الحوثيون يختطفون ذكرى المولد النبوي لتحقيق أجنداتهم السياسية
الإثنين 09/سبتمبر/2024 - 12:27 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
اعتاد اليمنيون على مدى قرون الاحتفاء بالمولد النبوي عبر إقامة مجالس الذكر في المساجد في أجواء روحانية بعيدة عن السياسة، لكن الميليشيات سعت منذ انقلابها على الشرعية إلى استيراد الطقوس والشعائر الإيرانية الدخيلة على ثقافة المجتمع اليمني بالتزامن مع تحويل المناسبات الدينية إلى مواسم لجباية الأموال وحشد المجندين إلى جبهات القتال.
وكانت الجماعة المدعومة إيرانياً أجبرت خلال الأيام القليلة الماضية المؤسسات التجارية وأصحاب رؤوس الأموال والسكان، في عدة مديريات بصنعاء وضواحيها على دفع مبالغ مالية تتراوح بين 10 آلاف ريال يمني و200 ألف ريال (الدولار يساوي 530 ريالاً بمناطق سيطرة الجماعة)، وذلك دعماً لاحتفالات الجماعة بالمولد النبوي.
وفي مديرية صنعاء القديمة، ألزم قادة حوثيون ملاك مولدات الكهرباء الخاصة والتجار وأصحاب المباني الكبيرة بتركيب الزينة الضوئية على كامل المباني من أعلاها إلى أسفلها، وتركيب قطع القماش وعمل الطلاء الأخضر على جدران المنازل وبوابات المتاجر.
كما أقدم مسلحو مليشيا الحوثي أمس الأحد، بالاعتداء على مالك محل لبيع اللحوم في مفرق جبلة بمدينة إب مركز المحافظة، بحجة عدم تعليق الزينة الخاصة بالمولد النبوي على واجهة المحل.
وتداول ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لمسلحين ينهالون بالسب والشتم على صاحب الملحمة.
وهدد المسلحون، بحسب الفيديو، صاحب الملحمة بإنزال لوحة المحل وإغلاقه، إلا أن أحدهم أطلق الرصاص في الهواء، ما أفزع المواطنين الذين كانوا متواجدين في المحل وفي الشارع بينهم نساء وأطفال.
كما تداول ناشطون يمنيون على منصات التواصل الاجتماعي تعميماً صادراً عن القيادي الحوثي مهدي عرهب، يلزم فيه كل السكان في مديرية صنعاء القديمة بالمشاركة في احتفالات "المولد النبوي"، متوعداً الرافضين باتخاذ جميع الإجراءات العقابية بحقهم.
وخلال اليومين الماضيين أقدم عناصر تتبع ما يسمى جهاز الأمن الوقائي التابع لمليشيا الحوثي في صنعاء المحتلة على اعتقال العشرات من التجار ومُلّاك الأسواق وزجهم في السجون، على خلفية رفضهم تقديم الدعم والمشاركة في احتفالات ذات الصبغة الطائفية والسياسية بالمولد النبوي
وفي مدن مناطق عدة أفادت مصادر محلية بمداهمة عناصر حوثية لمئات المحال التجارية بحثًا عن الجباية والاتاوات.
وتحدثت المصادر، عن وقوع مداهمات حوثية بقوة السلاح لاستجواب مواطنين بتهم رفض الجباية ونشر منشورات معادية لهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما داهمت مليشيا الحوثي، خلال الأيام القليلة الماضية، العشرات من المطاعم، بعد رفض مُلاكها دفع جبايات جديدة مضاعفة لصالح قيادات حوثية.
وأفاد ملاك مطاعم بأن أطقمًا تابعة لمليشيا الحوثي اقتحمت المطاعم في أحياء البليلي والجمارك والسنينة ومذبح، وأغلقت العشرات منها، واقتادت مُلاكها إلى جهة مجهولة، بعد رفضهم دفع جبايات مضاعفة.
وحولت المليشيات الحوثية ذكرى المولد النبوي إلى احتفالية سياسية وفرضت على الناس جميعا تعليق الشعارات، وصبغ المحلات والمنازل باللون الأخضر، كما يعاقبون مَن يخالف ذلك.
وأفادت مصادر محلية، إن المليشيا الحوثية تنفق مليارات الريالات لتجهيز واحياء مناسبات طائفية عبر جمعها لجبايات من المواطنين والتجار كما تعمل على تزيين المدن بألوان ولوحات وكتابات طائفية، في الوقت الذي يعجز فيه الموظفون عن توفير الاحتياجات الأساسية لاسرهم بسبب عدم صرف المرتبات.
ويرى مراقبون أن الحوثيين يهدفون من خلال إحياء فعاليات كهذه، لربط مولد النبي بمشروعهم السياسي، باعتبار النبي محمد جد السلالة، وليس نبي الأمّة ومُبلِّغ الرسالة للبشرية أجمع.