الابتزاز وتوسيع النفوذ: كيف يمول داعش أعماله الإرهابية في الصومال؟

الخميس 12/سبتمبر/2024 - 03:46 م
طباعة الابتزاز وتوسيع النفوذ: علي رجب
 
 أصدر تقرير حديث عن مجموعة الأزمات الدولية يكشف عن النشاط المالي لشبكة داعش الإرهابية في الصومال. على الرغم من كونها مجموعة صغيرة نسبيًا، إلا أن داعش في الصومال قد جمعت ما يقرب من 6 ملايين دولار على مدى العامين الماضيين من خلال أنشطة الابتزاز وتوسيع نفوذها، وهو ما يعكس تهديدًا متزايدًا في المنطقة.

النشاط المالي والجغرافي لشبكة داعش في الصومال: وفقًا للتقرير، تعمل شبكة داعش في الصومال أساسًا في منطقة باري في بونتلاند، حيث يتراوح عدد مقاتليها حول 500 مقاتل، منهم بعض الرعايا الأجانب. تقوم الجماعة بجمع الأموال عبر ابتزاز الشركات في مدينة بوساسو الساحلية، إلى جانب المساعدة في تصدير كميات صغيرة من الذهب المستخرج في باري. تستهدف داعش التوسع من خلال استمالة السكان المحليين، مقدمة لهم حوافز مثل السلع الأساسية.

طرق التمويل والتعاملات النقدية: رغم زيادة الإيرادات المالية لداعش، فإن التعاملات النقدية الخاصة بالجماعة تظل غامضة وصعبة التتبع. تشير التقارير إلى أن الأموال يتم تحويلها بين مجموعة من المكاتب والخلايا المرتبطة بداعش، بما في ذلك نقل الأموال إلى فروع أخرى مثل داعش في ولاية خراسان في أفغانستان.

الاستجابة الدولية: أثارت الأنشطة المالية لداعش في الصومال اهتمام الحكومة الأمريكية، مما دفعها إلى تنفيذ عمليات ضد الجماعة. في يناير 2023، نفذ الجيش الأمريكي غارة في بونتلاند أسفرت عن مقتل بلال السوداني، الميسر الرئيسي لمكتب الكرار. أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن السوداني كان مسؤولاً عن تعزيز وجود داعش في أفريقيا وتمويل عمليات المجموعة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في أفغانستان.

الجهود العسكرية والإقليمية: رغم الضغوط العسكرية، يبدو أن داعش في الصومال تمكنت من إعادة بناء عملياتها. في مايو 2023، قامت الولايات المتحدة بهجوم آخر ضد داعش في الصومال، مما أسفر عن مقتل ثلاثة مسلحين، لكن الهدف الأساسي لم يُقتل. تشير التقارير إلى أن داعش لا تزال تقوم بالتحويلات المالية على الرغم من عدم قدرتها على تحقيق تقدم كبير بسبب الجهود المتضافرة من الفرق العسكرية الإقليمية في بونتلاند، والتي حصرتهم في جبال جوليس.

تحديات وتجارب توظيف الأجانب: تحاول داعش الصومالية تجنيد المزيد من المقاتلين الأجانب، مع التركيز على اليمنيين والإثيوبيين. في المقابل، تعمل القيادة الأمريكية في أفريقيا بشكل وثيق مع السلطات المحلية لمنع الجماعة من التسلل إلى المناطق الحرجة كاستراتيجية لقمعها بشكل أكبر.

التمييز مع حركة الشباب: على الرغم من نشاط داعش، فإنها لا تزال تفتقر إلى النفوذ المالي الكبير مقارنةً بحركة الشباب، التي تهيمن على مناطق واسعة في الصومال وتجني ما يصل إلى 130 مليون دولار سنويًا، منها 24 مليون دولار تُخصص لشراء الأسلحة. لمواجهة هذا التهديد، قامت حكومة الصومال بتطبيق استراتيجيات متنوعة، بما في ذلك إغلاق الحسابات المصرفية وشركات تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول المرتبطة بالجماعة.

الخلاصة: تمثل شبكة داعش في الصومال تهديدًا متزايدًا بالرغم من حجمها الأصغر مقارنةً بحركة الشباب. جمع الأموال من خلال الابتزاز وتوسيع نطاق عملياتها يعكس قدرتها على تنفيذ أنشطة إرهابية معقدة. على الرغم من الجهود الدولية والإقليمية لتقليص تأثيرها، تظل داعش في الصومال مصدر قلق كبير، مما يتطلب استجابة متكاملة ومستمرة من المجتمع الدولي والحكومات المحلية.

شارك