الصراع بين داعش وحركة الشباب .. عدم الاستقرار والتهديد الإرهابي
الثلاثاء 15/أكتوبر/2024 - 02:27 م
طباعة
أميرة الشريف - فاطمة عبدالغني
في العدد 428 من مجلة النبأ الأسبوعية، نشر تنظيم داعش تقريرًا حول الصراع المستمر منذ عام 2023 في الصومال مع حركة الشباب، التي تُعتبر أهم تنظيم تابع لتنظيم القاعدة في البلاد. يبرز التقرير الانتصارات المزعومة لداعش في مواجهة حركة الشباب، مشيرًا إلى المكاسب الإقليمية والعسكرية كجزء من استراتيجيته لتأكيد وجوده كقوة رئيسية في الساحة الجهادية العالمية.
منذ سنوات، زاد نشاط تنظيم داعش في شرق الصومال، حيث سجلت اشتباكات عنيفة مع حركة الشباب. توضح التطورات الأخيرة كيف أن داعش يسعى لاستغلال انعدام الاستقرار، متبنيًا استراتيجية جذب المجندين الجدد من خلال عرض انتصاراته.
بينما تواجه حركة الشباب ضغوطًا داخلية وخارجية، تعاني من هزائم متتالية، مما يؤثر سلبًا على قدرتها على السيطرة والنفوذ.
إن تصاعد القتال بين المجموعتين قد يؤدي إلى انتشار العنف والأزمات الإنسانية، مما يؤدي إلى تفاقم نقاط الضعف القائمة في الصومال. وقد يؤدي تفوق تنظيم الدولة الإسلامية المؤقت إلى زيادة النشاط الإرهابي، سواء في شن هجمات ضد المدنيين أو في استهداف الجماعات المنافسة، لإضفاء الشرعية على موقفه في المنطقة. وعلاوة على ذلك، فإن التحديات الداخلية والضغوط الخارجية التي تواجهها حركة الشباب تزيد من احتمالات شن الهجمات والحرب غير المتكافئة، مما يؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار المنطقة.
الصراع بين تنظيم داعش وحركة الشباب يعكس تعقيدات أوسع نطاقًا تتعلق بالنفوذ الإيديولوجي والسلطة داخل الحركة الجهادية. بينما كانت حركة الشباب تتمتع بنفوذ كبير، فإن ظهور داعش قد أضاف طبقة جديدة من التعقيد إلى الصراع، مما أدى إلى زيادة الهجمات والتوترات بين الفصيلين.
ويعتبر الصومال نقطة استراتيجية بسبب موقعها القريب من الطرق البحرية الرئيسية، مما يجعلها محط اهتمام قوى إقليمية ودولية.
وتتبنى هذه القوى استراتيجيات لمكافحة الإرهاب والقرصنة، لكن التحديات لا تزال قائمة. ضعف السلطة المركزية والفساد توفر بيئة خصبة للجماعات المتطرفة.
وعلى نطاق عالمي، قد يكون للهجمات الإرهابية المتزايدة في الصومال آثار عميقة، وخاصة على أوروبا ، لأنها تشكل تهديدًا مباشرًا للبعثات الدبلوماسية والشركات والمواطنين في المنطقة. إن احتمال التطرف داخل الصومال، إلى جانب عودة المقاتلين الأجانب إلى أوروبا، يزيد من خطر وقوع هجمات إرهابية على الأراضي الأوروبية. والطبيعة العالمية للإرهاب تعني أن عدم الاستقرار في الصومال قد يكون له عواقب بعيدة المدى، حيث تعمل أوروبا كهدف محتمل للأنشطة الإرهابية الناشئة من المنطقة.
الصراع بين داعش وحركة الشباب لا يهدد الأمن في الصومال فحسب، بل قد يمتد تأثيره إلى دول أخرى، بما في ذلك أوروبا.
ويعكس تزايد الهجمات الإرهابية احتمال تحول الصومال إلى نقطة انطلاق جديدة للأنشطة الإرهابية، مما يزيد من خطر وقوع هجمات على الأراضي الأوروبية.
ويري مراقبون أن مواجهة هذا التهديد المتزايد، يتطلب الأمر نهجًا شاملًا لمكافحة التطرف. يجب أن تشمل المبادرات الجهود المبذولة لتعطيل الدعاية وعمليات التجنيد، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمراقبة الحدود وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
كما أن الصراع بين تنظيم داعش وحركة الشباب في الصومال يعد اختبارًا حقيقيًا للاستقرار الإقليمي، ويشير إلى الحاجة الملحة لتحسين التنسيق الدولي في مواجهة هذه التحديات الأمنية المتزايدة.