هاشم صفي الدين.. مستقبل حزب الله على المحك بعد استهدافه في ضربة عسكرية

الجمعة 04/أكتوبر/2024 - 12:07 م
طباعة هاشم صفي الدين.. إعداد أميرة الشريف
 
في تصعيد متواصل للتوترات في المنطقة، أفادت تقارير إعلامية، الجمعة، باستهداف هاشم صفي الدين، القيادي البارز في حزب الله وأحد المرشحين المحتملين لخلافة حسن نصر الله، في ضربة عسكرية وقعت في الضاحية الجنوبية لبيروت.
 يأتي هذا الهجوم في وقت حساس، حيث تسلط الأضواء على مستقبل الحزب في ظل غياب نصر الله. لكن مصير صفي الدين لا يزال غامض وغير مؤكد، مما يزيد من حدة التوترات في الساحة السياسية والعسكرية.
ووفق موقع "أكسيوس" الأمريكي، قال المسؤول الإسرائيلي باراك رافيد إن الضربة استهدفت مخبأ صفي الدين الذي كان يقع في عمق الأرض.
وأكدت القناة 13 الإسرائيلية أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل ترجح نجاح عملية استهداف الرجل الثاني في الحزب هاشم صفي الدين بينما لم تتضح حتى الآن نتيجة عملية الاستهداف ولم يؤكد أو ينفِ حزب الله مقتله.
ورغم الأنباء عن استهدافه، لم تتضح بعد تفاصيل ما إذا كان قد قُتل في هذا الهجوم، مما يثير تساؤلات حول الوضع الأمني والسياسي لحزب الله في الفترة المقبلة.
و مع تصاعد الأحداث، تزداد أهمية الدور الذي سيلعبه في حال حدوث أي تغييرات في القيادة.
وقد أشارت وسائل إعلام لبنانية إلى أن الضربة التي استهدفت صفي الدين كانت أكبر بكثير من تلك التي أسفرت عن مقتل نصر الله الأسبوع الماضي، مما يعكس استراتيجية إسرائيلية متصاعدة تهدف إلى إضعاف الحزب وتأمين حدودها.

من هو هاشم صفي الدين؟
يمثل صفي الدين، الذي يُعتبر وريث نصر الله، أحد أبرز الشخصيات في حزب الله.

وفقًا لتقارير إعلامية ومسؤولون في حزب الله، يُعتبر صفي الدين الشخصية الرئيسية المسؤولة عن "الدولة المدنية" للحزب، حيث أن تحت قيادته، تتواجد مجموعة من الهيئات المدنية التي توازي بشكل كبير مؤسسات الدولة اللبنانية، مما يعزز من قاعدة الحزب الشيعية ووجوده في الساحة اللبنانية.
تشمل هذه الهيئات مجموعة متنوعة من المؤسسات، منها منظمة الصحة الإسلامية، التي تُعتبر وزارة الصحة المستقلة التابعة لحزب الله، بالإضافة إلى "جهاد البناء"، والتي تمثل وزارة الإسكان التابعة للحزب.
 كما تضم هذه الشبكة أيضًا هيئات تعليمية، رياضية، ورعاية اجتماعية واقتصادية، مما يشير إلى تأثير الحزب الواسع في جميع جوانب الحياة اليومية للشيعة في لبنان.
وتُعتبر الهيئة الأكثر أهمية في حزب الله هي المجلس التنفيذي، الذي يُعتبر في كثير من الأحيان أكثر تأثيرًا حتى من مجلس القيادة العسكرية. هذا التركيب يوضح كيف أن حزب الله لا يقتصر فقط على الجوانب العسكرية، بل لديه أيضًا بنية مدنية قوية تعزز من نفوذه.
بالإضافة إلى دوره المدني، يُدرج هاشم صفي الدين على قائمة الإرهاب الأمريكية، مما يعكس التوترات الدولية المرتبطة بحزب الله.
 كما أن له صلات عائلية بارزة في إطار السياسة الإقليمية؛ فشقيقه، عبد الله صفي الدين، هو سفير حزب الله في طهران.
 في عام 2020، تزوج ابنه رضا من زينب، ابنة قاسم سليماني، مما يعكس الترابطات العائلية بين الشخصيات البارزة في حزب الله وإيران.
يمثل هاشم صفي الدين أحد الأعمدة الأساسية في الهيكل التنظيمي لحزب الله، حيث يجمع بين الأبعاد المدنية والعسكرية.
صفي الدين، الذي وُلِد في عام 1964، أحد أبرز الشخصيات في حزب الله، عُرف بأنه "ظل" حسن نصر الله ويمثل الرجل الثاني في القيادة.
على مدار ثلاثة عقود، تولى صفي الدين مسؤوليات حساسة تتعلق بالشؤون اليومية للحزب، حيث أشرف على إدارة مؤسساته المختلفة، بالإضافة إلى إدارة الشؤون المالية والاستثمارات سواء في لبنان أو خارجه.
يمتاز صفي الدين بعلاقات وثيقة مع الجناح العسكري لحزب الله، مما يعزز من قدرته على التأثير في القرارات الاستراتيجية. كما أنه مدرج على قائمة الإرهاب الأمريكية منذ عام 2017، مما يعكس التوترات الدولية المرتبطة به وبحزبه.
أما فيما يتعلق بعلاقاته مع إيران، فهي تُعتبر قوية ومستقرة، حيث يُعد صفي الدين من المؤيدين للنظام الإيراني. تعززت هذه العلاقات عبر دراساته الدينية في مدينة قم، وهي مركز هام للعلم الشيعي.
  ولعل أبرز ما يعكس عمق الروابط بينه وبين إيران هو زواج ابنه رضا في عام 2020 من زينب سليماني، ابنة القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أمريكية في نفس العام.
ووفقا للتقارير، فإن الشخص الذي رعاه هو عماد مغنية، الرئيس السابق للجناح العسكري لحزب الله، الذي اغتيل في سوريا في عام 2008.
خلال الأشهر الأخيرة من الحرب، برز صفي الدين في المشهد العام من خلال مشاركته في العديد من جنازات نشطاء الحزب، حيث ألقى خطابات تمثل وجهة نظر حزب الله.
 وكان من بين تلك الفعاليات جنازة لعدد من القتلى من أعضاء التنظيم، الذين سقطوا في سلسلة من التفجيرات.
إلى جانب الأنشطة اليومية، يتولى صفي الدين رئاسة المجلس التنفيذي لحزب الله، الذي يدير مجموعة استثمارية كبيرة تهدف إلى تمويل المنظمة وضمان استقلاليتها المالية.
تشير التقارير إلى أن هذه الاستثمارات منتشرة في عدة مناطق، بما في ذلك لبنان، والعالم العربي، وأفريقيا، وأوروبا، والولايات المتحدة، وأمريكا اللاتينية، مما يعكس الطموح الكبير للحزب في تعزيز قاعدة تمويله وتوسيع نفوذه.
ومع استمرار التوترات في المنطقة، ستبقى أنظار المراقبين متجهة نحو دوره وتأثيره المحتمل في المستقبل، خاصةً في ظل الظروف المتغيرة التي يواجهها الحزب.
تتوالى الأحداث في المنطقة، ومع كل ضربة، تزداد الشكوك حول مستقبل حزب الله، كما تظل أعين المراقبين متوجهة نحو التطورات القادمة التي قد تعيد تشكيل المشهد السياسي والعسكري في لبنان.

شارك