حركة الشباب وتنظيم داعش: التحديات الأمنية في القرن الأفريقي رؤية أمريكية
أفاد الجنرال مايكل لانجلي، قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم"، أن تنظيم داعش في الصومال قد تضاعف حجمه تقريبًا خلال العام الماضي، مما يشير إلى تزايد التهديدات الأمنية في المنطقة.
الوضع الحالي
قال لانجلي في تصر يحات لـ "صوت امريكا": "أنا قلق بشأن الجزء الشمالي من الصومال وتزايد أعداد داعش"، مشيرًا إلى أن التنظيم نمت قواته بشكل كبير، رغم عدم تقديم تقديرات دقيقة حول عدد المقاتلين الحاليين. وكان قد تم تقدير عدد مقاتلي التنظيم في شمال الصومال بحوالي 200 مقاتل.
التحديات الإضافية
وحذر قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا من احتمال زيادة وجود مقاتلي تنظيم داعش الأجانب في الصومال، حيث يقدر عدد هؤلاء في بونتلاند بالمئات، وفقًا لتصريحات العميد الصومالي السابق عبدي حسن حسين.
كما أشار إلى أن عبد القادر مؤمن، زعيم تنظيم داعش في الصومال، كان مستهدفًا في غارة جوية أمريكية ولكنه نجا.
تصاعد التوترات الإقليمية
تشير التقارير إلى أن حركة الشباب، المرتبطة بتنظيم القاعدة، قد استغلت الخلافات الدبلوماسية بين الصومال وإثيوبيا لزيادة أعداد المجندين.
وقد شهدت العلاقات بين البلدين توترًا بعد توقيع إثيوبيا مذكرة تفاهم مع منطقة أرض الصومال لاستخدام ميناء بربرة، مما أثار استياء الحكومة الصومالية.
النشاط الإرهابي المستمر
تواصل حركة الشباب شن هجمات على المدنيين، بما في ذلك هجوم على شاطئ شعبي في مقديشو أسفر عن مقتل 32 شخصًا. وقد قدرت القوات الدفاعية أن عدد مقاتلي حركة الشباب قد ارتفع إلى ما بين 12 ألفًا و13 ألف مقاتل، مما يعكس مستوى قوي من التمويل والتجنيد.
وواصلت حركة الشباب شن الهجمات على المدنيين، بما في ذلك في منطقة مقديشو. وأعلنت الجماعة الإرهابية مسؤوليتها عن هجوم مسلح وتفجير انتحاري أسفر عن مقتل 32 شخصا على الأقل في أغسطس على شاطئ شعبي في العاصمة الصومالية. كما يشتبه في أن الجماعة نفذت تفجيرين قاتلين يوم السبت، أحدهما في منطقة شبيلي الوسطى والآخر على بعد كيلومتر واحد من مكتب الرئيس.
لقد عانت حركة الشباب من هزائم من ولاية جنوب غرب الصومال إلى وادي نهر جوبا وسعت إلى إعادة ضبط نفسها وشن هجمات مضادة في تلك المناطق.
ومع ذلك، في وسط الصومال، عكست حركة الشباب المكاسب التي حققتها القوات الصومالية على مدى العامين الماضيين حيث فشلت القوات الحكومية في الاحتفاظ بالمنطقة التي استعادتها، وفقا لكبار المسؤولين الدفاعيين الأمريكيين.
وقال إن الفترة التي تلي تطهير المنطقة وتحريرها هي "فترة هشة للغاية" حيث يمكن للصومال وشركائها مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن تبادر إلى تقديم خدمات محلية من شأنها أن تزيد من ثقة السكان في الحكومة الفيدرالية.
وقال "إذا لم يتمكنوا من الحفاظ على ذلك لأنهم ينتقلون إلى المنطقة التالية أو المقاطعة التالية، فسوف ينحسر ذلك"، مضيفًا أن التدريب الأمريكي يركز حاليًا على مساعدة القوات الصومالية في الاحتفاظ بالأراضي المحررة.
وقد أشارت الحكومة الصومالية إلى منطقتي إل دير وهرارديري كدليل على أن بعض الأراضي المحررة في وسط الصومال لا تزال تحت سيطرة الحكومة.
استجابة القوات الأمريكية
تعمل القوات الأمريكية على تدريب القوات الصومالية لمساعدتها في احتفاظها بالأراضي المحررة، حيث يُعتبر الحفاظ على الاستقرار بعد تحرير المناطق تحديًا كبيرًا. وأكد لانجلي أن الدعم الأمريكي سيركز على تقديم المشورة والمساعدة، مع استبعاد أي دور قتالي مباشر.
المخاطر المستقبلية
تتزايد المخاوف من احتمالية تعاون الحوثيين، المدعومين من إيران، مع حركة الشباب في المنطقة، مما قد يؤدي إلى تهديدات جديدة للأمن في خليج عدن وتأثيرات على التجارة العالمية. وقد استهدفت جماعة الحوثي عدة سفن تجارية، مما يزيد من القلق بشأن تدفق التجارة وتأثير ذلك على الاقتصاد العالمي.
تواجه الصومال تهديدات متزايدة من تنظيم داعش وحركة الشباب، في ظل توترات سياسية وإقليمية تعقد جهود مكافحة الإرهاب. ويبدو أن الدور الأمريكي سيركز على الدعم اللوجستي والتدريبي، في حين يتعين على الحكومة الصومالية تعزيز استجابتها للأوضاع الأمنية المعقدة.