تقرير يكشف استراتيجية عمل جهاز مكافحة الإرهاب العراقي

الأحد 06/أكتوبر/2024 - 03:43 م
طباعة تقرير يكشف استراتيجية روبير الفارس
 
كشف الفريق الركن كريم التميمي رئيس جهاز مكافحة الإرهاب العراقي عن استراتيجية عمل الجهاز وقال التميمي في تقرير وافي  تحت عنوان "من الميدان إلى العالم:
الأدوار المتعددة لجهاز مكافحة الإرهاب العراقي في حماية الأمن القومي العراقي."
إن  عمل جهاز مكافحة الإرهاب العراقي على تأدية دور محوري في تحرير المدن العراقية التي كانت تحت سيطرة عصابات داعش الإرهابي، فمنذ تأسيسه خاض الجهاز معارك شرسة ضد داعش في مختلف المحافظات العراقية مثل الموصل، والأنبار، وصلاح الدين، امتازت تلك العمليات بالدقة العالية في التخطيط والتنفيذ، إذ كان للجهاز دور أساسي في اختراق دفاعات داعش وتحرير المدن، مما أسهم بشكل كبير في استعادة الأمن والاستقرار لتلك المناطق، وإن قدرة الجهاز على مواجهة داعش في المناطق المدنية وحماية المدنيين، كانت من أهم العوامل التي أدت إلى تحقيق هذه النجاحات العسكرية.
ومع استمرار جهود جهاز مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع باقي القوات الأمنية، تم تقليص قدرات داعش بشكل كبير، وانخفضت تمويلاته وانقطعت مصادر دعمه الخارجية بفضل التعاون المستمر مع البنك المركزي العراقي والجهات المالية الأخرى التي ساهمت في تعطيل حركة الأموال الإرهابية، وتراجعت أنشطته بشكل ملحوظ، مما اضطر داعش إلى اللجوء إلى تكتيكات جديدة مثل الذئاب المنفردة، إلا أن جهاز مكافحة الإرهاب وضع خططاً محكمة للتعامل مع هذه التهديدات المستجدة، وهذا التطور يعكس الدور الحيوي الذي يؤديه الجهاز في حماية العراق من خطر الإرهاب.
واكتسب جهاز مكافحة الإرهاب العراقي خبرات كبيرة في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وتحديداً داعش، مثلت هذه الخبرات مفتاحاً لتحقيق النجاح في العمليات الأخيرة التي خاضها الجهاز، فمن خلال الجمع بين الخبرات الميدانية والتطور الاستخباري في جمع المعلومات، تمكن الجهاز من تنفيذ عمليات دقيقة استهدفت بقايا عصابات داعش وملاحقة القيادات الرئيسية في مناطق مختلفة من العراق، وإن خبرة الجهاز في التعامل مع تكتيكات داعش واستباق تحركاته جعلت من الصعب عليه استعادة قوته أو تشكيل تهديد حقيقي مرة أخرى.
وبالتالي لا يزال جهاز مكافحة الإرهاب احد أعمدة المصلحة الوطنية العليا، وركن من اركان استراتيجية الدولة الأمنية ورصد التميمي  أبرز الأفكار والاستراتيجيات التي يعتمد عليها جهاز مكافحة الإرهاب في أداء مهامه.وهي :
اولاً: مكافحة الإرهاب والتصدي لداعش
بفضل الجهد المستمر لأبطال جهاز مكافحة الإرهاب والقوات الأمنية الأخرى، تم إضعاف عصابات داعش الإرهابية بشكل كبير، فقد أصبح التنظيم يعاني من قلة التمويل والقيادات، بفضل التنسيق المستمر مع البنك المركزي العراقي ومراقبة الصيرفات لتحجيم حركة الأموال ومنع وصولها للإرهابيين، وهذا أدى إلى تحول التنظيم نحو أساليب جديدة مثل الذئاب المنفردة، ولكن جهاز مكافحة الإرهاب يمتلك الخطط الكافية للتعامل مع هذه التهديدات.
علاوة على ذلك، اكتسب الجهاز خبرة كبيرة من المجابهات مع داعش، مما يجعله قادراً على التصدي لأي محاولة تهديد، ويعزز جاهزيته للتعامل مع أي تهديدات قد تستهدف البلاد، واليوم الجهاز مستعد لتلبية أي طلب من الدولة العراقية في تنفيذ مهامه أو إسناد باقي القوات الأمنية العراقية.
ثانياً: الخبرة والتعاون الدولي
احتل جهاز مكافحة الإرهاب العراقي مكانة عالمية مرموقة، وأبدت العديد من الدول المتقدمة اهتمامها بالتعاون معه للاستفادة من خبراته الميدانية، إذ تمكن الجهاز من اكتشاف خلية إرهابية كانت تستهدف الألعاب الأولمبية في باريس، وتعاون مع السلطات المعنية في سوريا وألمانيا للقبض على العناصر الإرهابية، وهذا يعكس مستوى القدرات التي يتمتع بها الجهاز في مراقبة الإرهاب ومواجهته على الصعيد الدولي.
كما شارك الجهاز في مسابقة دولية للعمليات الخاصة في الأردن، حيث حصل على المركز الثاني من بين 53 فريقاً، مما يعكس التفوق المستمر للجهاز بفضل الخبرات المتراكمة منذ عام 2005 والعمليات المستمرة ضد الإرهاب.
ثالثاً: التعاون الداخلي وتطوير القدرات السيبرانية
يركز جهاز مكافحة الإرهاب أيضاً على تطوير قدراته في مجال الأمن السيبراني، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجامعات العراقية، عبر احتضان الخبراء والطلبة ذوي المهارة في مجال الأمن السيبراني وهندسة الأجهزة، كما يتعاون الجهاز مع الشركات الرصينة في هذا المجال، ولديه القدرة على فحص جميع المعدات المستخدمة لضمان جودتها وملاءمتها للاحتياجات الأمنية، بالإضافة إلى ذلك يسعى الجهاز إلى استثمار التعاون مع هيئة التصنيع الحربي العراقية لتطوير الأجهزة ذات الصلة بالأمن السيبراني، كما يتعاون الجهاز مع وزارة الداخلية - المديرية العامة لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية في مجال ملاحقة تجار المخدرات ومروجيها والقاء القبض عليهم وهذا يعزز حماية الامن الوطني العراقي من المخاطر الداخلية والخارجية.
رابعاً: الالتزام بحقوق الإنسان
من أسرار قوة جهاز مكافحة الإرهاب هو التزامه العميق بحقوق الإنسان، وأنشأ الجهاز مديرية خاصة بحقوق الإنسان، تتفرع إلى جميع وحداته، لضمان أن يتم التعامل مع كافة المواطنين، بمن فيهم المشتبه بهم أو المتهمون بالإرهاب وفقاً للمعايير الإنسانية، ويتم توثيق كافة العمليات من البداية حتى النهاية، والتأكد من عدم حدوث أي انتهاك لحقوق المواطنين، كما يتم متابعة العمليات لضمان سلامة المواطنين العراقيين، حيث يوقع صاحب المنزل الذي تم مداهمته على محضر يثبت عدم حدوث أي أضرار، في خطوة تعكس حرص الجهاز على احترام حقوق المواطنين.
خامساً: دعم عوائل الشهداء والجرحى
إن الاستقرار والأمن الذي ينعم به العراق اليوم هو نتيجة لتضحيات الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم في سبيل الوطن، ويولي جهاز مكافحة الإرهاب اهتماماً كبيراً لعوائل الشهداء والجرحى، عبر العمل على استحصال الموافقات من الجهات ذات العلاقة لحصولهم على قطع أراضٍ عرفاناً بتضحياتهم الجسيمة، كما يحرص الجهاز على تقديم كافة أشكال الدعم لعوائل الشهداء والجرحى تقديراً لجهودهم وتضحياتهم.
سادساً: مواجهة الفكر المتطرف
لا يقتصر عمل جهاز مكافحة الإرهاب على مواجهة عصابات داعش فقط، بل يتعدى ذلك إلى متابعة كافة المنظمات المتطرفة الأخرى، ويعمل الجهاز بالتعاون مع مختلف الأجهزة الأمنية المختصة على رصد كيفية انتشار الأفكار المتطرفة، وتطوير استراتيجيات لمكافحتها ومنعها من التأثير على الأمن القومي العراقي.

شارك