جماعة الإخوان في اليمن.. الفاعل الخفي في الصراع السياسي والعسكري
الإثنين 23/سبتمبر/2024 - 01:40 ص
طباعة
حسام الحداد
في خضم النزاع الدموي الذي يمزق اليمن منذ سنوات، تصدرت جماعة الإخوان المسلمين، ممثلة بحزب الإصلاح، المشهد السياسي والعسكري، مستغلة الفوضى التي أوجدتها الحرب لتعزيز نفوذها وتحقيق مكاسبها الخاصة. ومع استمرار الصراع بين الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي وميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، أصبحت جماعة الإخوان لاعبًا أساسيًا، متورطة في انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، ومعتمدة على ميليشيات مسلحة لتعزيز سيطرتها في مناطق النزاع. لكن التحولات الجديدة على الساحة اليمنية، لا سيما مع الترتيبات الأمريكية لتشكيل تحالف سياسي واسع، تضع الجماعة في موقف معقد، وتطرح تساؤلات حول مستقبل دورها في الصراع اليمني وتداعيات ذلك على استقرار المنطقة بأسرها.
كشف حزب الإصلاح، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، أمس الأحد 22 سبتمبر 2024، عن ترتيبات أمريكية لتشكيل تحالف واسع يضم الأحزاب والقوى السياسية اليمنية في المناطق التي تسيطر عليها قوات التحالف جنوب وغرب اليمن. جاء هذا الإعلان على لسان عبدالرزاق الهجري، القائم بأعمال رئيس الحزب، في حديثه لقناة "العربية"، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول طبيعة هذا التحالف وأهدافه، وهل يشير إلى حل دبلوماسي للنزاع اليمني أم إلى تصعيد عسكري جديد تقوده الولايات المتحدة للضغط على الحوثيين.
الدور الأمريكي في إعادة تشكيل التحالفات السياسية
بحسب تصريحات الهجري، فإن الجهود الأمريكية تجري عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والمعهد الديمقراطي الأمريكي، اللذين لعبا دورًا رئيسيًا في إعادة ترتيب صفوف القوى السياسية الموالية للتحالف. هذا التحرك يأتي في وقت تعاني فيه الأطراف اليمنية الموالية للتحالف من انقسامات داخلية وغياب استراتيجية موحدة، وهو ما دفع السفارة الأمريكية في اليمن إلى دعوة هذه القوى لتوحيد صفوفها لمواجهة ما وصفتها بـ"مشكلاتهم اليومية".
عقدت المؤسسات الأمريكية لقاءات مكثفة في عدن قبل عدة أشهر، شاركت فيها قيادات رفيعة من الإصلاح، المؤتمر الشعبي العام، المجلس الانتقالي الجنوبي، وطارق صالح، في خطوة تهدف إلى تشكيل تحالف أوسع لمواجهة التحديات السياسية والعسكرية على الساحة اليمنية.
جماعة الإخوان في قلب الصراع السياسي
دخول حزب الإصلاح، الممثل لجماعة الإخوان المسلمين، في ترتيبات هذا التحالف السياسي الجديد يعكس مدى تعقيد المشهد اليمني. فمنذ بداية الحرب الأهلية في اليمن، استغلت الجماعة الفوضى الناجمة عن الصراع لتعزيز وجودها السياسي والعسكري. عبر دعمها لميليشيات مسلحة وتحالفات محلية، نجحت الجماعة في فرض نفوذها على العديد من المناطق، خاصة في جنوب اليمن.
ومع تصاعد دورها في المشهد اليمني، تواجه جماعة الإخوان تحديات كبيرة، أبرزها النزاع مع المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسعى لتحقيق استقلال الجنوب أو على الأقل الحصول على حكم ذاتي موسع. الصراع بين الطرفين يعكس تنافسًا سياسيًا وعسكريًا بين قوى متعددة تسعى للسيطرة على مسار الحرب والمفاوضات السياسية في اليمن.
الصراع بين الإصلاح والمجلس الانتقالي الجنوبي
من أبرز العقبات أمام أي تحالف سياسي مستقبلي هو الصراع المستمر بين حزب الإصلاح والمجلس الانتقالي الجنوبي. فبينما يسعى المجلس الانتقالي إلى تعزيز مواقعه العسكرية والسياسية في الجنوب بهدف السيطرة على القرار السياسي المحلي، يعتبر حزب الإصلاح هذه التحركات تهديدًا مباشرًا لنفوذه في المناطق الجنوبية، خصوصًا مع دعمه لميليشيات تعمل تحت غطاء سياسي وديني.
على الرغم من محاولات الترويج لمصالحة بين الطرفين، كما زعمت بعض وسائل الإعلام الموالية للإخوان، فإن الصراع بينهما لا يزال مستمرًا. حملة التشويه التي تقوم بها الأبواق الإعلامية التابعة للإخوان ضد قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تعكس توترًا سياسيًا عميقًا، ولا يبدو أن التحالف الأمريكي المقترح سيؤدي إلى حل جذري لهذا النزاع الداخلي.
التحالف الأمريكي والاحتمالات المستقبلية
الأسئلة الكبرى التي تثار الآن تتعلق بأهداف التحالف الأمريكي المقترح، وما إذا كان يسعى لحل دبلوماسي للصراع أو لتصعيد عسكري جديد. التقارير تشير إلى أن الولايات المتحدة تسعى للضغط على الحوثيين لإيقاف هجماتهم على إسرائيل، ما قد يعني أن التحالف السياسي الذي يجري تشكيله سيكون له طابع عسكري في المرحلة القادمة.
هذا الأمر يضع حزب الإصلاح في موقف معقد؛ فبينما يسعى لتحقيق مكاسب سياسية في الداخل، قد يجد نفسه مضطرًا للانخراط في صراعات أوسع نطاقًا تتجاوز اليمن وتدخل في إطار الصراع الإقليمي الأوسع بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها.
خلاصة
جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، المتمثلة بحزب الإصلاح، تستغل الصراعات والتحولات السياسية لتعزيز نفوذها، لكنها تواجه تحديات كبرى من خصومها المحليين، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي، ومن اللاعبين الدوليين مثل الولايات المتحدة. التحالف الأمريكي المقترح قد يكون خطوة نحو تصعيد عسكري أو حل سياسي، لكن بغض النظر عن اتجاه الأمور، فإن دور الإخوان في اليمن سيظل محوريًا وخطيرًا على مستقبل البلاد واستقرارها.
كشف حزب الإصلاح، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، أمس الأحد 22 سبتمبر 2024، عن ترتيبات أمريكية لتشكيل تحالف واسع يضم الأحزاب والقوى السياسية اليمنية في المناطق التي تسيطر عليها قوات التحالف جنوب وغرب اليمن. جاء هذا الإعلان على لسان عبدالرزاق الهجري، القائم بأعمال رئيس الحزب، في حديثه لقناة "العربية"، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول طبيعة هذا التحالف وأهدافه، وهل يشير إلى حل دبلوماسي للنزاع اليمني أم إلى تصعيد عسكري جديد تقوده الولايات المتحدة للضغط على الحوثيين.
الدور الأمريكي في إعادة تشكيل التحالفات السياسية
بحسب تصريحات الهجري، فإن الجهود الأمريكية تجري عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والمعهد الديمقراطي الأمريكي، اللذين لعبا دورًا رئيسيًا في إعادة ترتيب صفوف القوى السياسية الموالية للتحالف. هذا التحرك يأتي في وقت تعاني فيه الأطراف اليمنية الموالية للتحالف من انقسامات داخلية وغياب استراتيجية موحدة، وهو ما دفع السفارة الأمريكية في اليمن إلى دعوة هذه القوى لتوحيد صفوفها لمواجهة ما وصفتها بـ"مشكلاتهم اليومية".
عقدت المؤسسات الأمريكية لقاءات مكثفة في عدن قبل عدة أشهر، شاركت فيها قيادات رفيعة من الإصلاح، المؤتمر الشعبي العام، المجلس الانتقالي الجنوبي، وطارق صالح، في خطوة تهدف إلى تشكيل تحالف أوسع لمواجهة التحديات السياسية والعسكرية على الساحة اليمنية.
جماعة الإخوان في قلب الصراع السياسي
دخول حزب الإصلاح، الممثل لجماعة الإخوان المسلمين، في ترتيبات هذا التحالف السياسي الجديد يعكس مدى تعقيد المشهد اليمني. فمنذ بداية الحرب الأهلية في اليمن، استغلت الجماعة الفوضى الناجمة عن الصراع لتعزيز وجودها السياسي والعسكري. عبر دعمها لميليشيات مسلحة وتحالفات محلية، نجحت الجماعة في فرض نفوذها على العديد من المناطق، خاصة في جنوب اليمن.
ومع تصاعد دورها في المشهد اليمني، تواجه جماعة الإخوان تحديات كبيرة، أبرزها النزاع مع المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسعى لتحقيق استقلال الجنوب أو على الأقل الحصول على حكم ذاتي موسع. الصراع بين الطرفين يعكس تنافسًا سياسيًا وعسكريًا بين قوى متعددة تسعى للسيطرة على مسار الحرب والمفاوضات السياسية في اليمن.
الصراع بين الإصلاح والمجلس الانتقالي الجنوبي
من أبرز العقبات أمام أي تحالف سياسي مستقبلي هو الصراع المستمر بين حزب الإصلاح والمجلس الانتقالي الجنوبي. فبينما يسعى المجلس الانتقالي إلى تعزيز مواقعه العسكرية والسياسية في الجنوب بهدف السيطرة على القرار السياسي المحلي، يعتبر حزب الإصلاح هذه التحركات تهديدًا مباشرًا لنفوذه في المناطق الجنوبية، خصوصًا مع دعمه لميليشيات تعمل تحت غطاء سياسي وديني.
على الرغم من محاولات الترويج لمصالحة بين الطرفين، كما زعمت بعض وسائل الإعلام الموالية للإخوان، فإن الصراع بينهما لا يزال مستمرًا. حملة التشويه التي تقوم بها الأبواق الإعلامية التابعة للإخوان ضد قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تعكس توترًا سياسيًا عميقًا، ولا يبدو أن التحالف الأمريكي المقترح سيؤدي إلى حل جذري لهذا النزاع الداخلي.
التحالف الأمريكي والاحتمالات المستقبلية
الأسئلة الكبرى التي تثار الآن تتعلق بأهداف التحالف الأمريكي المقترح، وما إذا كان يسعى لحل دبلوماسي للصراع أو لتصعيد عسكري جديد. التقارير تشير إلى أن الولايات المتحدة تسعى للضغط على الحوثيين لإيقاف هجماتهم على إسرائيل، ما قد يعني أن التحالف السياسي الذي يجري تشكيله سيكون له طابع عسكري في المرحلة القادمة.
هذا الأمر يضع حزب الإصلاح في موقف معقد؛ فبينما يسعى لتحقيق مكاسب سياسية في الداخل، قد يجد نفسه مضطرًا للانخراط في صراعات أوسع نطاقًا تتجاوز اليمن وتدخل في إطار الصراع الإقليمي الأوسع بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها.
خلاصة
جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، المتمثلة بحزب الإصلاح، تستغل الصراعات والتحولات السياسية لتعزيز نفوذها، لكنها تواجه تحديات كبرى من خصومها المحليين، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي، ومن اللاعبين الدوليين مثل الولايات المتحدة. التحالف الأمريكي المقترح قد يكون خطوة نحو تصعيد عسكري أو حل سياسي، لكن بغض النظر عن اتجاه الأمور، فإن دور الإخوان في اليمن سيظل محوريًا وخطيرًا على مستقبل البلاد واستقرارها.