توسع نفوذ تنظيم "داعش" في غرب إفريقيا وأبعاده الأمنية
الخميس 05/سبتمبر/2024 - 09:50 م
طباعة
حسام الحداد
الهجوم الذي شنه تنظيم داعش في غرب إفريقيا (ISWAP) في بلدة داماساك بولاية بورنو في الثالث من سبتمبر 2024 يمثل تطورًا مهمًا في السياق الأمني بمنطقة بحيرة تشاد. تواصل هذه المنطقة المعاناة من تصاعد نشاط التنظيمات المسلحة مثل ISWAP، الذي يعتبر أحد أخطر التهديدات الأمنية في غرب إفريقيا.
الهجوم:
في الثالث من سبتمبر 2024، شن تنظيم داعش في غرب أفريقيا، وهو فرع من جماعة بوكو حرام، هجومًا على نقطة تفتيش عسكرية نيجيرية في بلدة داماساك الواقعة في ولاية بورنو. استخدم المسلحون أسلحة أوتوماتيكية في الهجوم، مما أسفر عن مقتل جندي واحد بينما فر بقية الوحدة. ثم استولى مسلحو تنظيم داعش في غرب أفريقيا على معدات عسكرية وذخيرة أثناء الغارة.
يندرج هذا الهجوم في نمط أوسع من العنف في بورنو، حيث كان تنظيم داعش في غرب أفريقيا يستهدف بنشاط القوات العسكرية النيجيرية والمدنيين. ويتمثل هدف المجموعة في إضعاف حضور الدولة النيجيرية وفرض نسختها من الشريعة الإسلامية. نفذ تنظيم داعش في غرب أفريقيا العديد من الهجمات البارزة في المنطقة، وغالبًا ما استخدم شاحنات مسلحة وأسلحة أوتوماتيكية للتغلب على الدفاعات العسكرية ونهب الموارد.
وقد أسفرت هذه التمردات المتكررة عن خسائر كبيرة في الأرواح، وتشريد المدنيين، وتعطيل شديد لتوصيل المساعدات إلى السكان المعرضين للخطر. كما تم استهداف المجموعات الإنسانية العاملة في المنطقة، مما زاد من تعقيد الجهود المبذولة لدعم المجتمعات النازحة. ولقد بذلت الحكومة النيجيرية جهوداً حثيثة للحد من هذه الهجمات، على الرغم من الحملات العسكرية المستمرة ضد المتمردين.
تحليل الهجوم:
الأهداف التكتيكية لتنظيم داعش في غرب إفريقيا: الهجمات على نقاط التفتيش العسكرية مثل الهجوم في داماساك تمثل استراتيجية تعتمد على توجيه ضربات مباشرة ضد القوات النيجيرية، بهدف زعزعة الأمن وإضعاف قدرة الجيش على السيطرة على المناطق الحدودية. هذه الهجمات غالبًا ما تستهدف المناطق القريبة من حدود النيجر وتشاد، حيث تكون القوات الحكومية أقل تركيزًا.
استراتيجية السيطرة والنهب: بالإضافة إلى القتل وإضعاف الروح المعنوية للقوات الحكومية، فإن التنظيم يسعى إلى اغتنام المعدات العسكرية والذخيرة، مما يزيد من قدرته على تنفيذ هجمات أكبر وأكثر تعقيدًا في المستقبل. في هجوم داماساك، تمكن المسلحون من الاستيلاء على معدات عسكرية، وهي خطوة تعزز مواردهم وتستهدف إضعاف الجيش.
أبعاد الجغرافيا السياسية: ولاية بورنو، التي شهدت تصاعدًا في العمليات العسكرية لتنظيم الدولة، تمثل محورًا جيوسياسيًا مهمًا في منطقة غرب إفريقيا. التنظيمات الجهادية تستغل التحديات الحدودية بين نيجيريا والنيجر وتشاد للتنقل وتنفيذ هجماتها عبر هذه الحدود دون عوائق كبيرة. هذه البيئة الحدودية الهشة تسمح للتنظيم بالتوسع، بينما تواجه الحكومات المحلية صعوبة في مراقبة وتطبيق القانون.
تأثير الهجمات على السكان المحليين: تزايد الهجمات في ولاية بورنو يسهم بشكل كبير في نزوح المدنيين، حيث يتسبب كل هجوم في تهجير سكان المناطق المتأثرة خوفًا من العنف والاضطهاد. كما أن تصاعد العمليات الجهادية يؤثر على جهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في المنطقة، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية.
التحديات أمام الحكومة النيجيرية: رغم الحملات العسكرية المكثفة التي تشنها الحكومة النيجيرية بمساعدة قوى إقليمية ودولية، فإن التهديدات الأمنية التي تمثلها جماعة ISWAP لا تزال قائمة. هذه الهجمات تثير تساؤلات حول مدى فاعلية الاستراتيجيات العسكرية المتبعة حتى الآن، وتطرح ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي وتحسين القدرات الاستخباراتية للتعامل مع هذا التهديد.
السيناريوهات المستقبلية:
إذا استمرت هذه الهجمات، فمن المتوقع أن تؤدي إلى تصاعد في زعزعة استقرار المنطقة. كما قد يشهد التعاون بين الدول المتضررة من العنف، مثل نيجيريا وتشاد والنيجر، تطورًا بهدف مواجهة الخطر المشترك الذي يمثله تنظيم الدولة في غرب إفريقيا. في المقابل، قد يلجأ التنظيم إلى تعزيز وجوده عبر تجنيد المزيد من المقاتلين، خاصة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
الخاتمة:
الهجوم الأخير في داماساك هو جزء من استراتيجية أوسع لتنظيم داعش في غرب إفريقيا لتعزيز نفوذه وإضعاف القوى الحكومية. ما لم يتم اتخاذ خطوات جدية لتعزيز التنسيق الإقليمي وتطوير الاستراتيجيات العسكرية والاستخباراتية، قد تستمر هذه الهجمات في تهديد الأمن والاستقرار في منطقة بحيرة تشاد.
الهجوم:
في الثالث من سبتمبر 2024، شن تنظيم داعش في غرب أفريقيا، وهو فرع من جماعة بوكو حرام، هجومًا على نقطة تفتيش عسكرية نيجيرية في بلدة داماساك الواقعة في ولاية بورنو. استخدم المسلحون أسلحة أوتوماتيكية في الهجوم، مما أسفر عن مقتل جندي واحد بينما فر بقية الوحدة. ثم استولى مسلحو تنظيم داعش في غرب أفريقيا على معدات عسكرية وذخيرة أثناء الغارة.
يندرج هذا الهجوم في نمط أوسع من العنف في بورنو، حيث كان تنظيم داعش في غرب أفريقيا يستهدف بنشاط القوات العسكرية النيجيرية والمدنيين. ويتمثل هدف المجموعة في إضعاف حضور الدولة النيجيرية وفرض نسختها من الشريعة الإسلامية. نفذ تنظيم داعش في غرب أفريقيا العديد من الهجمات البارزة في المنطقة، وغالبًا ما استخدم شاحنات مسلحة وأسلحة أوتوماتيكية للتغلب على الدفاعات العسكرية ونهب الموارد.
وقد أسفرت هذه التمردات المتكررة عن خسائر كبيرة في الأرواح، وتشريد المدنيين، وتعطيل شديد لتوصيل المساعدات إلى السكان المعرضين للخطر. كما تم استهداف المجموعات الإنسانية العاملة في المنطقة، مما زاد من تعقيد الجهود المبذولة لدعم المجتمعات النازحة. ولقد بذلت الحكومة النيجيرية جهوداً حثيثة للحد من هذه الهجمات، على الرغم من الحملات العسكرية المستمرة ضد المتمردين.
تحليل الهجوم:
الأهداف التكتيكية لتنظيم داعش في غرب إفريقيا: الهجمات على نقاط التفتيش العسكرية مثل الهجوم في داماساك تمثل استراتيجية تعتمد على توجيه ضربات مباشرة ضد القوات النيجيرية، بهدف زعزعة الأمن وإضعاف قدرة الجيش على السيطرة على المناطق الحدودية. هذه الهجمات غالبًا ما تستهدف المناطق القريبة من حدود النيجر وتشاد، حيث تكون القوات الحكومية أقل تركيزًا.
استراتيجية السيطرة والنهب: بالإضافة إلى القتل وإضعاف الروح المعنوية للقوات الحكومية، فإن التنظيم يسعى إلى اغتنام المعدات العسكرية والذخيرة، مما يزيد من قدرته على تنفيذ هجمات أكبر وأكثر تعقيدًا في المستقبل. في هجوم داماساك، تمكن المسلحون من الاستيلاء على معدات عسكرية، وهي خطوة تعزز مواردهم وتستهدف إضعاف الجيش.
أبعاد الجغرافيا السياسية: ولاية بورنو، التي شهدت تصاعدًا في العمليات العسكرية لتنظيم الدولة، تمثل محورًا جيوسياسيًا مهمًا في منطقة غرب إفريقيا. التنظيمات الجهادية تستغل التحديات الحدودية بين نيجيريا والنيجر وتشاد للتنقل وتنفيذ هجماتها عبر هذه الحدود دون عوائق كبيرة. هذه البيئة الحدودية الهشة تسمح للتنظيم بالتوسع، بينما تواجه الحكومات المحلية صعوبة في مراقبة وتطبيق القانون.
تأثير الهجمات على السكان المحليين: تزايد الهجمات في ولاية بورنو يسهم بشكل كبير في نزوح المدنيين، حيث يتسبب كل هجوم في تهجير سكان المناطق المتأثرة خوفًا من العنف والاضطهاد. كما أن تصاعد العمليات الجهادية يؤثر على جهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في المنطقة، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية.
التحديات أمام الحكومة النيجيرية: رغم الحملات العسكرية المكثفة التي تشنها الحكومة النيجيرية بمساعدة قوى إقليمية ودولية، فإن التهديدات الأمنية التي تمثلها جماعة ISWAP لا تزال قائمة. هذه الهجمات تثير تساؤلات حول مدى فاعلية الاستراتيجيات العسكرية المتبعة حتى الآن، وتطرح ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي وتحسين القدرات الاستخباراتية للتعامل مع هذا التهديد.
السيناريوهات المستقبلية:
إذا استمرت هذه الهجمات، فمن المتوقع أن تؤدي إلى تصاعد في زعزعة استقرار المنطقة. كما قد يشهد التعاون بين الدول المتضررة من العنف، مثل نيجيريا وتشاد والنيجر، تطورًا بهدف مواجهة الخطر المشترك الذي يمثله تنظيم الدولة في غرب إفريقيا. في المقابل، قد يلجأ التنظيم إلى تعزيز وجوده عبر تجنيد المزيد من المقاتلين، خاصة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
الخاتمة:
الهجوم الأخير في داماساك هو جزء من استراتيجية أوسع لتنظيم داعش في غرب إفريقيا لتعزيز نفوذه وإضعاف القوى الحكومية. ما لم يتم اتخاذ خطوات جدية لتعزيز التنسيق الإقليمي وتطوير الاستراتيجيات العسكرية والاستخباراتية، قد تستمر هذه الهجمات في تهديد الأمن والاستقرار في منطقة بحيرة تشاد.