رئيس تحرير «مدارس الأحد» لـ«البوابة نيوز»: حاولنا استعادة الدور الإصلاحي.. تكلفتا الطباعة والبريد جعلتنا نصدر 6 مرات في السنة.. المجلة تحولت من الإصلاح إلى التعليم وبناء النفوس

الأحد 01/سبتمبر/2024 - 07:28 م
طباعة الدكتور عادل شكري الدكتور عادل شكري روبير الفارس
 
الدكتور عادل شكري يكشف أسرار عدد مايو 1992 بدأت مجلة «مدارس الأحد» فى الصدور عام 1947، وقامت بدور نهضوى كبير فى إصلاح الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتعبر مجلداتها منذ هذا التاريخ الممتد لأكثر من 73 عامًا عن حال الكنيسة وعقلها، «البوابة» التقت الدكتور عادل شكري، رئيس تحرير مجلة الأحد، ليصحبنا فى رحلة على صفحات المجلة الخالدة ويشرح لنا رحلة تحولها من الإصلاح إلى البناء والتعليم.
■ فى البداية متى بدأت علاقتك بمجلة «مدارس الأحد»؟
علاقتى بمجلة «مدارس الأحد» بدأت عندما كنت أدرس فى ثانوي، وكان لى صديق يخدم بكنيسة الملاك ميخائيل بطوسون فى شبرا، وفى مكتبته وجدت مجلدات مجلة «مدارس الأحد» كلها، فقرأت هذه المجلدات بالكامل، وهناك مقال ما زلت أذكره.. حفظته عن ظهر قلب، كان المقال بعنوان «التدين التصحيح»، وكتبه أمين خادمة يدعى «لبيب راغب»، وقد رسم بعد ذلك باسم أبونا أنطونيوس راغب، وهو أول كاهن تمت رسامته على يد البابا شنودة الثالث بعدما أصبح بطريركا.
■ وماذا تضمنت هذه المقالة؟
المقال كان يعرض لأربعة أنواع من خادم الكنيسة، وأعطى لكل خادم لقبًا وهم «عليم»، ويقصد به المعرفة عند الخادم، و«الباذل» أى يجيد خدمة الآخرين ويبذل نفسه لأجلهم، و«هادي» أى فى حاله تماما، والأخير هو «طاكسيس» نسبة لكلمة طقس، والمقصود به الخادم الحافظ لطقوس الكنيسة، ويطالب المقال ألا يكون الخادم واحدا فقط من هؤلاء، بل يكون الأربعة، فلا يهتم بنقطة واحدة فقط، وقد أثرت هذا المقال الذى نشر فى ٢٨ مارس ١٩٧٢ فىّ كثيرًا، وعشقت هذه المجلة.
■ وكيف جاءتك فكرة «التكريس»؟
«التكريس» كلمة تعنى التخصيص، وتقصد عدم الزواج، والخدمة المسيحية فى وسط الناس وليس الانعزال كما فى الرهبنة. وأذكر أن هذه الفكرة بدأت داخلى نتيجة لمقارنة عقدتها بين موقفين، حيث عرفت عام ١٩٧٦ أن مكتبة الكلية الإكليريكية مغلقة لأنه لا يوجد من يفتحها، وفى الوقت نفسه كنت أتابع ما يقوم به الأستاذ منير عطية، سكرتير الأنبا أغريغوريوس، أسقف عام البحث العلمى والدراسات القبطية العليا، والذى يقوم بعمل ضخم فى طبع كتبه وتسجيل عظته على شرائط الكاسيت.
وكشفت المقارنة عن أهمية «خدمة الفرد»، فغياب شخص واحد عطل عمل المكتبة بالكامل، ووجود شخص واحد وفر ونشر الكثير من الكتب والعظات. ومن هنا كرست حياتى للخدمة، ولكن لم تتل عليا صلاة التكريس، فعشتها بلا طقس.
■ وهل اعترض أحد من أسرتك لاختيارك هذه الحياة؟
لا.. أذكر أن أبى قال لشقيقى كفاية أننا سوف نراه بدلاً من أن يذهب ليترهبن ولا نجده.
■ وكيف صارت خدمتك فى هذا الإطار؟
خدمت فى سنة الامتياز بكلية الطب بمكتبة الكلية الإكليريكية، مع أبونا أغاثون الأنبا بيشوي، وكان المسئول عن بيت ومجلة مدارس الأحد الأستاذ مختار فايق، ودعا خادم بكنيسة الملاك ميخائيل بطوسون الأستاذ فيكتور فيليب، ليتولى مجلة مدارس الأحد لنشء الكنيسة، أى مجلة الأطفال، و«فيكتور» دعانى فخدمت معه فى مجلة الأطفال كان ذلك عام ١٩٧٩.
وأذكر أن أول شيء كتبت فيها كانت قصة مصورة للأطفال عن «حمار» النبى بلعام، والمذكورة بالعهد القديم، ونشرت فى عدد مارس ١٩٧٩، وفى مجلة النشء التى بدأت فى الصدور عام ١٩٧٦ قمت بكل الأعمال الإدارية، وساعدت فى كتابة المقالات، وظل الأمر هكذا حتى عام ١٩٨١، حيث جئت لبيت «مدارس الأحد» بروض الفرج بشبرا كمتفرغ للخدمة بشكل كامل وبإرادتي، حيث لم يدعونى أحد.

■ وماذا تقدم مجلة «مدارس الأحد» للأطفال؟
رسالتها تقديم المسيحية للأطفال، وتنشر سير القديسين، وتاريخ الكنيسة، وتقوم بتبسيط العقائد المسيحية، كما أنها تقدم معلومات ومسابقات وفكاهات، واستمر عملى بها حتى عام ٢٠٠٧.
■ وكيف انتقلت لمجلة «مدارس الأحد» العامة؟
كانت علاقتى بمجلة «مدارس الأحد» الكبيرة موجودة طوال عملى بمجلة الأطفال، وكنت أنشر بها بعض المقالات، وأتابع مقالات كتابها الكبار وأختار الصور المناسبة، وفى عام ٢٠٠٧ ترك الأستاذ مختار فايق البيت والمجلة، وتوالت مس هدى فلتس مجلة الأطفال وتوليت أنا مجلة الكبار.
■ وماذا قدمت خلال رئاستك للمجلة؟
المجلة تحمل رسالة وتاريخًا كبيرًا، ولها مكانتها المميزة بين الأقباط، وعملنا على استمرار هذه الرسالة، ويساهم فى ذلك عدد كبير من الكتاب، فهناك أبونا إبرام المقاري، الذى كان يكتب أكثر من عشر صفحات بدون اسم ومقالات روحية ومناسبات كنسية، وكتابات الدكتور جرجس بشري، وأبونا أثناسيوس جورج، وأبونا أنطونيوس ذكري، ومقال شهرى للأب أنتونى كونيارس، بالإضافة إلى القصة وأخبار الكنيسة.
■ «مدارس الأحد» صدرت بالأساس كمجلة إصلاحية.. فأين هذا الدور الإصلاحي؟
بالفعل مجلة الأحد صدرت كمجلة إصلاحية ولها باع طويل فى إصلاح الكنيسة، وظهر هذا فى الفترة ما بين ١٩٤٧ و١٩٥٩، وعندما حاولنا أن نستعيد الدور الإصلاحى فى التسعينيات من القرن الماضي، اصطدمنا بالبابا شنودة.
■ لماذا تم وضع عدد مايو ١٩٩٢ فى المخازن؟
تضمن هذا العدد نشر خطاب من البابا شنودة، عندما كان أسقفًا للتعليم إلى الدكتور سليمان نسيم، مدير تحرير المجلة، والخطاب يوضح أن هناك اختلافًا كبيرًا حدث فى الكنيسة، وجاء فى نص الخطاب صديقى العزيز الأستاذ سليمان: «سلامى ومحبتى لشخصك العزيز الذى يحمل اسمه فى شذى ذكريات جميلة عبر ماض طويل.. وصلتنى رسالتك، وأشكر لك محبتك ونبلك ومشاعرك الطيبة من نحوي، كما وصلنى أيضًا جهادك الذى يتميز بالصراحة والشجاعة. الرب إلهنا يكون معكم جميعًا... الوضع الذى أنا فيه أيها المبارك كان لا بد أن يكون، هو نتيجة طبيعية كنت أنتظرها منذ زمان، منذ وقفت أدافع عن القس يوحنا سيدهم وما حاق بنفسه البارة من ظلم، ومنذ وقفت أدافع عن قوانين الكنيسة وحق الشعب فى اختيار راعيه، ومنذ بدأت أنشر صفحة الرعاية فى مجلة الكرازة لأوضح الأوضاع الكنسية السليمة حتى لا ينفصل الناس عن ماضيهم المجيد ويعيشوا فى حاضر منحرف.
كان لا بد أن يحدث هذا الذى حدث. لذلك لم أتعجب له إذ كنت أتوقعه. إنه صراع لا بد أن يجابهه كل من يتصدى لقول الحق، وهكذا قال السيد المسيح لتلاميذه، وهكذا عاش الرسل جميعًا، فى ضيقات فى اضطرابات فى سجون «مضطهدين لكن غير متروكين»... على أننى موقن أن الرب لا بد سيعمل، أنه قد يتأخر، ولكنه لابد سيجئ، يقوم «ويصنع الخلاص علانية»، وأنا لست مستعدًا فى يوم من الأيام أن أعيش فى سلام على حساب الحق.
كما تضمن العدد مقالات قوية منها «صور ديمقراطية فى حياة البابا كيرلس السادس» كتبه الدكتور سعد ميخائيل سعد، وأكد فيه أن البابا كيرلس كان يتبع أسلوب الباب المفتوح لكل الشعب. وقدم النموذج الواعى فى إدارة الكنائس (أى المشاركة المتكافئة بين الكهنوت والشعب) كما أنه ترك مجلة الكرازة تهاجمه وتنقده بكل حسم.

■ ولماذا غضب البابا شنودة أيضًا من العدد الصادر فى أغسطس ١٩٩٤؟
غضبت الكنيسة علينا فى شخص البابا شنودة، وتم منع توزيع المجلة فى الخدمة والكنائس والأنشطة المختلفة واضطررنا لكتابة اعتذار كى نحل الأزمة. حيث تعرضنا لمشكلة أبونا اغاثون الأنبا بيشوي، والتى أثيرت اتهامات ضده فى كنيسة أبى سيفين بمصر القديمة، ونشرنا بالوثائق والصور أدلة تؤكد عدم صحة هذه الاتهامات، ونشرنا مقالا عن حدود السلطان الكهنوتي، ومقالاً آخر بعنوان ٩ معاثر فى حياتنا الكنسية.
■ وكيف تعامل القراء مع عودة المجلة للإصلاح؟
يمكن من خلال التقليب فى أوراق المجلة أن تكتشف هذه الحالة، قمنا بالبحث فى أعداد ووجدنا تقريرًا بعنوان «لحظة صدق مع ضمائرنا من خلال الرأى والرأى الآخر»، يعبر عن هذه الحالة، حيث بعث إلينا الأخ مجدى إبراهيم غبريال، من شبين الكوم (منوفية)، برسالة مطولة عن رأيه فيما نشرته مجلة مدارس الأحد فى أعدادها الأخيرة. لكننا - إحقاقًا للحق - يجب أن نستهل ردنا هذا بأن هذه المجلة على امتداد عشرين سنة كانت تمدح وتقدر كل أعمال وجهود قداسة البابا شنودة دون مواربة وتشيد بها مكررة كلمات التشجيع. فلماذا ينسى بعض الأفاضل هذه الفترة ولا يذكرون إلا ما كتبناه أخيرًا؟ أما رسالة الأخ مجدى فتتلخص فيما يلي:
علمونا فى «مدارس الأحد» أن الصغير يحترم الكبير ولو اختلف معه فى الرأي.. علمونا طاعة الكاهن واحترام الكنيسة... علمتنى أمى عدم المخالفة وكانت دائمًا تقول (المخالف حاله تالف) خصوصًا على أى رتبة كهنوتية. (لاحظ يا أخ مجدى أن كثيرا من أمثالنا الشعبية سلبية الاتجاه). وجاء رد «المحرر». كالتالى أين تلك الروح.. روح مجلة «مدارس الأحد»؟.. تشكيك فى أبينا الأسقف على صفحات المجلة... أليس مكتوبًا (العين المستهزئة بأبيها والمحتقرة طاعة أمها تقورها غربان الوادى وتأكلها فراخ النسر) أم ٣٠: ١٧....
تكتب المجلة للهدم لا للبناء وتقول معارضة!! وهى كلمة غريبة فمقال على الكنيسة «أضواء على مشكلاتنا الكنسية» ص ٨، ٩ عدد يناير ١٩٩٢... إلى من توجهه المجلة ولمصلحة من:- هل هو موجه إلى رؤساء الكنيسة؟ أى شكوى؟ هل هو موجه إلى عامة المسيحيين؟ فهو تشكيك الرعية فى الراعى فإن كان موجهًا إلى رؤساء الكنيسة فهناك تسلسل قيادى يجب أن ترسل الشكوى إليهم وليس على صفحات المجلة: «لا تسمحوا بأن يعلم الأمم بشيء من الخصوصيات التى تكون فيما بينكم وبين بعضكم» دسقولية ٨: ٥٣، فإذا كنتم تفهمون وتأكلون بعضكم بعضًا فانظروا لئلا تفنوا بعضكم بعضا».
والمجلة تنشر هذا الخطاب لأنها ترحب بالرأى الآخر وتناقشه بمحبة. والمجلة وأعضاؤها يشعرون بشعور بولس الرسول عندما قال: «من يعثر وأنا لا ألتهب».، بل إن صورة المجلة - حين كان قداسة البابا شنودة يرأس تحريرها - كانت صورة المسيح يطرد الباعة وهو يقول «غيرة بيتك أكلتني».
لكن الصحافة كلمة مسئولة وصادقة، مسئولة عن إيضاح الرؤية وتصحيح الوعي، وصادقة فى كشف الحقائق وإعلانها وأمينة فى توجيه النقد البناء، فقط الذى يستهدف علاج الأوضاع الخاطئة دون المساس بالأشخاص.
وقبل أن نتناول فقرات الخطاب السابق بالتعليق، فليسمح لنا القارئ العزيز باستعراض المقالات التى نشرتها المجلة منذ عدد يونيو ١٩٩١ وإلى عدد مارس ١٩٩٢، تلك المقالات التى تعرضت لنقد السلبيات أو المشكلات التى يعانى منها مجتمعنا الكنسي. هذه المقالات لم تتجاوز نسبتها من مجموع مقالات المجلة فى هذه الفترة.. الـ١٥٪ ولكننا لا ننسى أن نذكر أننا كثيرًا ما لجأنا إلى التسلسل القيادي، فلم نظفر برد وأننا نستعرض هذه المقالات فى تركيز حتى يتمكن القارئ من الحكم بنفسه عليها... هل هى للمهم أم للبنيان هل هى بهدف المعارضة أم لتصحيح الأخطاء؟ حتى تصير الكنيسة بلا عيب، هل فيها تشهير أو تجريح بأى إنسان أم هى دعوة للحب من الجميع وللجميع، ودعوة للمصالحة وإنهاء الخلافات الشخصية والصفح.
وجدير بالذكر أن التجاوب الذى لمسناه مع كتابة هذه المقالات دل على أن ثمة كبت يعانى منه قطاع كبير من شعبنا مما يؤكد على آباء الكنيسة ضرورة التفكير الجاد فى علاجه وليس فى تجاهله أو الانتقام ممن تصدوا للتعبير عنه.
وإننا نرجو من صاحب الخطاب بل ومن كل قرائنا الأعزاء أن يرجعوا إلى المقالات السابقة ويقرأوا تعليقنا التالى بروح المحبة وبدون التأثر بحكم مسبق قد لا يكون من السهل التنازل عنه، وكذا دون التمسك باتجاهات وآراء موروثة قبل التحقق من صحتها وإيجابية اتجاهاتها.

■ لكن ما أسباب نشر المجلة لهذه المقالات؟
تزايد ظهور حالات إيقاع الحرم فى أماكن مختلفة وكثيرة، فكان أن تزايدت الشكوى من الكثيرين، وهؤلاء المحرومون لا تربطنا بهم أية علاقة ولم تتعاطف معهم إلا بسبب إحساسنا بالظلم الذى وقع عليهم. كما أنه ليس هناك أية عداوة شخصية بين أفراد هيئة تحرير المجلة وبين أحد الأساقفة أو الرعاة فجميعهم موضع الاحترام والتكريم. وإن كنا نتناول بعض تصرفاتهم فليس تشهيرًا بهم ولا إدانة لهم، لكن إدانة لتصرفاتهم وعندئذ يمكن معالجة هذه السلبيات فيزداد توقير الشعب لهم وتتعمق فى قلبه صور حبهم وطاعتهم.
وهنا نذكر أنه قد واكب هذه الأحداث وصول خطابات أخرى من أفراد آخرين من أماكن مختلفة يعانون من نفس المشكلة ومن الإحساس بالظلم ومن العثرة من داخل الكنيسة، فأحسسنا كما أحس القديس بولس يوما ما وهو يقول: «من يعثر وأنا لا التهب» ٢ كو ١١: ٢٩.
والآن تعالوا نتأمل معًا فى بعض المفاهيم الروحية: العثرة. ما هي؟ وما أسبابها؟ لقد كان السيد المسيح يقصد أن يعلو الحق فوق كل اعتبار وفوق كل أحد، فمن يعث بالحق فهو يعثر لأن النور ليس فيه. أما العثرة التى وبخها رب المجد قائلا ويل لمن تأتى به العثرات فهى العثرة بالخطية، والتى تؤدى إلى فعل الخطية أو التفكير فيها كما فى قوله إن أعثرتك عينك...
فالأخطاء الشخصية التى تصدر من أفراد عاديين تثير العثرة، أما الأخطاء العامة التى تصدر من شخصيات عامة وتمس الآخرين فذكرها ليس عثرة، لكن وجودها وفعلها هو العثرة. ونشرها بكلمة حق يهدف إلى القضاء عليها وإنقاذ الآخرين من عثرتها.
فأيهما أفضل: أن تحذر ونبصر تجنبا لهذه العثرات التى عادة يتناقلها الناس سريعا، فتنتشر أم نتركها ولا نذكرها ونحكم على أنفسنا بأننا شعب ميت لا غيرة عنده ولا شجاعة بقول بها كلمة الحق؟؟ وهل من العدل أن نقول للباكى لا تبك قبل أن نقول للضارب لا تضرب؟!!
ومفهوم الاحترام والطاعة للرؤساء: «أطيعوا والديكم فى الرب» «ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس» علينا عندما نستشهد بآيات الكتاب المقدس أن نستجمع كل الآيات المرتبطة بالموضوع حتى نخرج بمفهوم صحيح ومتكامل. فالكتاب قال أيضا «لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا». فالاحترام والطاعة لا يعنيان التخلى عن الحق والسكوت عن الخطأ.. فإذا كانت الطاعة عمياء فى الرب فهى صحيحة وإنجيلية. لكن هل نطلب طاعة عمياء للوالدين أو الرعاة، يتسبب عنها أفدح الأخطار؟ تحت أى قانون هذا؟ ووفقا لأى مبدأ؟؟
فعندما تشير المجلة إلى تجاوزات بعض الرعاة أو تجنبهم الصواب فى بعض المواقف، فهى لا تتصيد الأخطاء لهم، أو تستهزئ بهم أو تحتقر طاعتهم، أو تجرحهم، وإنما هى تشير إلى الخطأ وتدينه ولا تدين الأشخاص فالمجلة لا تهاجم الرتب الكهنوتية بل تحاول حمايتها من أخطاء بعض من تقلدوها. لأن وضع اليد على الرعاة لا يعصمهم من الخطأ، واختيار الله للأشخاص لا يعنى عصمتهم من الخطية. نلاحظ هذا منذ اختيار الله لشعب إسرائيل الذى لم يحافظ على الاختيار بل تقسى، وكذلك اختياره لشاول ملكا، وكذلك داود، وحتى نصل إلى الرسل.
لقد أخطأ بطرس فى الدعوة إلى ختام الأمم أولاً فقاومه بولس مواجهة لأنه كان ملومًا. فهل هذه عثرة؟ سلطان الرعاة (من جهة)، وطاعة الرعية لهم (من الجهة الأخرى) متعلق بالدرجة الأولى بمدى طاعة هؤلاء الرعاة لصاحب السلطان الحقيقى الذى أقامهم وائتمنهم، سلطانهم للبنيان لا للهدم كما قال بولس الرسول فى ٢ كو ١٣: ١٠. وفى كل ما كتبناه استشهدنا بالكتاب المقدس، وبتقاليد وقوانين الآباء ثم بآراء وبتعليقات من سبقونا على كراسى مسئولية التحرير.
الاختلاف فى الرأى ليس معارضة ولا إهانة لصاحب الرأي: فقبل كل اجتماع للمجلة، وقبل كل كلمة تكتبها، صلوات كثيرة تطلب بقلوب صادقة أن تكون إرادة الرب قبل إرادتنا، وأن لا يسلمنا لذواتنا بل لمشيئته ولعلم الخير لكنيسته ورعاتها.

■ هل أصبحت المجلة للتعليم فقط لا النقد؟
نعم تحول دورها لنشر التعليم وبناء النفوس من خلال ذلك.
■ لماذا لا يوجد للمجلة موقع إلكتروني؟
الموقع مكلف جدًا، وبسبب التكلفة العالية للطباعة وتوزيع البريد أصبحنا نصدر ٦ مرات فى السنة، ومجلة الأطفال تطبع ٢٠ ألف نسخة والمجلة الكبيرة نحو ٥ آلاف نسخة.

شارك