تداعيات الهجوم على مطار باماكو: هل ستتغير السياسة الأمنية في مالي؟
كشف مصادر مالية عن تنفيذ جماعة "ماسينا"، المتحالفة مع "نصرة الإسلام والمسلمين" الموالية لتنظيم القاعدة، نفذت هجومًا على معسكر تدريب عسكري بالقرب من مطار باماكو.
الهجوم أسفر عن إشعال النيران في طائرة روسية، بينما تمكن الجيش المالي من صد الهجوم وقتل أكثر من 15 عنصرًا من الجماعة الإرهابية.
واقتحمت عناصر من جماعة "ماسينا" المطار وأشعلوا النيران في طائرة، مما تسبب في أضرار مادية جسيمة. وأكد الجيش المالي في بيان له أن العملية لا تزال جارية لتأمين المنطقة، داعيًا المواطنين إلى الابتعاد عن المنطقة لحين انتهاء العمليات. الهجوم شمل أيضًا محاولة تسلل إلى مدرسة الدرك في فالادي.
أفادت التقارير بأن الجيش المالي تمكن من قتل أكثر من 15 عنصرًا من جماعة "ماسينا"، بما في ذلك قائد المجموعة، خلال الهجوم الذي استهدف معسكر تدريب عسكري ومطار باماكو. وقد أعلنت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" مسؤوليتها عن الهجوم، مدعيةً أنها ألحقت خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات.
ووقع الهجوم يوم الثلاثاء في العاصمة باماكو، وأسفر عن سقوط "بضعة" قتلى في صفوف الدرك المالي، وفقًا لما ذكرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة المالية. وأوضحت الهيئة أن الهجوم، الذي وُصف بأنه "جبان وغادر"، استهدف مدرسة الدرك بالإضافة إلى منشآت ومعدات في منطقة المطار.:من جانبها، أعلنت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" عن سيطرتها الكاملة على مطار موديبو كيتا الدولي. كما نشرت الجماعة صورًا لمقاتليها في المطار بعد الاستيلاء عليه، وهو ما زاد من حدة التوتر في المنطقة.
ورغم الادعاءات بالتفوق العسكري للجماعة، أكدت الأركان العامة للقوات المسلحة المالية أن الوضع تحت السيطرة. وأفادت مصادر من باماكو بأن السلطات المالية قامت بتعليق الرحلات الجوية كإجراء احترازي.
وفي بيان لها، زعمت الجماعة أنها ألحقت خسائر فادحة بمرتزقة فاغنر، ودمرت العديد من الطائرات والآليات في الهجوم، إلا أن هذه الادعاءات تحتاج إلى تدقيق وتأكيد من المصادر المستقلة.
وشهدت العاصمة المالية باماكو صباح اليوم الثلاثاء، عدة انفجارات وإطلاق نار استمر لعدة لساعات، وسط أنباء متضاربة عن تنفيذ مسلحين هجمات على معسكرات تابعة للدرك المالي.
وبث التلفزيون المالي لقطات حول اعتقال 20 شخصا بعد الهجوم في باماكو مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين بعد هذا الهجوم الذي تبنته “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” المرتبطة بتنظيم القاعدة.
المحلل السياسي المالي حمدي جوارا أشار إلى أن الهجوم قد يؤدي إلى تداعيات سياسية كبيرة، بما في ذلك احتمال الإطاحة ببعض المسؤولين الحكوميين، وعلى رأسهم وزراء الأمن والداخلية. في حين أكد سيد بن بيلا الفردي، ممثل تنسيقية الحركات الوطنية الأزوادية، أن الهجوم قد تم تنفيذه خلال مناسبتين رسميتين.
الوضع في الشوارع كان متوترًا، مع تحريض على استهداف الأشخاص الذين يحملون سمات عرقية معينة، ما أدى إلى قتل العديد من الأبرياء. كما أشار بن بيلا إلى الخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات، بما في ذلك تدمير المرافق في المطار.
يُعتبر الهجوم على مطار باماكو العسكري من أكبر العمليات التي نفذتها الجماعة الإرهابية في المنطقة، مما يعكس التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجهها مالي. تستدعي هذه الأحداث استجابة عاجلة من الحكومة المالية والمجتمع الدولي لمواجهة خطر الإرهاب وحماية المدنيين.