تفجيرات الأجهزة اللاسلكية تعمق أزمة حزب الله مع إسرائيل وتفاقم الصراع الإقليمي
الأربعاء 18/سبتمبر/2024 - 02:27 م
طباعة
أميرة الشريف
في خطوة غير مسبوقة، شهدت لبنان تفجيرات مروعة لخمسة آلاف جهاز اتصال لاسلكي (بيجر) استوردتها جماعة حزب الله اللبنانية قبل عدة أشهر، قادمة من تايوان عبر المجر.
هذه الأجهزة، التي كانت تعتبر وسيلة اتصال منخفضة التكنولوجيا، تحولت إلى قنابل موقوتة أدت إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة ما يقرب من ثلاثة آلاف آخرين، بينهم مقاتلون من الجماعة والسفير الإيراني في بيروت.
قال مصدر أمني لبناني رفيع المستوى لرويترز إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) قام بزرع متفجرات داخل الأجهزة قبل أشهر من التفجيرات التي وقعت مؤخراً.
ويعتبر هذا الخرق الأمني الأول من نوعه ويستهدف حزب الله بشكل مباشر، مما يثير القلق بشأن توسيع نطاق الصراع في المنطقة.
وأكد المصدر أن التفجيرات نفذت باستخدام متفجرات مخبأة في الأجهزة، والتي لم تكتشفها الجماعة إلا بعد وقوع الحوادث.
الأجهزة التي انفجرت كانت من إنتاج شركة جولد أبوللو التايوانية، ولكن الشركة أوضحت في بيان لها أن الأجهزة كانت من تصنيع شركة بي.إيه.سي المجرية، التي حصلت على ترخيص لاستخدام العلامة التجارية لجولد أبوللو. وتفجيرات الأجهزة، التي بدأت بعد وصول رسالة مشفرة، تسببت في إصابات خطيرة شملت بتر أصابع وجروحاً غائرة في أماكن مختلفة من الجسم، حيث كانت الأجهزة عادة ما توضع في مناطق حساسة.
رداً على الهجوم، توعد حزب الله بالرد على إسرائيل، حيث أكد في بيان له استمرار المقاومة في دعم غزة والدفاع عن لبنان.
هذا التصعيد يأتي في وقت تزداد فيه التوترات بين إسرائيل وحزب الله، اللذين يتبادلان إطلاق النار عبر الحدود منذ بداية الصراع في غزة في أكتوبر الماضي.
ورغم أن حزب الله اختار استخدام البيجر بدلاً من الهواتف المحمولة لتفادي الرصد، إلا أن التفجيرات كشفت عن مدى التهديدات الأمنية التي يواجهها.
وقد أشار مهند حاج علي من مركز كارنيجي الشرق الأوسط إلى أن حزب الله لا يزال يسعى لتجنب حرب شاملة، ولكن الهجوم قد يضغط عليه للرد بقوة أكبر.
في الجانب الإسرائيلي، رفض الجيش التعليق على التفجيرات، ولكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت أشار إلى أن فرص الحل الدبلوماسي مع حزب الله تتضاءل، في ظل استمرار الصراع على جبهة شمال إسرائيل مع لبنان.
الطائرات الإسرائيلية تواصل ضرباتها في عمق الأراضي اللبنانية، مما يثير المخاوف من تصعيد إقليمي قد يشمل القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وإيران.
في ظل تصاعد الأحداث، تبرز التفجيرات الأخيرة لأجهزة البيجر في لبنان كدليل على تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل، مما يضيف بُعدًا جديدًا للصراع الإقليمي.
هذه العمليات الاستخباراتية المعقدة تُظهر مدى تعقيد المشهد الأمني في المنطقة، وتزيد من المخاوف بشأن إمكانية تفجر الوضع بشكل أكبر.
بينما تستمر الجماعة في التهديد بالرد، يتواصل تبادل الهجمات بين الطرفين، مما يسلط الضوء على ضرورة التوصل إلى حلول دبلوماسية عاجلة لتجنب تفاقم الأزمة وتحقيق استقرار نسبي في المنطقة.