تقرير يكشف لماذا تخاف امريكا علي بترول الملالي

الثلاثاء 15/أكتوبر/2024 - 10:36 ص
طباعة تقرير يكشف  لماذا روبير الفارس
 
كشفت وصايا الرئيس الامريكي بايدن لرئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو ، التي حث فيها على تجنب مهاجمة منشآت النفط الإيرانية، في الضربة المرتقبة  من اسرائبل لايران عن اهمية االانتاج النفطي الايراني للعالم. وفي السياق ذاته طالب الباحث سايمون هندرسون  "مدير برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة"  في معهد واشطن لسياسات الشرق الادني . الإدارة الأمريكية الاستمرار في ثني إسرائيل عن استهداف مثل هذه المنشآت. مؤكدا ان  إسرائيل سوف تحقق نتائج أفضل إذا ركزت أي هجوم على منظمة عسكرية أو أمنية أو استخباراتية واحدة للنظام، وخاصة مقر "الحرس الثوري" أو قوات "الباسيج"، أو منشأة تدعم بشكل مباشر برنامج إيران للصواريخ أو عمليات وكلائها في المنطقة أو قمعها لشعبها. ومن شأن تحديد هدف للنظام أن يقلل من خطر التصعيد إلى حرب شاملة، وقد لا يحمل العديد من المخاطر على إمدادات الطاقة الإقليمية والعالمية أيضاً.
 وقال سايمون عندما قصف سلاح الجو الإسرائيلي البنية التحتية النفطية للحوثيين في اليمن ، أكد المراقبون أن المسافة التي تزيد عن ألف ميل للوصول إلى الأهداف كانت بمثابة تحذير لإيران، حيث تقع حقولها النفطية الرئيسية على مسافة أقرب (من تلك التي قٌصفت في اليمن). وهناك مؤشرات إضافية على أن إسرائيل قد تفكر في توجيه ضربات على صناعات النفط والغاز الإيرانية بعد أن وعدت برد كبير على الهجوم الصاروخي الباليستي الهائل الذي شنته إيران في الأول من أكتوبرالجاري .
تتمثل نقاط الضعف الرئيسية في إيران في محطات الضخ، وتقاطع خطوط الأنابيب، ومرافق المحطات. ويشكل أحد المفترقات المحددة شمال جزيرة خرج، نقطة التقاء ساحلية لجميع خطوط الأنابيب في جنوب غرب إيران، حيث تتواجد حقول النفط الرئيسية في البلاد.
ويبلغ إنتاج إيران من النفط الخام حالياً حوالي 3.95 مليون برميل يومياً، وهو ما يمثل تعافياً بعد الانخفاضات في السنوات السابقة نتيجة العقوبات. ومن هذا الإنتاج، يتم استخدام حوالي 2 إلى 2.4 مليون برميل يومياً كمواد خام لمصافي التكرير للاستخدام المحلي، ويتم تصدير باقي الإنتاج. وفي آذار/مارس، بلغت صادرات إيران من النفط الخام 1.82 مليون برميل يومياً، تم توجيه معظمها إلى الصين.
كما تُعد إيران ثالث أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، بحوالي 684 مليون متر مكعب يومياً، ولكنها أيضاً مستورد صافٍ للغاز، حيث يتم استخدام الكثير من إنتاجها محلياً لتوليد الكهرباء والتدفئة. وخلال موسم البرد، يمكن أن يصل استهلاك الغاز المنزلي في إيران إلى 700 مليون متر مكعب يومياً، مما يؤدي إلى حدوث نقص حاد. 
وفي سياق متصل اكد الباحث بمعهد واشنطن فرزين نديمي  ان قطاع النفط الإيراني، يعاني منذ سنوات من العقوبات ونقص الاستثمارات الأجنبية، ويواجه صعوبة في الحصول على قطع الغيار الحيوية والتكنولوجيا الحديثة لدعم بنيته التحتية وتحديثها. وتُضاف إلى نقاط ضعفه تَركّز منشآت النفط الرئيسية في محافظة خوزستان، وجزيرة خرج، والخليج العربي، ومن بينها المصافي في بندر عباس وعسلوية.
ومع ذلك، يمكن أن يؤدي الهجوم الناجح على محطة ضخ غوره أو تقاطع خطوط الأنابيب في جناوه إلى تعطيل كبير لنقل النفط الإيراني إلى كل من خرج ومحطة جاسك الجديدة التي تبلغ طاقتها 1 مليون برميل يومياً، الواقعة خارج مضيق هرمز، حيث تضخ المنشأة النفط الذي يتم جمعه من حقول إيران في الجنوب الغربي من البلاد إلى كلا محطتي التصدير. وفي حالة تضرر محطة غوره، ستكون إيران مضطرة للاعتماد فقط على الإنتاج البحري (حوالي 600,000 برميل يومياً) فضلاً عن المخزونات الحالية طالما يتم إجراء الإصلاحات.
ويمكن أن يتسبب التدمير الكبير لخطوط الأنابيب الرئيسية، ووحدات الإنتاج البرية والبحرية، ومحطات التحميل، ومحطات الضخ، وتقاطع خطوط الأنابيب في تعطيل تدفقات النفط الإيرانية لأسابيع أو حتى أشهر، رغم أن تحقيق هذا السيناريو يتطلب مجهوداً عسكرياً كبيراً باستخدام أسلحة قوية وعالية الدقة، أو طائرات مسيرة، أو عمليات تخريب. إن الدفاعات الجوية الإيرانية كبيرة، لكنها مركزة بشكل أكبر في مناطق معينة ذات أولوية عالية مثل خرج، وبندر عباس، وعسلوية، مما يترك منشآت النفط الأخرى أقل حماية أو غير محمية.
كما يمكن أن تؤدي الهجمات السيبرانية إلى تعطيل أنظمة التحكم في المصافي وخطوط الأنابيب ومحطات التصدير، مما يؤدي إلى إيقاف العمليات أو إلحاق الضرر الذي يتطلب إصلاحات واسعة. 
وعلاوة على ذلك، من المرجح أن تؤدي أي ضربات إسرائيلية ضد صناعات النفط والغاز والبتروكيماويات الإيرانية إلى محاولات من قبل إيران أو وكلائها لمهاجمة أهداف الطاقة الرئيسية في إسرائيل. وتشمل هذه الأهداف مصافي التكرير في حيفا وأشدود، وأكبر المحطات الإسرائيلية لتوليد الطاقة وتحلية المياه، وحقول الغاز البحرية الإسرائيلية الثلاثة.
وقد يؤدي التصعيد المتزايد أيضاً إلى تهديدات مباشرة لمنشآت النفط في دول "مجلس التعاون الخليجي"، أو تعطيل الشحن التجاري في المنطقة، و/أو سلوك تهديدي ضد الأصول البحرية الغربية. وسبق أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز إذا لم تعد قادرة على تصدير نفطها، لكن أي تعطيل من هذا القبيل رداً على هجوم إسرائيلي من شأنه أن يحفز بالتأكيد المزيد من التدخل الغربي - وهو احتمال قد ترغب طهران في تجنبه. وفي المقابل، من غير المرجح أن يؤدي استهداف عدد قليل من مصافي التكرير أو صهاريج التخزين الإيرانية إلى إثارة رد فعل كبير بخلاف بعض الهجمات الصاروخية على منشآت إسرائيلية مماثلة.
وفي دول أخرى، لا تزال تركيا والعراق تستوردان الغاز الطبيعي من إيران، وهذه الواردات ضرورية لتوليد الكهرباء والتدفئة. ومن شأن أي تعطيل في إنتاج الغاز الإيراني أن يؤثر على كلا البلدين.

شارك