باكستان تشهد ارتفاعا ملحوظا في العمليات الإرهابية خلال أغسطس الماضي
الخميس 05/سبتمبر/2024 - 08:47 م
طباعة
محمد شعت
تشهد باكستان تصاعدا لافتا في عدد العمليات الإرهابية، وذلك على الرغم من الحرب التي تشنه القوات الباكستانية على التنظيمات الإرهابية في البلاد، حيث ارتفع عدد الحوادث الإرهابية في عدد من الأقاليم الباكستانية في شهر أغسطس الماضي.
ووفق تقارير باكستانية تعاني البلاد من هجمات عنيفة متزايدة منذ عودة حكام طالبان إلى السلطة في أفغانستان في عام 2021، وخاصة في مقاطعتي خيبر بختونخوا وبلوشستان الحدوديتين، وشهدت المقاطعتان الأكثر عرضة للخطر ارتفاعا حادا في الهجمات المميتة الشهر الماضي، وفقا لبيانات معهد باكستان لدراسات السلام (PIPS).
وأشارت قاعدة البيانات الرقمية للحوادث الأمنية التي تديرها مؤسسة الفكر ومقرها إسلام أباد إلى وضع مثير للقلق حيث قفز عدد الهجمات من 38 في يوليو إلى 59 في أغسطس، وشملت هذه الحوادث 29 هجوما في إقليم خيبر بختونخوا، و28 في بلوشستان، وهجومين في البنجاب.
وكان الهجوم الأحدث والأكثر دموية بين الهجمات الـ 28 التي شهدتها المقاطعة الجنوبية الغربية قد أسفر عن مقتل 57 شخصًا وإصابة 84 آخرين، وفي الوقت نفسه، شهدت مقاطعة خيبر بختونخوا 25 ضحية في 29 هجومًا إرهابيًا خلال شهر أغسطس.
وذكر التقرير أن "جماعة تحريك طالبان باكستان المحظورة، وجماعة حافظ جول بهادور، ولشكر الإسلام، وتنظيم الدولة الإسلامية في خراسان، وعدد قليل من جماعات طالبان المحلية، شاركت في هذه الهجمات"، علاوة على ذلك، وردت أنباء عن مقتل مدنيين اثنين في عدد مماثل من الهجمات في البنجاب خلال نفس الفترة.
وبحسب مركز معلومات الشرطة، فإن معظم هذه الخسائر المرتبطة بالإرهاب في المقاطعة نتجت عن هجمات نظمها جيش تحرير بلوشستان في 26 أغسطس في أكثر من سبع مناطق في المقاطعة استهدفت قوات الأمن والبنية التحتية الوطنية.
وتشير إحصائيات مركز مراقبة الإرهاب والجريمة إلى أن قوات الأمن الباكستانية وأقسام مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة نفذت 12 عملية ضد المتشددين في البلاد في أغسطس 2024، وهذا العدد أعلى بنسبة 50% مقارنة بالعمليات التي جرت في شهر يوليو الماضي، وأفادت أن العمليات في أغسطس "أسفرت عن القضاء على 88 مسلحا"، واستشهاد 15 جنديا وثلاثة من رجال الشرطة.
وأبرز التقرير أنه من بين إجمالي 28 هجومًا مسجلاً في بلوشستان في أغسطس 2024، نفذ جيش تحرير بلوش المحظور 26 هجومًا، بما في ذلك الهجوم الإرهابي الواسع النطاق الذي شنته المجموعة في 26 أغسطس، وتشير التقارير إلى أن التنظيم الإرهابي صعد من أنشطته التدميرية، ونفذ هجمات عالية التأثير، بما في ذلك استخدام انتحاريات.
وذكر التقرير أن "مشاركة عدد كبير من المسلحين واستخدام الأسلحة المتطورة، بما في ذلك المتفجرات المحمولة على المركبات، يشير إلى القدرات المتنامية لجيش تحرير بلوشستان"، وأثارت هذه الهجمات الشنيعة موجة من الصدمة في جميع أنحاء البلاد، وأثارت إدانات من الحكومة والدول الأجنبية، وأدانت الصين، حليفة باكستان الإقليمية منذ فترة طويلة، والولايات المتحدة، الهجمات، وتعهدتا بدعم البلاد في حربها ضد الإرهاب.
وبالإضافة إلى الارتفاع الأخير في الإرهاب، شهدت باكستان زيادة في الهجمات المسلحة منذ عودة حكومة طالبان إلى السلطة في أفغانستان المجاورة في عام 2021، وخاصة في إقليم خيبر بختونخوا وبلوشستان، المتاخمة لأفغانستان وإيران.
وفي عام 2023، وقع ما لا يقل عن 170 هجوما مسلحا أسفر عن مقتل 151 مدنيا و114 من أفراد الأمن في بلوشستان، وفقا لمعهد باكستان للدراسات الأمنية والصراع، وعلى هذه الخلفية، وافقت الحكومة الفيدرالية في يونيو من هذا العام على عملية عزم الاستقامة، وهي حملة وطنية متجددة لمكافحة الإرهاب في أعقاب توصيات اللجنة العليا المركزية بموجب خطة العمل الوطنية لاستئصال الإرهاب.