حزب الله على مفترق طرق.. مصير غامض في ظل غياب نصرالله وتحديات المستقبل
السبت 28/سبتمبر/2024 - 10:45 ص
طباعة
أميرة الشريف
في خضم التصعيد العسكري الذي يشهده لبنان، تتضارب التقارير حول مصير الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، بعد غارة جوية إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت.
وبينما أعلن الجيش الإسرائيلي عبر متحدثه أفيخاي أدرعي عن مقتل نصرالله، فإن مصادر مقربة من حزب الله نفت هذا الادعاء، مؤكدة أن نصرالله وقياديين آخرين ما زالوا على قيد الحياة.
وبعد مقتل نصرالله، يدخل الحزب مرحلة حرجة ومفصلية في تاريخه، فمنذ تأسيسه، كان نصرالله القائد المحوري الذي قاد الحزب في معاركه السياسية والعسكرية، مما يثير التساؤلات حول قدرة الحزب على التماسك واستمرار نهجه في ظل غياب هذا القائد. في ظل التحديات الإقليمية المتصاعدة والضغوط الإسرائيلية المتزايدة، يبدو أن حزب الله يواجه مستقبلاً غامضاً، حيث سيتعين عليه إعادة ترتيب أوراقه واختيار قيادة جديدة قادرة على مواجهة المتغيرات والتحديات المحيطة به.
تأتي هذه الضربات في إطار حملة عسكرية واستخباراتية مكثفة تشنها إسرائيل ضد حزب الله، مع تركيز متزايد على تحجيم قدراته العسكرية في المنطقة.
في تصريح رسمي للجيش الإسرائيلي، قال المتحدث أفيخاي أدرعي إن القوات الجوية الإسرائيلية نفذت غارة دقيقة استهدفت مقراً تحت الأرض تابعاً لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، مضيفاً أن الغارة أسفرت عن مقتل نصرالله إلى جانب عدد من القادة البارزين مثل علي كركي، قائد جبهة الجنوب في الحزب.
وأضاف أدرعي أن هذه الضربة تأتي نتيجة سنوات من التخطيط والاستخبارات، وأن نصرالله كان مسؤولاً عن مقتل العديد من المدنيين الإسرائيليين خلال عقود من المواجهات.
في المقابل، نفى حزب الله هذه الادعاءات تماماً عبر مكتبه الإعلامي، مؤكداً أن التقارير المتداولة حول مقتل نصرالله لا صحة لها.
ووفقاً لما نقلته وكالة "رويترز"، قال مصدر مقرب من الحزب إن نصرالله ما زال على قيد الحياة، وكذلك القيادي هاشم صفي الدين.
كما أوضح المصدر أن الاتصال بنصرالله قد فُقد مؤقتاً في مساء الجمعة، مما أثار الشكوك حول مصيره.
تزامنت هذه الضربات مع تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي، الذي تعهد بـ"الوصول إلى كل من يهدد المدنيين الإسرائيليين".
وأكد هاليفي أن الجيش الإسرائيلي لم يستخدم بعد كل الوسائل المتاحة له في الصراع مع حزب الله، مما يشير إلى إمكانية تصعيد العمليات العسكرية في الفترة المقبلة.
وفي تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، أشارت إلي أنه قبل عام، منيت إسرائيل بأسوأ فشل استخباراتي لها على الإطلاق عندما شنّت حماس هجوماً مفاجئاً في 7 أكتوبر، لكن اليوم، أدّت موجة من الضربات ضد حزب الله إلى عودة جواسيس إسرائيل، الذين طالما تم التباهي بهم إلى الصدارة، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.
وبحسب الصحيفة، يعكس هذا التحول كيف استثمرت إسرائيل وقتها ومواردها على مدى العقدين الماضيين.
فمنذ خوض حرب مع حزب الله في لبنان في عام 2006، استعدت إسرائيل بدقة لصراع كبير آخر مع الحزب المسلح، وربما مع إيران الداعمة له.
وعلى النقيض من ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن حماس كانت تُعدّ تهديداً أقل قوة بكثير بالنسبة لإسرائيل.
وحتى قبل وقت قصير من التوغل في 7 أكتوبر من قطاع غزة، كان كبار المسؤولين يرفضون علامات الهجوم الوشيك.
وفي سبتمبر الماضي، وصف الجيش الإسرائيلي غزة بثقة بأنها في حالة من عدم الاستقرار المستقر، وخلصت تقييمات الاستخبارات إلى أن حماس حوّلت تركيزها إلى إذكاء العنف في الضفة الغربية وأرادت الحد من خطر الانتقام الإسرائيلي المباشر.
وفق الصحيفة، قالت الباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب والخبيرة في الميليشيات اللبنانية كارميت فالينسي، كان معظم تركيزنا على الاستعداد للمواجهة مع حزب الله، لقد أهملنا إلى حد ما الساحة الجنوبية والوضع المتطور مع حماس في غزة.
ووفقاً للصحيفة، تركت سلسلة من الهجمات الإسرائيلية في لبنان على مدى الأسبوعين الماضيين حزب الله في حالة من الترنح، مصدوماً بقدرات إسرائيل على اختراق المجموعة، ولا يزال يكافح لإغلاق الفجوات التي بدأت بعد انفجار آلاف أجهزة البيجر واللاسلكي التابعة لـحزب الله في وقت واحد تقريباً في أيام متتالية الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل 37 وإصابة نحو 3000.
وظل أمن حزب الله مخترقاً حتى بعد تفجيرات البيجر، حيث قتلت غارة جوية إسرائيلية أخرى في جنوب بيروت، الثلاثاء، قائد الصواريخ الأعلى لـحزب الله.
وجاءت هذه العمليات بعد شهرين تقريباً من إظهار إسرائيل لقدرتها على اختراق حزب الله بقتل القائد الأعلى فؤاد شكر، الذي أفلت من الولايات المتحدة لمدة 4 عقود.
ووفق الصحيفة، فإن الحملة المكثفة التي شنّتها أجهزة الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية والموساد ووحدات الاستخبارات العسكرية أدت إلى تدمير قيادة حزب الله وتدهور ترسانته من الأسلحة.
وأعقب ذلك سلاح الجو الإسرائيلي بحملة قصف ضربت أكثر من 2000 هدف، الأسبوع الحالي.
وقال المدير السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أفنر غولوف، للصحيفة إن نجاح إسرائيل ضد حزب الله مقارنة بفشلها في ما يتعلق بـحماس حدث بسبب أن أجهزة الأمن في إسرائيل أفضل في الهجوم من الدفاع.
وبحسب الصحيفة، راقبت إسرائيل بناء ترسانة حزب الله منذ أن وقّع الجانبان على هدنة في عام 2006 بعد حرب استمرت شهراً.
وفي ذلك الوقت، كان كثير من أفراد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يشعرون بخيبة أمل إزاء أداء الجيش في الحرب، حيث فشل في إلحاق أضرار كبيرة بـحزب الله، الذي بدأ في إعادة بناء موقعه في الجنوب.
وذكرت الصحيفة أن الجيش سعى إلى فهم حزب الله بشكل أفضل وتقليص الدعم العسكري والمالي الإيراني للجماعة، بما في ذلك من خلال حملة من الغارات الجوية في سوريا، التي أصبحت تُعرف باسم الحرب بين الحروب.
لكن في غزة، وعلى النقيض من ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، تبنى استراتيجية احتواء حماس في السنوات الأخيرة، معتقداً أن الجماعة الفلسطينية تركز على حكم غزة، وليست مهتمة بحرب مع إسرائيل.
وخاض الجانبان سلسلة من الصراعات القصيرة في أعقاب سيطرة حماس على قطاع غزة في عام 2007، وبدا أن زعيم الحركة يحيى السنوار كان أكثر اهتماماً بتحسين الظروف الاقتصادية للشعب الفلسطيني.
ووفقاً للصحيفة، كانت هناك علامات على أن حماس تخطط لهجوم، بما في ذلك التدريبات العسكرية التي أنبأت بالطرق التي اقتحمت بها إسرائيل في 7 أكتوبر، لكن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قلّلت من أهمية التدريبات باعتبارها تهديداً لجمهور حماس المحلي.
وقال عوزي شايا، وهو مسؤول استخباراتي إسرائيلي سابق، للصحيفة، إن جمع المعلومات من مصادر بشرية ربما كانت لتحذر من هجوم أصبح أكثر صعوبة بعد انسحاب إسرائيل من جانب واحد من قطاع غزة في عام 2005 وتسليمه للسيطرة الفلسطينية.
وأضاف أن القدرة على جمع معلومات استخباراتية بشرية في غزة في منطقة كثيفة وصغيرة للغاية، حيث يعرف الجميع بعضهم البعض، وحين يظهر شخص غريب، يتم كشفه على الفور، بينما الوصول إلى الأشخاص في لبنان أو خارج لبنان المرتبطين بـحزب الله أسهل.
لكن الصحيفة رأت أن إنجازات الاستخبارات لا تذهب إلى أبعد من ذلك. وفي نهاية المطاف، فإن نجاح إسرائيل ضد أي من المجموعتين سوف يتحدد في ساحة المعركة. ففي الحدود الضيقة لقطاع غزة، هزم الجيش الإسرائيلي حماس وأحدث دماراً هائلاً في المشهد الحضري. ولكن لا أحد يعرف عما إذا كان سينجح في مواجهة حزب الله في تلال لبنان.
وقالت فالينسي: هناك خطر يتمثل في أن النجاحات التي حقّقتها إسرائيل مؤخراً قد تجعلها تشعر بثقة مفرطة في نفسها.
وأضافت أن غزو لبنان قد يمنح حزب الله الفرصة لإظهار تفوقه العسكري على الأرض.
وختمت: لقد رأينا مدى التحدي والصعوبة التي ينطوي عليها القضاء على منظمة معقدة مثل حماس، أما حزب الله فهو قصة مختلفة.
مع تصاعد التوتر في المنطقة، تبقى التساؤلات حول مصير حسن نصرالله قائمة، وسط حالة من الشد والجذب بين حزب الله وإسرائيل.
وبينما تدّعي إسرائيل تحقيق انتصارات استخباراتية حاسمة، يبقى حزب الله مصمماً على الصمود ومواصلة المقاومة.
في نهاية المطاف، ستكون الأيام المقبلة حاسمة في تحديد طبيعة المواجهة المستقبلية بين الطرفين، خاصة في ظل التحذيرات من انزلاق المنطقة إلى صراع إقليمي واسع النطاق.
وبينما أعلن الجيش الإسرائيلي عبر متحدثه أفيخاي أدرعي عن مقتل نصرالله، فإن مصادر مقربة من حزب الله نفت هذا الادعاء، مؤكدة أن نصرالله وقياديين آخرين ما زالوا على قيد الحياة.
وبعد مقتل نصرالله، يدخل الحزب مرحلة حرجة ومفصلية في تاريخه، فمنذ تأسيسه، كان نصرالله القائد المحوري الذي قاد الحزب في معاركه السياسية والعسكرية، مما يثير التساؤلات حول قدرة الحزب على التماسك واستمرار نهجه في ظل غياب هذا القائد. في ظل التحديات الإقليمية المتصاعدة والضغوط الإسرائيلية المتزايدة، يبدو أن حزب الله يواجه مستقبلاً غامضاً، حيث سيتعين عليه إعادة ترتيب أوراقه واختيار قيادة جديدة قادرة على مواجهة المتغيرات والتحديات المحيطة به.
تأتي هذه الضربات في إطار حملة عسكرية واستخباراتية مكثفة تشنها إسرائيل ضد حزب الله، مع تركيز متزايد على تحجيم قدراته العسكرية في المنطقة.
في تصريح رسمي للجيش الإسرائيلي، قال المتحدث أفيخاي أدرعي إن القوات الجوية الإسرائيلية نفذت غارة دقيقة استهدفت مقراً تحت الأرض تابعاً لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، مضيفاً أن الغارة أسفرت عن مقتل نصرالله إلى جانب عدد من القادة البارزين مثل علي كركي، قائد جبهة الجنوب في الحزب.
وأضاف أدرعي أن هذه الضربة تأتي نتيجة سنوات من التخطيط والاستخبارات، وأن نصرالله كان مسؤولاً عن مقتل العديد من المدنيين الإسرائيليين خلال عقود من المواجهات.
في المقابل، نفى حزب الله هذه الادعاءات تماماً عبر مكتبه الإعلامي، مؤكداً أن التقارير المتداولة حول مقتل نصرالله لا صحة لها.
ووفقاً لما نقلته وكالة "رويترز"، قال مصدر مقرب من الحزب إن نصرالله ما زال على قيد الحياة، وكذلك القيادي هاشم صفي الدين.
كما أوضح المصدر أن الاتصال بنصرالله قد فُقد مؤقتاً في مساء الجمعة، مما أثار الشكوك حول مصيره.
تزامنت هذه الضربات مع تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي، الذي تعهد بـ"الوصول إلى كل من يهدد المدنيين الإسرائيليين".
وأكد هاليفي أن الجيش الإسرائيلي لم يستخدم بعد كل الوسائل المتاحة له في الصراع مع حزب الله، مما يشير إلى إمكانية تصعيد العمليات العسكرية في الفترة المقبلة.
وفي تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، أشارت إلي أنه قبل عام، منيت إسرائيل بأسوأ فشل استخباراتي لها على الإطلاق عندما شنّت حماس هجوماً مفاجئاً في 7 أكتوبر، لكن اليوم، أدّت موجة من الضربات ضد حزب الله إلى عودة جواسيس إسرائيل، الذين طالما تم التباهي بهم إلى الصدارة، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.
وبحسب الصحيفة، يعكس هذا التحول كيف استثمرت إسرائيل وقتها ومواردها على مدى العقدين الماضيين.
فمنذ خوض حرب مع حزب الله في لبنان في عام 2006، استعدت إسرائيل بدقة لصراع كبير آخر مع الحزب المسلح، وربما مع إيران الداعمة له.
وعلى النقيض من ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن حماس كانت تُعدّ تهديداً أقل قوة بكثير بالنسبة لإسرائيل.
وحتى قبل وقت قصير من التوغل في 7 أكتوبر من قطاع غزة، كان كبار المسؤولين يرفضون علامات الهجوم الوشيك.
وفي سبتمبر الماضي، وصف الجيش الإسرائيلي غزة بثقة بأنها في حالة من عدم الاستقرار المستقر، وخلصت تقييمات الاستخبارات إلى أن حماس حوّلت تركيزها إلى إذكاء العنف في الضفة الغربية وأرادت الحد من خطر الانتقام الإسرائيلي المباشر.
وفق الصحيفة، قالت الباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب والخبيرة في الميليشيات اللبنانية كارميت فالينسي، كان معظم تركيزنا على الاستعداد للمواجهة مع حزب الله، لقد أهملنا إلى حد ما الساحة الجنوبية والوضع المتطور مع حماس في غزة.
ووفقاً للصحيفة، تركت سلسلة من الهجمات الإسرائيلية في لبنان على مدى الأسبوعين الماضيين حزب الله في حالة من الترنح، مصدوماً بقدرات إسرائيل على اختراق المجموعة، ولا يزال يكافح لإغلاق الفجوات التي بدأت بعد انفجار آلاف أجهزة البيجر واللاسلكي التابعة لـحزب الله في وقت واحد تقريباً في أيام متتالية الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل 37 وإصابة نحو 3000.
وظل أمن حزب الله مخترقاً حتى بعد تفجيرات البيجر، حيث قتلت غارة جوية إسرائيلية أخرى في جنوب بيروت، الثلاثاء، قائد الصواريخ الأعلى لـحزب الله.
وجاءت هذه العمليات بعد شهرين تقريباً من إظهار إسرائيل لقدرتها على اختراق حزب الله بقتل القائد الأعلى فؤاد شكر، الذي أفلت من الولايات المتحدة لمدة 4 عقود.
ووفق الصحيفة، فإن الحملة المكثفة التي شنّتها أجهزة الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية والموساد ووحدات الاستخبارات العسكرية أدت إلى تدمير قيادة حزب الله وتدهور ترسانته من الأسلحة.
وأعقب ذلك سلاح الجو الإسرائيلي بحملة قصف ضربت أكثر من 2000 هدف، الأسبوع الحالي.
وقال المدير السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أفنر غولوف، للصحيفة إن نجاح إسرائيل ضد حزب الله مقارنة بفشلها في ما يتعلق بـحماس حدث بسبب أن أجهزة الأمن في إسرائيل أفضل في الهجوم من الدفاع.
وبحسب الصحيفة، راقبت إسرائيل بناء ترسانة حزب الله منذ أن وقّع الجانبان على هدنة في عام 2006 بعد حرب استمرت شهراً.
وفي ذلك الوقت، كان كثير من أفراد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يشعرون بخيبة أمل إزاء أداء الجيش في الحرب، حيث فشل في إلحاق أضرار كبيرة بـحزب الله، الذي بدأ في إعادة بناء موقعه في الجنوب.
وذكرت الصحيفة أن الجيش سعى إلى فهم حزب الله بشكل أفضل وتقليص الدعم العسكري والمالي الإيراني للجماعة، بما في ذلك من خلال حملة من الغارات الجوية في سوريا، التي أصبحت تُعرف باسم الحرب بين الحروب.
لكن في غزة، وعلى النقيض من ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، تبنى استراتيجية احتواء حماس في السنوات الأخيرة، معتقداً أن الجماعة الفلسطينية تركز على حكم غزة، وليست مهتمة بحرب مع إسرائيل.
وخاض الجانبان سلسلة من الصراعات القصيرة في أعقاب سيطرة حماس على قطاع غزة في عام 2007، وبدا أن زعيم الحركة يحيى السنوار كان أكثر اهتماماً بتحسين الظروف الاقتصادية للشعب الفلسطيني.
ووفقاً للصحيفة، كانت هناك علامات على أن حماس تخطط لهجوم، بما في ذلك التدريبات العسكرية التي أنبأت بالطرق التي اقتحمت بها إسرائيل في 7 أكتوبر، لكن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قلّلت من أهمية التدريبات باعتبارها تهديداً لجمهور حماس المحلي.
وقال عوزي شايا، وهو مسؤول استخباراتي إسرائيلي سابق، للصحيفة، إن جمع المعلومات من مصادر بشرية ربما كانت لتحذر من هجوم أصبح أكثر صعوبة بعد انسحاب إسرائيل من جانب واحد من قطاع غزة في عام 2005 وتسليمه للسيطرة الفلسطينية.
وأضاف أن القدرة على جمع معلومات استخباراتية بشرية في غزة في منطقة كثيفة وصغيرة للغاية، حيث يعرف الجميع بعضهم البعض، وحين يظهر شخص غريب، يتم كشفه على الفور، بينما الوصول إلى الأشخاص في لبنان أو خارج لبنان المرتبطين بـحزب الله أسهل.
لكن الصحيفة رأت أن إنجازات الاستخبارات لا تذهب إلى أبعد من ذلك. وفي نهاية المطاف، فإن نجاح إسرائيل ضد أي من المجموعتين سوف يتحدد في ساحة المعركة. ففي الحدود الضيقة لقطاع غزة، هزم الجيش الإسرائيلي حماس وأحدث دماراً هائلاً في المشهد الحضري. ولكن لا أحد يعرف عما إذا كان سينجح في مواجهة حزب الله في تلال لبنان.
وقالت فالينسي: هناك خطر يتمثل في أن النجاحات التي حقّقتها إسرائيل مؤخراً قد تجعلها تشعر بثقة مفرطة في نفسها.
وأضافت أن غزو لبنان قد يمنح حزب الله الفرصة لإظهار تفوقه العسكري على الأرض.
وختمت: لقد رأينا مدى التحدي والصعوبة التي ينطوي عليها القضاء على منظمة معقدة مثل حماس، أما حزب الله فهو قصة مختلفة.
مع تصاعد التوتر في المنطقة، تبقى التساؤلات حول مصير حسن نصرالله قائمة، وسط حالة من الشد والجذب بين حزب الله وإسرائيل.
وبينما تدّعي إسرائيل تحقيق انتصارات استخباراتية حاسمة، يبقى حزب الله مصمماً على الصمود ومواصلة المقاومة.
في نهاية المطاف، ستكون الأيام المقبلة حاسمة في تحديد طبيعة المواجهة المستقبلية بين الطرفين، خاصة في ظل التحذيرات من انزلاق المنطقة إلى صراع إقليمي واسع النطاق.