مع زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق .. بغداد بين تعزيز التحالفات وتصاعد التوترات
الأربعاء 11/سبتمبر/2024 - 01:26 م
طباعة
أميرة الشريف
في ظل زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى بغداد ولقائه مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، شهد العراق تصعيداً أمنياً لافتاً بعد أن قام أحد عناصر تنظيم "داعش" بتفجير نفسه شمالي البلاد.
وصل بزشكيان إلى العاصمة العراقية صباح الأربعاء 11 سبتمبر، في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه في يوليو الماضي.
وتهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين العراق وإيران، حيث ترأس بزشكيان وفداً رفيع المستوى من المسؤولين السياسيين والاقتصاديين، استجابة لدعوة من السوداني.
وفي الوقت الذي كانت فيه الزيارة جارية، أكدت السفارة الأمريكية في بغداد تعرض منشأة دبلوماسية أمريكية لهجوم يوم الثلاثاء في مطار بغداد، دون أن يسفر الهجوم عن أي إصابات.
من جهة أخرى، صرح مصدر في قيادة العمليات المشتركة العراقية أن أحد عناصر تنظيم "داعش" قام بتفجير نفسه وسط قوة أمنية تابعة لجهاز الأمن الوطني العراقي.
وأفادت تقارير إعلامية بأن التفجير حدث بعد اشتباك بين القوة الأمنية ومجموعة من عناصر التنظيم في شمال كركوك.
وأضافت التقارير أن القوة الأمنية كانت قد داهمت وكراً لعناصر التنظيم بناءً على معلومات استخبارية دقيقة تشير إلى تخطيط المجموعة لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف القوات الأمنية في المناطق النائية، وقد أدى التفجير إلى إصابة عدد من أفراد القوة بجروح متفاوتة.
رغم مرور أكثر من ست سنوات على تحرير المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم "داعش"، إلا أن القوات الأمنية العراقية ما زالت تواصل عملياتها لملاحقة عناصر التنظيم المتبقية في البلاد.
وزيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى العراق ليست مجرد حدث دبلوماسي عابر، بل تحمل في طياتها أبعاداً استراتيجية طويلة الأمد على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين.
ففي ظل التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة، تسعى إيران من خلال هذه الزيارة إلى تعزيز نفوذها في العراق، خاصة في مجالات التعاون الاقتصادي والسياسي، بما في ذلك الطاقة والبنية التحتية.
قد يساهم هذا التقارب في دعم الاقتصاد العراقي الذي يواجه أزمات متكررة، وفي نفس الوقت، يسعى بزشكيان لتأكيد دور بلاده كحليف استراتيجي لا يمكن الاستغناء عنه، في مواجهة الضغوط المتصاعدة من القوى الغربية، وخاصة الولايات المتحدة.
لكن مع كل هذه الآمال، فإن الزيارة لا تخلو من تداعيات قد تشعل قلقاً داخلياً وخارجياً، إذ يمكن أن يؤدي التقارب المتزايد بين بغداد وطهران إلى توترات جديدة مع حلفاء العراق التقليديين في المنطقة، خاصة الدول الخليجية التي تشعر بالقلق إزاء تنامي النفوذ الإيراني.
وعلى الصعيد الداخلي، هناك مخاوف من أن يؤدي هذا التقارب إلى تعميق الانقسامات السياسية والشعبية داخل العراق، حيث تعارض بعض القوى السياسية والنخب الشعبية النفوذ الإيراني المتزايد وتعتبره تدخلاً غير مقبول في الشؤون الداخلية للبلاد.
هذه التداعيات قد تجعل نتائج الزيارة متشابكة، حيث تتراوح بين تعزيز التحالفات الاستراتيجية وتفاقم التوترات الداخلية والإقليمية.