تصاعد التوترات في مالي.. انفجارات وإطلاق نار يهزان العاصمة باماكو

الثلاثاء 17/سبتمبر/2024 - 02:46 م
طباعة تصاعد التوترات في أميرة الشريف - فاطمة عبدالغني
 
تشهد مالي منذ سنوات اضطرابات أمنية معقدة نتيجة انتشار جماعات مسلحة مرتبطة بتنظيمات جهادية وانفصالية، وأصبحت البلاد ساحة للصراعات المسلحة التي تتداخل فيها قوى محلية ودولية.
 تصاعدت الأوضاع مرة أخرى صباح الثلاثاء عندما سُمع دوي انفجارات وإطلاق نار في عدة مناطق من العاصمة باماكو، ما أثار موجة من الذعر بين السكان. 
هذه الأحداث تأتي في سياق حالة من عدم الاستقرار التي تعصف بالبلاد منذ 2012، بعد أن أصبحت هدفًا لهجمات متواصلة من مجموعات إرهابية وجماعات انفصالية تسعى لفرض سيطرتها.
وبحسب وكالتي رويترز وفرانس برس، بدأ إطلاق النار والانفجارات حوالي الساعة 5:30 صباحًا بتوقيت غرينتش في أحياء مختلفة من العاصمة. 
شهود عيان أكدوا أن سكان حي "بانانكابوغو" الذين كانوا في طريقهم إلى المساجد عادوا إلى منازلهم فور سماعهم دوي الطلقات.
 بينما تحدث آخرون عن سماع أصوات إطلاق النار بالقرب من المطار ومراكز قوات الدرك.
أفاد مسؤول أمني لوسائل الإعلام أن معسكرًا واحدًا على الأقل للدرك في باماكو تعرض لهجوم من قبل مسلحين مجهولين، ولم تتضح بعد هوية الجهة المسؤولة عن هذه الهجمات.
 وعلى الرغم من التصعيد الأمني، أكدت السلطات المالية عبر التلفزيون الرسمي أن "الوضع تحت السيطرة" في وقت لاحق من اليوم.
تأتي هذه الحوادث في إطار صراع طويل الأمد تشهده مالي منذ عام 2012، عندما اندلعت مواجهات بين القوات الحكومية وجماعات جهادية وانفصالية شمال البلاد. 
وتعاني مالي من أنشطة جماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، بالإضافة إلى قوات الدفاع الذاتي وقطاع الطرق. 
وأدى هذا الوضع إلى إغراق البلاد في دوامة من العنف، مع نزوح آلاف السكان وسقوط مئات الضحايا.
في السنوات الأخيرة، شهدت مالي تغيرات سياسية وعسكرية جذرية، حيث قام المجلس العسكري الذي استولى على السلطة عام 2020 بإنهاء التحالف القديم مع فرنسا وشركائها الأوروبيين في 2022، واتجه نحو تعزيز علاقاته مع موسكو.
 هذه الخطوة أثارت انتقادات دولية وأدت إلى تحالفات جديدة في منطقة الساحل الإفريقي، حيث تشكلت كونفدرالية تضم مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
و في ظل هذه التوترات، تواصل الحكومة المالية جهودها لاستعادة السيطرة على كامل الأراضي المالية، حيث تمكنت القوات الحكومية من استعادة عدة مناطق في الشمال، أبرزها مدينة كيدال التي كانت معقلاً للجماعات الانفصالية. 
ومع ذلك، لا تزال البلاد تواجه تحديات كبيرة، منها التهديد المستمر الذي تشكله الجماعات المسلحة على استقرارها.
 التوترات التي تشهدها مالي اليوم ليست إلا جزءًا من مشهد أكبر يعكس حالة الانقسام والصراع الدائر منذ سنوات. وبينما تسعى الحكومة المالية إلى استعادة السيطرة على أراضيها وتحقيق الاستقرار، تظل التحديات الأمنية والسياسية حاضرة بقوة. 
ويبدو أن البلاد بحاجة إلى جهود مكثفة من الداخل والخارج لتجنب اتساع رقعة الصراع وتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل أكبر.

شارك