توتر متصاعد.. صاروخ حوثي يسقط على بعد 6 كيلومترات من مطار بن غوريون
الإثنين 16/سبتمبر/2024 - 12:39 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
في سياق التهديدات التي أطلقتها ميليشيا الحوثي في الأسابيع الماضية ردًا على الغارات الجوية الإسرائيلية على ميناء الحديدة، أطلقت الحوثي أمس الأحد صاروخاً "أرض – أرض" على وسط إسرائيل من اليمن وسقط في منطقة غير مأهولة دون أن يتسبب في إصابات، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الصاروخ اليمني سقط على بعد 6 كيلومترات من مطار بن غوريون.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان له "نفذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفت من خلالها هدفا عسكريا للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا في فلسطين المحتلة".
وأوضح البيان أن العملية "نفذت بصاروخ باليستي جديد فرط صوت نجح في الوصول إلى هدفه وأخفقت دفاعات العدو في اعتراضه والتصدي له. وقطع مسافة تقدر 2040 كم في غضون ١1 دقيقة ونصف الدقيقة. وتسبب في حالة من الخوف والهلع في أوساط الصهاينة حيث توجه أكثر من مليوني صهيوني إلى الملاجئ وذلك لأول مرة في تاريخ العدو الإسرائيلي".
وأضاف البيان "أن هذه العملية تأتي في إطار المرحلة الخامسة وجاءت تتويجًا لجهود أبطال القوة الصاروخية الذين بذلوا جهودًا جبارة في تطوير التقنية الصاروخية حتى تستجيب لمتطلبات المعركة وتحدياتها مع العدو الصهيوني وتنجح في الوصول إلى أهدافها وتتجاوز كافة العوائق والمنظومات الاعتراضية في البر والبحر منها الأمريكية والإسرائيلية وغير ذلك".
ولفت البيان إلى أن "عوائق الجغرافيا والعدوان الأمريكي والبريطاني ومنظومات الرصد والتجسس والتصدي لن تمنع اليمن من تأدية واجبه الديني والأخلاقي والإنساني انتصارًا للشعب الفلسطيني، وحذر البيان "أن على العدو الإسرائيلي أن يتوقع المزيد من الضربات والعمليات النوعية القادمة"، خاصة مع حلول "الذكرى الأولى لعملية السابع من أكتوبر وردًا على العدوان الإجرامي على مدينة الحديدة ومواصلة عمليات الإسناد للشعب الفلسطيني".
من جانبه قال نصر الدين عامر، نائب رئيس المكتب الإعلامي للجماعة على موقع "إكس" إن صاروخاً يمنياً وصل إلى إسرائيل بعد "فشل" 20 صاروخاً اعتراضيا في إسقاطه. ووصف عامر الهجوم قائلاً "إنها البداية".
وكانت مصادر عسكرية أفادت أن الصاروخ اليمني وصل إلى أجواء مدينة اللد، أي بجوار مطار بن غوريون الدولي، وإن منطقة تل أبيب ووسط إسرائيل برمتها، شهدت صباح الأحد، حالة من الهلع مع تفعيل صفارات الإنذار، لكن الأمور هدأت بعد الإعلان عن تفجيره.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان صادر عن سلاح الجو أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن "الصاروخ انفجر في الجو"، مؤكداً تنفيذ "عدة محاولات اعتراض باستخدام منظومتي (حيتس) و(القبة الحديدية)"، مع العمل على تقييم نتائج تلك المحاولات. وأوضح البيان أن تفعيل الإنذارات تم وفق السياسة المعتمدة، وأن التحقيق في الحادث لا يزال جارياً.
وأشار الجيش إلى العثور على شظايا الصواريخ الاعتراضية في مناطق مفتوحة ومحطة قطار "فئتي موديعين"، فيما تعمل فرق الإطفاء على إخماد حريق اندلع في منطقة مفتوحة قرب كفار دانيال.
وذكرت تقارير إسرائيلية أن الدفاعات الجوية أطلقت أكثر من 20 صاروخاً من منظومتي "حيتس" و"مقلاع داود" دون أن تتمكن من إسقاط الصاروخ المستهدف، رغم أن هاتين المنظومتين مخصصتان للتصدي للصواريخ بعيدة المدى.
ومن جهتها، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن سلاح الجو يحقق في احتمالية أن يكون صاروخ "حيتس" قد أصاب الصاروخ اليمني جزئياً. كما أكدت أن التحقيقات تركز على فحص نجاح عملية الاعتراض جزئياً أو فشلها بالكامل.
في المقابل، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جماعة الحوثي من العواقب الوخيمة لأي محاولة استهداف لإسرائيل، مشيراً إلى العمليات التي استهدفت مواقع تابعة للجماعة في اليمن.
وقال نتنياهو في مستهل جلسة مجلس الوزراء، يوم الأحد: " الحوثيون يعلمون جيدا أننا نفرض ثمنا باهظا على أي محاولة للمس بنا، ومن يحتاج إلى تذكير فهو مدعو لزيارة ميناء الحديدة "، في إشارة إلى الضربة الإسرائيلية القوية التي استهدفت الميناء قبل أسابيع، رداً على هجوم حوثي بطائرة مسيرة استهدف تل أبيب.
وبحسب تقارير صحفية يبدو أن ضربة الأحد تمثل المرة الأولى التي تمكن فيها الحوثيون من الوصول إلى عمق إسرائيل بصاروخ. وقد أطلق الحوثيون سابقاً صواريخ وطائرات مسيرة عدة مرات باتجاه إسرائيل منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر الماضي، في إطار ما وصفوه بأنه تضامن مع الفلسطينيين. ورغم أن معظم الصواريخ تم اعتراضها، إلا أن إحداها وصل إلى منطقة مفتوحة قرب ميناء إيلات على البحر الأحمر في مارس.
يشار إلى أنه في يوليو الماضي شنت جماعة الحوثي هجوماً بطائرة مسيرة بعيدة المدى استهدفت تل أبيب، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين. وكان هذا الهجوم الأول من نوعه الذي يستهدف تل أبيب بطائرة مسيرة من الخارج، مما دفع إسرائيل للرد بشن غارة جوية كبيرة على أهداف عسكرية للحوثيين قرب ميناء الحديدة اليمني، وأسفرت الضربة عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 80 آخرين.