استراتيجية داعش ضد طالبان في هيرات: اختراقات وتوترات داخلية

الخميس 12/سبتمبر/2024 - 03:26 م
طباعة استراتيجية داعش ضد علي رجب
 

في الآونة الأخيرة، كشفت تقارير عن اعتقالات وعمليات أمنية كبيرة في مدينة هيرات، حيث تواجه حركة طالبان تهديدات متزايدة من تنظيم داعش. أظهرت المعلومات الميدانية أن وحدة الاستخبارات 040 التابعة لطالبان كانت في صلب الأحداث، حيث تم تكثيف العمليات الأمنية ضد عناصر داعش المشتبه بهم داخل صفوف طالبان.

تفاصيل الاعتقالات: قبل شهرين، قامت وحدة 040 التابعة لمديرية استخبارات طالبان بعملية سرية في هيرات لاستهداف الشيخ منصور، رئيس مكتب استخبارات طالبان في المدينة. وأكدت التقارير أن هذه العملية تمت بسرية تامة وأن القيادة العليا لطالبان في كابل لم تشارك تفاصيل العملية مع المسؤولين المحليين في هيرات. كان السبب الرئيسي وراء إخفاء العملية هو عدم اليقين بشأن هوية المسؤولين رفيعي المستوى في طالبان المتورطين مع تنظيم داعش.

 

خلال الشهرين الماضيين، تم اعتقال نحو 30 مسؤولًا وقوة من طالبان في هيرات بتهمة الانتماء والتعاون مع داعش. وشملت الاعتقالات مسؤولين من مديرية استخبارات هيرات، وفيلق جيش الفاروق 207، ومحافظي المنطقة، وقادة شرطة.

 

تنسيق داعش ضد طالبان: وفقًا للمصادر، كان تنظيم داعش يخطط لشن هجوم كبير ضد طالبان في هيرات، وتم إحباط هذا المخطط عبر الاستيلاء على وحدة الاستخبارات 040. خطط داعش شملت الهجوم على اجتماع المحافظ واستهداف موكب الجرحى. هذه الخطط توضح مستوى التنسيق والتعاون بين داعش وبعض المسؤولين المحليين في طالبان.

 

تورط قادة طالبان مع داعش: تشير المعلومات إلى أن بعض قوات طالبان غير راضية عن العلاقات التي أقامتها "إمارة طالبان الإسلامية" مع إيران والولايات المتحدة. بسبب هذا الاستياء، قام بعض هؤلاء القادة بالتعاون مع داعش، حيث قدموا لهم الأسلحة والذخائر. كما أن وحدة الاستخبارات 040 تمكنت من الوصول إلى رسائل واتساب وتليجرام بين أعضاء طالبان وداعش، وهو ما يشير إلى تعاون وثيق بين الجماعتين.

 

ردود فعل طالبان: في سياق التحقيقات، قال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حركة طالبان، إن قواتهم قد وجهت ضربات قاسية لداعش وأن المخاوف الغربية من وجود داعش في أفغانستان لا أساس لها. ومع ذلك، في مقابلة لاحقة مع وسائل الإعلام الإيرانية، أقر مجاهد بوجود عدد صغير من مقاتلي داعش في أفغانستان، يقدر ما بين 100 و200 شخص.

 

تأثير الوضع الأمني على إيران: تثير الأوضاع في هيرات قلقًا متزايدًا في إيران، حيث تشترك مع هيرات في حدود. الاعتقالات الأخيرة وأحداث العنف زادت من مخاوف إيران من توسع نفوذ داعش عبر حدودها الشرقية. إيران تعتبر طالبان حليفًا محتملاً في مواجهة داعش، وتخشى من أن عدم استقرار الوضع في أفغانستان قد يؤدي إلى مزيد من الهجمات عبر الحدود.

 

التهديدات المستقبلية والآثار الاقتصادية: تواجه هيرات، والتي تُعد واحدة من المقاطعات الاقتصادية المهمة، تهديدات أمنية خطيرة من داعش، مع ضعف في قدرة طالبان على ضمان الأمن الكافي. وقد أدت عمليات داعش السابقة إلى سقوط ضحايا وإصابات، مما يزيد من قلق السكان المحليين.

الخلاصة: تتجلى الأزمات الحالية في هيرات في التوترات المتزايدة بين طالبان وداعش، مما يعكس تحديات كبيرة في إدارة الأمن والتحكم في النفوذ داخل صفوف طالبان. في الوقت نفسه، تظهر التقارير وجود تعاون بين بعض عناصر طالبان وداعش، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة. يتطلب الوضع الحالي استجابة منسقة وشاملة من طالبان والمجتمع الدولي لمعالجة هذه التهديدات وضمان استقرار المنطقة.

شارك