لإسكات الأصوات المنتقدة لسياساتها القمعية ..الحوثي تختطف سحر الخولاني بعد كشفها لفساد قيادات الجماعة

السبت 14/سبتمبر/2024 - 11:53 ص
طباعة لإسكات الأصوات المنتقدة فاطمة عبدالغني
 
ضمن سلسلة من الانتهاكات التي تقوم بها مليشيا الحوثي ضد النشطاء والناشطات في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وفي محاولة لإسكات كل الأصوات المنتقدة لسياساتها القمعية، قامت مليشيا الحوثي الأربعاء 11 سبتمبر باختطاف الناشطة الإعلامية المعروفة سحر عبدالاله الخولاني من العاصمة صنعاء واقتادتها إلى جهة غير معلومة. جاء هذا الاختطاف عقب قيام الخولاني بتوجيه انتقادات لاذعة لقيادات الجماعة بسبب فسادهم وقطعهم لرواتب المعلمين، بالإضافة إلى تحذيرها من مخطط تدميري خطير.
ووفقاً لمصادر قريبة وموثوقة، فقد قامت عناصر من جهاز الأمن والمخابرات الحوثية، مصحوبين بعدد من العناصر النسائية المسلحة المعروفة بـ"الزينبيات"، باختطاف الخولاني.
وأوضحت المصادر أن هذا الاعتقال جاء بعد سلسلة من الانتقادات وجهتها الخولاني إلى مليشيا الحوثي، حيث أدانت المعاملة العنصرية التي تمارسها قيادات الانقلاب ضد الشعب اليمني، ودعت إلى صرف الرواتب التي تحتجزها المليشيا منذ حوالي تسع سنوات.
وفي آخر تدوينة لها على موقع إكس، قالت الخولاني: "قطع رواتب المعلمين أثر بشكل كبير على جودة التعليم". وأضافت في تدوينتها: "تم استبدال المعلمين الأساسيين بالزينبيات لتدريس الطلاب"، مشيرة إلى المليشيا الحوثية، كما تساءلت عن المسؤولين الفاسدين الذين درّسوا أبناءهم في المدارس الخاصة.
وفي ختام تدوينتها، توعدت بكشف مخطط تدميري خطير يهدد الأجيال الحالية والمقبلة، حيث قالت: "انتظروني صباحاً للحديث عن دور المتطوعات الزينبيات في فشل أبنائنا". هذه كانت آخر تدوينة نشرتها سحر الخولاني قبل أن تقوم المليشيات الحوثية باختطافها، في محاولة لاحتواء المعلومات التي كانت ستكشفها، والتي قد تساهم في إشعال ثورة شعبية مسلحة بالتزامن مع ذكرى ثورة 26 سبتمبر.
وأدانت الحكومة اليمنية اقدام مليشيا الحوثي على اختطاف الإعلامية والناشطة في المجال الإنساني سحر الخولاني، من منزلها واخفائها قسرا على خلفية تناولاتها للاوضاع المعيشية الصعبة للمواطنين، واعتبرت ذلك نموذجًا لمأساة النساء اليمنيات بمناطق سيطرة المليشيا، وما يتعرضن له من ممارسات قمعية وجرائم وانتهاكات ممنهجة
ولفتت الحكومة اليمنية على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إلى أنه سبق  وان قامت مليشيا الحوثي مطلع يونيو الماضي باختطاف "سميرة بلح" المنسقة الميدانية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في محافظة الحديدة، ورباب المضواحي رئيسة قسم المعلومات في المعهد الديمقراطي الأمريكي (NDI)، وساره الفائق المدير التنفيذي للائتلاف المدني للسلام، وإحدى موظفات برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة (WFP)، ومنعت اي تواصل لهن باسرهن.
كما اختطفت مليشيا الحوثي منذ انقلابها العام 2015، الآف النساء من منازلهن ومقار اعمالهن والشوارع العامة ونقاط التفتيش، واقتادتهن للمعتقلات والسجون السرية، ولفقت لهن التهم الكيدية، ومارست بحقهن صنوف الابتزاز والتعذيب النفسي والجسدي، والتحرش والاعتداء الجنسي، على خلفية نشاطهن السياسي والإعلامي والحقوقي، بهدف الحد من حريتهن ومشاركتهن في الحياة العامة، وتقييد قدرتهن على الحركة في الشوارع والأماكن العامة وأماكن عملهن
وطالب الإرياني في تغريدة له على منصة إكس منظمات حقوق الانسان والدفاع عن قضايا المرأة ومناهضة العنف ضد النساء مطالبين بالاضطلاع بدورهم في التنديد بالانتهاكات الحوثية المستمرة بحق النساء اليمنيات، والتي تشكل جرائم حرب وجرائم مرتكبة ضد الإنسانية، وانتهاك صارخ للإعلان العالمي لحقوق الانسان، والعهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية القضاء على كافة اشكال التمييز العنصري ضد المرأة.
كما طالب الإرياني المجتمع الدولي والامم المتحدة بممارسة ضغوط حقيقية على مليشيا الحوثي لإجبارها على إطلاق كافة المختطفات والمخفيات قسرا في معتقلاتها غير القانونية، واللاتي يعشن اوضاعا مأساوية جراء ظروف الاعتقال والمعاملة المهينة والقاسية، والحرمان من الرعاية الصحية وابسط مقومات الحياة، وملاحقة المتورطين في تلك الجرائم والانتهاكات، والشروع في تصنيف المليشيا "منظمة إرهابية عالمية".

شارك