في خطوة جديدة للتقارب.. روسيا وطالبان يبحثان التعاون الثنائي

الجمعة 04/أكتوبر/2024 - 06:52 م
طباعة في خطوة جديدة للتقارب.. محمد شعت
 
أعلنت الخارجية الروسية أن  سيرجي لافروف وزير الخارجية أجرى محادثة مع أمير خان متقي، القائم بأعمال وزير خارجية حركة طالبان، بشأن السلام في أفغانستان والتعاون الثنائي بين روسيا وطالبان، وبحسب إعلان وزارة الخارجية الروسية ، فقد عقد هذا اللقاء على هامش اجتماع "صيغة موسكو" السادس.
وجاء في إعلان الخارجية الروسية أنهم أكدوا في هذا الاجتماع الثنائي على الدور الرئيسي للآليات الإقليمية فيما يتعلق بأفغانستان والدور المعاكس للآليات التي تمليها من الخارج، وقالت الوزارة إنهم أبدوا اهتماما بالحفاظ على العلاقات السياسية القائمة على الثقة وتوسيع التعاون التجاري والاقتصادي مع التركيز على مشاريع الطاقة والزراعة.
وتوجه القائم بأعمال وزير خارجية حركة طالبان إلى روسيا يوم الأربعاء للمشاركة في الاجتماع السادس لصيغة موسكو، ولم تعلق وزارة خارجية طالبان على هذا الاجتماع حتى الآن.
ويأتي هذا اللقاء في إطار خطوات التقارب بين الجانبين، حيث تقترب روسيا من اتخاذ خطوة لرفع حركة طالبان من قائمة المنظمات الجماعات الإرهابية، وذلك بعدما سبق لروسيا التلويح بالتفكير في اتخاذ هذه الخطوة، وذلك بعد إعلان داعش خراسان مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف حفلا موسيقيا في موسكو في مارس الماضي.
وقال زامير كابولوف، الممثل الروسي الخاص في أفغانستان، إن اقتراح رفع حركة طالبان من قائمة الجماعات الإرهابية تم تقديمه إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من قبل وزارتي الخارجية و العدل الروسيتين.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن كابولوف قوله:  إن وجهة نظر وزارة الخارجية بشأن هذه القضية "إيجابية"، مشيرًا إلى أنه قبل رفع طالبان من قائمة الجماعات الإرهابية في روسيا، فمن السابق لأوانه الحديث عن الاعتراف بشرعية الحركة.
وقال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، الثلاثاء، إن بلاده تقترب من إقامة علاقات كاملة مع حركة طالبان في أفعانستان، مشيرًا إلى أن موسكو كانت تعتبر حركة طالبان "إرهابية" في بداية القرن الحادي والعشرين، غير أن "الوضع مختلف الآن، طالبان عادت إلى السلطة ونحن قريبون جدا من إقامة علاقات كاملة معهم".
وسبق أن دعت روسيا ممثلين عن حركة طالبان للمشاركة في المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبورغ شمال غربي البلاد، وهو اجتماع سنوي كبير للأعمال في روسيا، سيعقد في مطلع يونيو المقبل.
وكانت روسيا قد أعلنت في أبريل الماضي على لسان المتحدث باسم "الكرملين" ديمترى بيسكوف، أن روسيا لديها أمور مهمة لمناقشتها مع زعماء حركة طالبان الأفغانية وأنها تعمل على رفع اسم الحركة من قائمة المنظمات الإرهابية، وجاءت هذه التصريحات بعد تعرض روسيا لأكبر هجوم دموي منذ 20 عاما عندما اقتحم مسلحون قاعة للحفلات الموسيقية خارج موسكو، ما أسفر عن مقتل 144 شخصا على الأقل.
وأعلن تنظيم "داعش خراسان" الذي ينشط في الأراضي الأفغانية مسؤوليته عن الهجوم الذي تعرضت له الأراضي الروسية، وقال مسؤولون أمريكيون إن لديهم معلومات تفيد بأن تنظيم "داعش خراسان " هو المسؤول عن العملية.
وعن علاقة روسيا بحكومة طالبان، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين "هذا بلد مجاور لنا ونتواصل معه بطريقة أو أخرى"، وأضاف "نحن بحاجة إلى حل القضايا الملحة، وهذا يتطلب أيضا حوارا، لذلك في هذا الصدد نتواصل معهم مثل أي شخص آخر عمليا، إنهم السلطة الفعلية في أفغانستان"، ولم يوضح بيسكوف ماهية "القضايا الملحة".
يأتي ذلك رغم تحذير روسيا خلال وقت سابق مواطنيها من السفر إلى أفغانستان، وذلك على خلفية الهجوم المسلح على السياح الأجانب والمحليين في منطقة باميان، وطالبت الوزارة مواطنيها بالامتناع عن السفر إلى أفغانستان سواء للسياحة أو أغراض أخرى، واصفة الوضع الأمني في أفغانستان بـ"الصعب للغاية".
ونقلت تقارير روسية عن وزارة الخارجية قولها في بيان: "تعرب موسكو عن قلقها إزاء التقارير التي تفيد بوقوع هجوم إرهابي آخر على سياح أجانب في أفغانستان، ووفقا للبيانات المتاحة، نتيجة قصف مجهولين لسوق في مدينة باميان، قتل ثلاثة أشخاص "إسبان"، وأصيب 4 أجانب آخرين "مواطنون من أستراليا وإسبانيا وليتوانيا والنرويج" بجروح خطيرة".
وأضافت الخارجية الروسية في بيانها: "على خلفية استمرار الوضع الأمني الصعب للغاية في أفغانستان، توصي وزارة الخارجية الروسية بشدة المواطنين الروس بالامتناع عن زيارة هذا البلد لأغراض شخصية، بما في ذلك السياحة".
وكان تنظيم داعش الإرهابي قد أعلن مسؤوليته عن الهجوم المسلح على  سائحين أجانب من أستراليا والنرويج وليتوانيا وإسبانيا في مقاطعة باميان وسط أفغانستان، مشيرًا إلى أن الهجوم يأتي استجابة لتوجيهات قادة التنظيم باستهداف رعايا دول التحالف أينما وجدوا.





شارك