تأزم الوضع الإثيوبي.. الأمهرا بين مطالب النفوذ وتصاعد المواجهات العسكرية
الإثنين 09/سبتمبر/2024 - 11:10 ص
طباعة
حسام الحداد
شهدت إثيوبيا تصاعدًا ملحوظًا في التوترات بين الحكومة المركزية ومجموعات عرقية قوية مثل الأمهرا، حيث أفادت تقارير من موقع "أخبار الأمهرا" بمقتل نحو 100 جندي من الجيش الإثيوبي خلال اشتباكات عنيفة مع ميليشيا "فانو" الأمهرية. تسيطر هذه الميليشيا الآن على مناطق استراتيجية على الحدود الإثيوبية السودانية، مما يزيد تعقيد المشهد الأمني والسياسي في البلاد.
وذكر الموقع أن قوات فانو بسطت سيطرتها على عدد من القرى الواقعة على طريق ميتيما-جوندار، وهو طريق استراتيجي على الحدود الإثيوبية السودانية.
واضطر في أعقاب هذه الاشتباكات أكثر من 300 جندي من قوات الدفاع الوطني الإثيوبية إلى الفرار إلى السودان، في محاولة لاحقة منهم للعودة إلى ميتيما، إلا أنهم تكبدوا خسائر كبيرة.
وأضافت التقارير أن قوات فانو استولت على أسلحة ثقيلة خلال هذه العمليات، مما عزز من سيطرتها على الحدود.
ووفقاً للموقع، فإن ميليشيا فانو تسيطر الآن على غالبية المناطق الحدودية بين إثيوبيا والسودان، وهو ما يعقد الوضع الأمني في المنطقة بشكل كبير.
وتأتي هذه التطورات في إطار تصاعد التوترات بين الحكومة المركزية الإثيوبية وقومية الأمهرا، التي تسعى إلى تعزيز نفوذها في المناطق الحدودية والمطالبة بحقوق أكبر ضمن الدولة الفيدرالية الإثيوبية.
الخلفية السياسية والإثنية للصراع
قومية الأمهرا، ثاني أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا، كانت تلعب دورًا مركزيًا في تاريخ البلاد، بما في ذلك في النظام السياسي القديم للإمبراطورية الإثيوبية. ومع إقامة النظام الفيدرالي الحالي بقيادة جبهة تحرير شعب تيغراي (TPLF) منذ تسعينيات القرن الماضي، شعر الأمهرا بالتهميش التدريجي، ما أدى إلى تراكم التوترات داخل البلاد.
في السنوات الأخيرة، حاولت قومية الأمهرا إعادة فرض نفوذها، خاصة في المناطق الحدودية، التي تعتبرها جزءًا من أراضيها التاريخية. ميليشيا "فانو"، وهي جماعة شبه عسكرية، تُعتبر إحدى أدوات هذه القومية لتحقيق أهدافها. استغلت فانو ضعف الحكومة المركزية الناتج عن الحرب الأهلية في تيغراي والفوضى السياسية، لتوسيع سيطرتها العسكرية والسياسية.
الأهمية الاستراتيجية لموقع الاشتباكات
تعد منطقة ميتيما-جوندار من أهم النقاط الحدودية بين إثيوبيا والسودان، ولها قيمة استراتيجية كبيرة بسبب كونها ممرًا رئيسيًا للتجارة والمواصلات. السيطرة على هذه المنطقة تمنح ميليشيا فانو ميزة كبيرة، حيث تمثل حاجزًا أمام تحركات القوات الحكومية الإثيوبية، وتفتح الباب أمام تعزيز العلاقات غير الرسمية مع السودان، الذي قد يستخدم كملاذ مؤقت لقوات فانو.
إضافة إلى ذلك، يشير الاستيلاء على الأسلحة الثقيلة من قبل فانو إلى تحول نوعي في قدراتها العسكرية، ما يعزز من موقفها التفاوضي تجاه الحكومة المركزية. ويعني ذلك أن المعارك القادمة ستكون أكثر ضراوة وتعقيدًا.
تداعيات الصراع على الاستقرار الداخلي
السيطرة المتزايدة لفانو على المناطق الحدودية مع السودان تؤشر إلى تعميق الأزمة في إثيوبيا. يأتي هذا في وقت تواجه فيه البلاد تحديات متعددة تشمل التوترات العرقية، والحروب الأهلية، والأزمات الإنسانية. تصاعد نفوذ فانو يثير مخاوف من احتمالية انفصال مناطق أخرى أو على الأقل الدفع نحو إعادة تقسيم النفوذ داخل النظام الفيدرالي، الأمر الذي سيعقد جهود رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد للحفاظ على وحدة البلاد.
كما يعكس الصراع في الأمهرا الفجوة المتزايدة بين الحكومة الفيدرالية والإثنيات الرئيسية. ففي الوقت الذي كانت فيه الحكومة منشغلة بالصراع في تيغراي، استغلت الفصائل المحلية، بما في ذلك فانو، هذا الانشغال لتعزيز نفوذها العسكري والسياسي. وهذا يعزز احتمال أن نشهد في المستقبل المزيد من الاشتباكات المسلحة في مناطق أخرى من البلاد.
التداعيات الإقليمية للصراع
التأثيرات المحتملة لهذا الصراع تتجاوز الحدود الإثيوبية، خصوصًا مع فرار الجنود الإثيوبيين إلى السودان. العلاقات الإثيوبية السودانية مشحونة بالفعل بسبب نزاعات حول الحدود ومشاريع مائية مثل سد النهضة. إذا استمر الصراع في التصاعد، فقد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة الحدودية بين البلدين، وقد يشهد السودان تدفقًا جديدًا للاجئين والعناصر المسلحة، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية فيه.
السيناريوهات المستقبلية
يمكن أن يتطور الصراع الحالي في اتجاهات عدة. أولاً، قد تحاول الحكومة الإثيوبية إعادة السيطرة على المناطق التي فقدتها من خلال عمليات عسكرية واسعة النطاق، لكن ذلك سيكون مكلفًا سياسيًا وعسكريًا. ثانيًا، قد يتم التوصل إلى اتفاق سلام مؤقت بين الحكومة المركزية وفصائل الأمهرا، لكن تحقيق ذلك يتطلب تقديم تنازلات سياسية قد تؤثر على مستقبل النظام الفيدرالي.
في المجمل، يشكل الصراع بين الجيش الإثيوبي وميليشيا فانو الأمهرية جزءًا من لوحة معقدة للأزمات التي تمر بها إثيوبيا، حيث تتفاعل التوترات العرقية والسياسية والجغرافية لتشكل تهديدًا متزايدًا لاستقرار البلاد والمنطقة ككل.
وذكر الموقع أن قوات فانو بسطت سيطرتها على عدد من القرى الواقعة على طريق ميتيما-جوندار، وهو طريق استراتيجي على الحدود الإثيوبية السودانية.
واضطر في أعقاب هذه الاشتباكات أكثر من 300 جندي من قوات الدفاع الوطني الإثيوبية إلى الفرار إلى السودان، في محاولة لاحقة منهم للعودة إلى ميتيما، إلا أنهم تكبدوا خسائر كبيرة.
وأضافت التقارير أن قوات فانو استولت على أسلحة ثقيلة خلال هذه العمليات، مما عزز من سيطرتها على الحدود.
ووفقاً للموقع، فإن ميليشيا فانو تسيطر الآن على غالبية المناطق الحدودية بين إثيوبيا والسودان، وهو ما يعقد الوضع الأمني في المنطقة بشكل كبير.
وتأتي هذه التطورات في إطار تصاعد التوترات بين الحكومة المركزية الإثيوبية وقومية الأمهرا، التي تسعى إلى تعزيز نفوذها في المناطق الحدودية والمطالبة بحقوق أكبر ضمن الدولة الفيدرالية الإثيوبية.
الخلفية السياسية والإثنية للصراع
قومية الأمهرا، ثاني أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا، كانت تلعب دورًا مركزيًا في تاريخ البلاد، بما في ذلك في النظام السياسي القديم للإمبراطورية الإثيوبية. ومع إقامة النظام الفيدرالي الحالي بقيادة جبهة تحرير شعب تيغراي (TPLF) منذ تسعينيات القرن الماضي، شعر الأمهرا بالتهميش التدريجي، ما أدى إلى تراكم التوترات داخل البلاد.
في السنوات الأخيرة، حاولت قومية الأمهرا إعادة فرض نفوذها، خاصة في المناطق الحدودية، التي تعتبرها جزءًا من أراضيها التاريخية. ميليشيا "فانو"، وهي جماعة شبه عسكرية، تُعتبر إحدى أدوات هذه القومية لتحقيق أهدافها. استغلت فانو ضعف الحكومة المركزية الناتج عن الحرب الأهلية في تيغراي والفوضى السياسية، لتوسيع سيطرتها العسكرية والسياسية.
الأهمية الاستراتيجية لموقع الاشتباكات
تعد منطقة ميتيما-جوندار من أهم النقاط الحدودية بين إثيوبيا والسودان، ولها قيمة استراتيجية كبيرة بسبب كونها ممرًا رئيسيًا للتجارة والمواصلات. السيطرة على هذه المنطقة تمنح ميليشيا فانو ميزة كبيرة، حيث تمثل حاجزًا أمام تحركات القوات الحكومية الإثيوبية، وتفتح الباب أمام تعزيز العلاقات غير الرسمية مع السودان، الذي قد يستخدم كملاذ مؤقت لقوات فانو.
إضافة إلى ذلك، يشير الاستيلاء على الأسلحة الثقيلة من قبل فانو إلى تحول نوعي في قدراتها العسكرية، ما يعزز من موقفها التفاوضي تجاه الحكومة المركزية. ويعني ذلك أن المعارك القادمة ستكون أكثر ضراوة وتعقيدًا.
تداعيات الصراع على الاستقرار الداخلي
السيطرة المتزايدة لفانو على المناطق الحدودية مع السودان تؤشر إلى تعميق الأزمة في إثيوبيا. يأتي هذا في وقت تواجه فيه البلاد تحديات متعددة تشمل التوترات العرقية، والحروب الأهلية، والأزمات الإنسانية. تصاعد نفوذ فانو يثير مخاوف من احتمالية انفصال مناطق أخرى أو على الأقل الدفع نحو إعادة تقسيم النفوذ داخل النظام الفيدرالي، الأمر الذي سيعقد جهود رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد للحفاظ على وحدة البلاد.
كما يعكس الصراع في الأمهرا الفجوة المتزايدة بين الحكومة الفيدرالية والإثنيات الرئيسية. ففي الوقت الذي كانت فيه الحكومة منشغلة بالصراع في تيغراي، استغلت الفصائل المحلية، بما في ذلك فانو، هذا الانشغال لتعزيز نفوذها العسكري والسياسي. وهذا يعزز احتمال أن نشهد في المستقبل المزيد من الاشتباكات المسلحة في مناطق أخرى من البلاد.
التداعيات الإقليمية للصراع
التأثيرات المحتملة لهذا الصراع تتجاوز الحدود الإثيوبية، خصوصًا مع فرار الجنود الإثيوبيين إلى السودان. العلاقات الإثيوبية السودانية مشحونة بالفعل بسبب نزاعات حول الحدود ومشاريع مائية مثل سد النهضة. إذا استمر الصراع في التصاعد، فقد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة الحدودية بين البلدين، وقد يشهد السودان تدفقًا جديدًا للاجئين والعناصر المسلحة، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية فيه.
السيناريوهات المستقبلية
يمكن أن يتطور الصراع الحالي في اتجاهات عدة. أولاً، قد تحاول الحكومة الإثيوبية إعادة السيطرة على المناطق التي فقدتها من خلال عمليات عسكرية واسعة النطاق، لكن ذلك سيكون مكلفًا سياسيًا وعسكريًا. ثانيًا، قد يتم التوصل إلى اتفاق سلام مؤقت بين الحكومة المركزية وفصائل الأمهرا، لكن تحقيق ذلك يتطلب تقديم تنازلات سياسية قد تؤثر على مستقبل النظام الفيدرالي.
في المجمل، يشكل الصراع بين الجيش الإثيوبي وميليشيا فانو الأمهرية جزءًا من لوحة معقدة للأزمات التي تمر بها إثيوبيا، حيث تتفاعل التوترات العرقية والسياسية والجغرافية لتشكل تهديدًا متزايدًا لاستقرار البلاد والمنطقة ككل.