داعش الصومال مركز لتمويل التطرف في افريقيا
الخميس 10/أكتوبر/2024 - 11:29 م
طباعة
حسام الحداد
تهيمن حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة على جزء كبير من الاراضي في الصومال وتعد أكبر تنظيم ارهابي في هذا البلد الفقير، الا انه منذ 2015 برز تنظيم إرهابي آخر وهو "داعش الصومال". رغم حجمه الصغير مقارنة بحركة الشباب، فإن التنظيم يتمركز في منطقة باري ببونتلاند، حيث تحول إلى قاعدة رئيسية لنشاط داعش في شرق إفريقيا ومركز تمويل مهم للتنظيم عالميًا.
بحسب تقرير صادر عن مجموعة الأزمات الدولية في 12 سبتمبر، يعتمد داعش الصومال على الابتزاز للحصول على المال من المشاريع والشركات في مدينة بوصاصو الساحلية، كما يستغل تجارة الذهب الصغيرة التي يتم استخراجها في منطقة باري. ويُعتقد أن التنظيم جمع نحو 6 ملايين دولار منذ عام 2022، حيث يُساهم في تمويل خلايا داعش في أماكن أخرى.
ومما يزيد القلق هو احتمالية أن عبد القادر مؤمن، أمير داعش في الصومال، قد يكون الآن خليفةً لتنظيم داعش العالمي. ورغم استهدافه بضربة جوية في مايو، يعتقد أنه نجا منها. ويقول بحث نُشر في مركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت إن تعيين شخص غير عربي كزعيم عالمي لداعش، يتمركز في شرق إفريقيا، سيمثل تغييرًا كبيرًا في استراتيجية التنظيم.
تشكل داعش الصومال في عام 2015 بعد انشقاق مجموعة من مقاتلي حركة الشباب الذين رفضوا مبايعة داعش. يضم التنظيم نحو 500 مقاتل، نصفهم من دول أخرى مثل إثيوبيا وكينيا وتنزانيا واليمن. وفي عام 2023، ألقت سلطات بونتلاند القبض على عدد من المغاربة.
وفقًا للدكتور أرون زيلين، الزميل البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن تواجد داعش في بونتلاند يأتي في إطار محاولات التنظيم لتعزيز نفوذه في إفريقيا بعد خسائره الكبيرة في سوريا والعراق. وقد تمكن داعش من ترسيخ وجوده في مناطق مثل غاو بمالي وكابو ديلجادو بموزمبيق، إلى جانب باري في بونتلاند.
تعد بونتلاند قاعدة حيوية لداعش، حيث يسهم تنظيم الصومال في شبكة عالمية لجمع الأموال تربط ممولين أفارقة بفروع داعش الأخرى، مثل فرع ولاية خراسان في أفغانستان. وقد يسهم هذا التمويل في تمكين التنظيم من استئناف عملياته الخارجية وتوسيع نشاطه المالي.
ترى مجموعة الأزمات أن بقاء داعش الصومال يعود لثلاثة عوامل رئيسية: أولاً، استقراره في منطقة جبلية معزولة يصعب على الحكومة الوصول إليها، وثانيًا، علاقاته الوثيقة مع العشائر المحلية، وثالثًا، عدم تمكن أي قوة، بما فيها حركة الشباب، من إلحاق هزيمة عسكرية به حتى الآن.
أحد أسباب ضعف حركة الشباب في التصدي لداعش الصومال هو انشغالها بالحرب ضد الحكومة الصومالية وحلفائها. كما تعاني سلطات بونتلاند من نقص الموارد، مما يمنعها من دحر التنظيم بمفردها.
مع أن الصراع بين داعش الصومال وحركة الشباب يعوق تطورهما، فإن الحرب بينهما مستمرة دون أن يتمكن أحدهما من القضاء على الآخر. ولا يزال الجانبان يتنافسان على السيطرة على عمليات الابتزاز، خصوصًا أن بعض عناصر داعش كانوا سابقًا جزءًا من حركة الشباب.
للتصدي لداعش الصومال، تحتاج سلطات بونتلاند إلى تعزيز التعاون مع الحكومة الصومالية وحكومة أرض الصومال في مجالي الاستخبارات والضغط العسكري. يشير تقرير مجموعة الأزمات إلى أن تدهور العلاقات بين بونتلاند ومقديشو يمثل عائقًا كبيرًا، ويجب على الطرفين إيجاد سبل للتعاون لمواجهة هذا التهديد.
وتوصي مجموعة الأزمات باتخاذ خطوات لتجفيف منابع تمويل داعش الصومال عبر الحد من نشاطه المالي وتعزيز التعاون مع الشركات المحلية لجمع المعلومات ومد جسور الثقة. كما يمكن لبونتلاند توفير مخرج سلمي لعناصر التنظيم الذين يرغبون في الانشقاق، إلى جانب حل المظالم الاجتماعية في المناطق التي ينشط فيها التنظيم.
ختامًا، يعتبر بناء الثقة مع المجتمعات المحلية وتفعيل دور القادة المحليين أمرًا ضروريًا قبل الشروع في أي عمليات عسكرية، من أجل تحقيق استقرار دائم في مواجهة داعش الصومال.
بحسب تقرير صادر عن مجموعة الأزمات الدولية في 12 سبتمبر، يعتمد داعش الصومال على الابتزاز للحصول على المال من المشاريع والشركات في مدينة بوصاصو الساحلية، كما يستغل تجارة الذهب الصغيرة التي يتم استخراجها في منطقة باري. ويُعتقد أن التنظيم جمع نحو 6 ملايين دولار منذ عام 2022، حيث يُساهم في تمويل خلايا داعش في أماكن أخرى.
ومما يزيد القلق هو احتمالية أن عبد القادر مؤمن، أمير داعش في الصومال، قد يكون الآن خليفةً لتنظيم داعش العالمي. ورغم استهدافه بضربة جوية في مايو، يعتقد أنه نجا منها. ويقول بحث نُشر في مركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت إن تعيين شخص غير عربي كزعيم عالمي لداعش، يتمركز في شرق إفريقيا، سيمثل تغييرًا كبيرًا في استراتيجية التنظيم.
تشكل داعش الصومال في عام 2015 بعد انشقاق مجموعة من مقاتلي حركة الشباب الذين رفضوا مبايعة داعش. يضم التنظيم نحو 500 مقاتل، نصفهم من دول أخرى مثل إثيوبيا وكينيا وتنزانيا واليمن. وفي عام 2023، ألقت سلطات بونتلاند القبض على عدد من المغاربة.
وفقًا للدكتور أرون زيلين، الزميل البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن تواجد داعش في بونتلاند يأتي في إطار محاولات التنظيم لتعزيز نفوذه في إفريقيا بعد خسائره الكبيرة في سوريا والعراق. وقد تمكن داعش من ترسيخ وجوده في مناطق مثل غاو بمالي وكابو ديلجادو بموزمبيق، إلى جانب باري في بونتلاند.
تعد بونتلاند قاعدة حيوية لداعش، حيث يسهم تنظيم الصومال في شبكة عالمية لجمع الأموال تربط ممولين أفارقة بفروع داعش الأخرى، مثل فرع ولاية خراسان في أفغانستان. وقد يسهم هذا التمويل في تمكين التنظيم من استئناف عملياته الخارجية وتوسيع نشاطه المالي.
ترى مجموعة الأزمات أن بقاء داعش الصومال يعود لثلاثة عوامل رئيسية: أولاً، استقراره في منطقة جبلية معزولة يصعب على الحكومة الوصول إليها، وثانيًا، علاقاته الوثيقة مع العشائر المحلية، وثالثًا، عدم تمكن أي قوة، بما فيها حركة الشباب، من إلحاق هزيمة عسكرية به حتى الآن.
أحد أسباب ضعف حركة الشباب في التصدي لداعش الصومال هو انشغالها بالحرب ضد الحكومة الصومالية وحلفائها. كما تعاني سلطات بونتلاند من نقص الموارد، مما يمنعها من دحر التنظيم بمفردها.
مع أن الصراع بين داعش الصومال وحركة الشباب يعوق تطورهما، فإن الحرب بينهما مستمرة دون أن يتمكن أحدهما من القضاء على الآخر. ولا يزال الجانبان يتنافسان على السيطرة على عمليات الابتزاز، خصوصًا أن بعض عناصر داعش كانوا سابقًا جزءًا من حركة الشباب.
للتصدي لداعش الصومال، تحتاج سلطات بونتلاند إلى تعزيز التعاون مع الحكومة الصومالية وحكومة أرض الصومال في مجالي الاستخبارات والضغط العسكري. يشير تقرير مجموعة الأزمات إلى أن تدهور العلاقات بين بونتلاند ومقديشو يمثل عائقًا كبيرًا، ويجب على الطرفين إيجاد سبل للتعاون لمواجهة هذا التهديد.
وتوصي مجموعة الأزمات باتخاذ خطوات لتجفيف منابع تمويل داعش الصومال عبر الحد من نشاطه المالي وتعزيز التعاون مع الشركات المحلية لجمع المعلومات ومد جسور الثقة. كما يمكن لبونتلاند توفير مخرج سلمي لعناصر التنظيم الذين يرغبون في الانشقاق، إلى جانب حل المظالم الاجتماعية في المناطق التي ينشط فيها التنظيم.
ختامًا، يعتبر بناء الثقة مع المجتمعات المحلية وتفعيل دور القادة المحليين أمرًا ضروريًا قبل الشروع في أي عمليات عسكرية، من أجل تحقيق استقرار دائم في مواجهة داعش الصومال.