إبراهيم عقيل وأحمد وهبي.. اغتيال رموز المقاومة في حزب الله يعيد إشعال فتيل الحرب

السبت 21/سبتمبر/2024 - 11:51 ص
طباعة إبراهيم عقيل وأحمد أميرة الشريف
 
نعى حزب الله اللبناني، القائدين العسكريين الكبيرين إبراهيم عقيل وأحمد وهبي، بالإضافة إلى 13 آخرين، نتيجة غارة إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيًا قرب مجمع الضاحية الجنوبية لبيروت.
 وأكد الحزب أن الغارة، التي نفذها جيش الاحتلال، أسفرت عن مقتل عقيل، الذي يُعتبر من القيادات البارزة في صفوفه، مما يفاقم الأوضاع المتوترة في المنطقة.
كان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن، في وقت سابق من يوم الجمعة، عن تنفيذ الغارة التي استهدفت قيادات الحزب، مشيرًا إلى أنها جاءت في إطار جهوده لتعزيز أمنه.
 وفقًا لوكالة الأنباء اللبنانية، فإن المبنى المستهدف تعرض لإصابات مباشرة بأربعة صواريخ، مما أدى أيضًا إلى انهيار مبنى مجاور، ما يزيد من عدد الضحايا والمخاوف من تداعيات هذا التصعيد.
هذا التصعيد يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة، حيث تُعتبر الغارة الإسرائيلية جزءًا من الصراع المستمر بين الحزب والكيان الإسرائيلي. ويعكس اغتيال قيادات الحزب محاولة إسرائيلية لاستهداف قادة الصف الأول في حزب الله، مما قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني ويدفع الأمور نحو مزيد من التصعيد.

إبراهيم عقيل: القائد العسكري الذي شكل جزءًا من تاريخ حزب الله

وُلِد إبراهيم عقيل في 24 ديسمبر 1962 في بلدة بدنايل بمحافظة البقاع، ويُعتبر أحد الشخصيات البارزة في تاريخ حزب الله اللبناني. 
يُنسب إليه الفضل كواحد من الجيل المؤسس "للعمل الإسلامي" في بيروت، حيث بدأ مسيرته النضالية في سياق الأحداث المتوترة التي شهدتها لبنان في تلك الفترة.
خلال الاجتياح الإسرائيلي لبيروت في مطلع الثمانينات، لعب عقيل دوراً محورياً كقائد عمليات، حيث ساهم في التصدي للقوات الإسرائيلية التي اجتاحت العاصمة اللبنانية. 
بعد انتهاء الحرب الأهلية، تولى عقيل مسؤولية التدريب المركزي في حزب الله مطلع التسعينيات، حيث كان له تأثير كبير في تطوير القدرات البشرية في تشكيلات الحزب.
في منتصف التسعينيات، تولى عقيل مسؤولية الأركان في الحزب، مما أتاح له الإشراف على التخطيط والتنفيذ الاستراتيجي للعمليات العسكرية. ومنذ عام 1997، قاد وحدة عمليات جبل عامل حتى ما بعد تحرير جنوب لبنان، حيث قاد بشكل مباشر العديد من العمليات النوعية التي عززت من قوة الحزب في مواجهة التهديدات الإسرائيلية.
أسس عقيل ركن العمليات في حزب الله، وفي عام 2008، شغل منصب معاون الأمين العام لشؤون العمليات، وعُيِّن كذلك عضوًا في المجلس الجهادي، مما يعكس مكانته الرفيعة وتأثيره داخل الحزب.
إبراهيم عقيل لم يكن فقط قائدًا عسكريًا، بل كان أيضًا من القادة الرئيسيين الذين تصدوا للعدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، حيث ساهم في تخطيط وتنفيذ الاستراتيجيات الدفاعية التي أثبتت فاعليتها.
أشرف عقيل على تأسيس وتطوير وقيادة "قوة الرضوان" في حزب الله، وهي وحدة النخبة التي تلعب دورًا محوريًا في العمليات العسكرية للحزب حتى استشهاده.
 يُعتبر عقيل رمزًا للنضال والصمود، وقد ترك بصمة واضحة في تاريخ الصراع اللبناني الإسرائيلي، مما يجعله شخصية محورية في سياق الأحداث السياسية والعسكرية في المنطقة.

حماس تتوعد

نعت حركة "حماس" في بيان، القيادي في "حزب الله" اللبناني إبراهيم عقيل، والذي قتل في غارة إسرائيلية بضاحية بيروت الجنوبية.
وقالت "حماس" إن عقيل قتل في عملية اغتيال وصفتها بـ"الجبانة"، نفذتها طائرات إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية.
واعتبرت "حماس" اغتيال عقيل بـ"الجريمة" و"الحماقة" التي ستدفع إسرائيل ثمنها.

أحمد محمود وهبي: مسيرة قائد بارز في صفوف حزب الله

وُلِد أحمد محمود وهبي في 1 نوفمبر 1964 في بلدة عدلون بجنوب لبنان، حيث انطلقت مسيرته النضالية مبكرًا بعد انضمامه إلى صفوف حزب الله منذ تأسيسه. عرف بمشاركته الفاعلة في العديد من العمليات العسكرية خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، مما أكسبه سمعة قوية كأحد القادة الميدانيين البارزين.
تعرض وهبي للأسر من قبل القوات الإسرائيلية في عام 1984، وهو حدث ساهم في صقل شخصيته العسكرية وزيادة إصراره على مواصلة النضال. في عام 1997، كان له دور محوري في كمين أنصارية، حيث أظهر شجاعةً وحنكةً عسكرية بارزة في مواجهة الاحتلال.
على مر السنوات، شغل وهبي عدة مسؤوليات قيادية في وحدة التدريب المركزي حتى عام 2007، حيث لعب دورًا أساسيًا في تطوير قدرات عناصر الحزب من خلال تحسين برامج التدريب والمناهج العسكرية. 
كما تولى مسؤولية التدريب في "قوة الرضوان" حتى عام 2012، مما أضاف لرصيده العسكري وزاد من كفاءته القتالية.
استمر وهبي في تطوير قدرات وحدة التدريب المركزي حتى عام 2014، حيث كانت له إسهامات كبيرة في تعزيز مهارات العناصر المختلفة في الحزب. وابتداءً من عام 2024، تولى قيادة "قوة الرضوان"، حيث أظهر قيادة استثنائية خلال العمليات العسكرية على جبهة الإسناد اللبنانية، وخاصة منذ بداية معركة طوفان الأقصى.
بعد اغتيال القائد في حزب الله وسام الطويل، عاد وهبي لتولي مسؤولية وحدة التدريب المركزي، مؤكدًا على مرونته وقدرته على التكيف مع الظروف المتغيرة في ساحة المعركة.
أحمد وهبي، بخبرته الطويلة وشجاعته، يُعتبر أحد القادة البارزين في حزب الله، حيث لعب دورًا محوريًا في تعزيز قدرات الحزب العسكرية ومواجهة التحديات الإسرائيلية، مما جعله شخصية بارزة في تاريخ المقاومة اللبنانية.

"وحدة الرضوان": النخبة القتالية في حزب الله

تُعرف "وحدة الرضوان" بأنها "قوات النخبة" في حزب الله، حيث تمثل رأس الحربة للحزب في القتال البري والعمليات الهجومية.
 تأسست هذه الوحدة بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان في يوليو 2006، وجاءت تسميتها تكريمًا للقيادي البارز عماد مغنية، المعروف بلقب "الحج رضوان"، الذي اغتيل في عام 2008.
تتميز "وحدة الرضوان" بقدرات عسكرية متقدمة، تتضمن تدريبات عسكرية عالية الجودة وتكنولوجيا متطورة، مما يضعها في مقدمة الوحدات القتالية.
 كما تملك الوحدة ترسانة كبيرة من الأسلحة المتطورة، بما في ذلك أسلحة فردية مضادة للدروع والطائرات المسيرة، مما يعزز من قدرتها على تنفيذ مهامها بفعالية.
تُعتبر هذه الوحدة القوة الأبرز في منظومة حزب الله الهجومية، حيث تضم حوالي 5 آلاف مقاتل من ذوي الخبرة. يتمتع هؤلاء المقاتلون بمهارات قتالية متقدمة، وقد تدربوا على خوض المعارك في ظروف صعبة ومتنوعة جغرافيًا، مما يجعلهم جاهزين لمواجهة التحديات في مختلف الساحات.
كما اكتسب مقاتلو "وحدة الرضوان" خبراتهم من القتال خارج لبنان، وغالبًا ما يكونون في الخطوط الأمامية، مما يعكس التزامهم القوي وقدرتهم على التعامل مع الأوضاع المعقدة.
 تعد الوحدة من أبرز العناصر الفاعلة في العمليات العسكرية لحزب الله، حيث تلعب دورًا محوريًا في تعزيز قدرات الحزب الدفاعية والهجومية.
إن وجود "وحدة الرضوان" يعكس استراتيجية حزب الله في بناء قوة عسكرية متطورة ومتماسكة، مما يعزز من موقفه كقوة رئيسية في الساحة اللبنانية والإقليمية، ويجعل من هذه الوحدة علامة فارقة في تاريخ المقاومة.
 وتبقى الأعين متوجهة نحو ردود الفعل المحتملة من حزب الله على هذه الضربة القاسية، إذ يمكن أن يؤدي هذا التصعيد إلى تغيير المعادلات في الصراع اللبناني الإسرائيلي، مما يطرح تساؤلات حول كيفية استجابة الحزب والأثر الذي ستتركه هذه الأحداث على الأمن الإقليمي.

شارك