر.
وأضافت اليونان أن هذه المعلومة مستندة إلى صورة التقطتها الأقمار الصناعية، مساء الخميس الماضي، وحصلت عليها وكالة السلامة البحرية الأوروبية.
وذكرت اليونان، في الرسالة التي تحمل تاريخ الخميس 29 أغسطس، ونُشرت الجمعة، "موقع التسرب النفطي يتطابق مع موقع السفينة"، وفقاً لوكالة "رويترز".
وأضافت: "في ضوء الظروف المذكورة فإن حالة الناقلة، تمثل خطراً بيئياً جسيماً على البيئة البحرية في البحر الأحمر".
في المقابل قال وزير الخارجية في حكومة الحوثيين جمال عامر، إن سحب السفينة (سونيون)، سيبدأ اليوم الأحد.
وأضاف، في منشور على فيسبوك أمس السبت: من المنتظر وصول قاطرات يوم غد الأحد للبدء بسحب السفينة سونيون.
وكان الناطق باسم الحوثيين، محمد عبدالسلام، قال (الأربعاء الماضي) في تغريدة على منصة (إكس): "بعد تواصل جهات دولية عدة معنا خصوصًا الأوروبية تم السماح لهم بسحب سفينة النفط المحترقة سونيون.
وأضاف: نؤكّد أن احتراق سفينة النفط المذكورة مثال على جدية اليمن في استهداف أي سفينة تنتهك قرار الحظر اليمني القاضي بمنع عبور أي سفينة إلى موانئ فلسطين المحتلة بهدف ممارسة الضغط على كيان العدو الصهيوني لوقف عدوانه على غزة.
وتابع: على جميع شركات الشحن البحري المرتبطة بكيان العدو الصهيوني أن تدرك أن سفنها ستبقى عرضة للضربات اليمنية أينما يمكن أن تطالها يد القوات المسلحة اليمنية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
وكانت مليشيات الحوثي أعلنت مسؤوليتها عن استهداف أكثر من 185 سفينة منذ بدء هجماتها البحرية في نوفمبر الماضي، فيما ترد الولايات المتحدة بسلسلة من الضربات الاستباقية على مواقع الإطلاق، جنبا إلى جنب مع عمليات اعتراض فوق البحار.

شارك