بوادر أزمة بين طالبان وإيران بسبب اللاجئين الأفغان

الخميس 17/أكتوبر/2024 - 01:06 ص
طباعة بوادر أزمة بين طالبان محمد شعت
 
 تتفاقم أزمة اللاجئين الأفغان في إيران، حيث شهدت الفترة الأخيرة ترحيل آلاف اللاجئين من الأراضي الأفغانية، حيث شهدت إيران تزايدا في أعداد اللاجئين الأفغان بعد وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان، لكن يتعرض اللاجئون مؤخرا إلى مضايقات من السلطات الأفغانية.
ونقلت وكالة أنباء "باختر" الواقع تحت سيطرة طالبان عن زعيم آغا، مفوض طالبان في ميناء إسلام قلعة قوله: إنه تم ترحيل 55 ألف مهاجر من إيران خلال الشهر الماضي فقط.
وأضاف مفوض طالبان في إسلام قلعة أن هذه الأعداد التي تم ترحيلها دخلت إلى الأراضي الأفغانية عبر ميناء إسلام قلعة الحدودي مع إيران، مشيرًا إلى أن طهران زادت من عمليات ترحيل المهاجرين الأفغان، ويدخل يوميا ما يصل إلى ألفين ونصف مهاجر إلى البلاد.
وكشفت تقارير أفغانية أنه بعد تنصيب مسعود مزيكيان رئيساً لإيران، ازدادت الضغوط على المهاجرين الأفغان في الأراضي الإيرانية، مشيرة إلى أن السلطات الإيرانية أعلنت أنها ستقوم بترحيل المزيد من اللاجئين الأفغان.
ونقلت التقارير عن السلطات الإيرانية قولها، إنه سيتم ترحيل مليوني مهاجر "غير شرعي" بحلول نهاية العام الجاري، مشيرة إلى أنه في الأشهر الأخيرة، بدأت أيضاً موجات "مناهضة للهجرة" في إيران، وتعرض عدد من المهاجرين الأفغان للمضايقة والضرب على أيدي مواطني إيران.
يأتي ذلك في الوقت الذي نقلت فيه تقارير أفغانية عن منظمات حقوقية قولها، إن حرس الحدود الإيراني أطلقوا النار على اللاجئين الأفغان، مشيرة إلى أن هناك نحو 300 منهم، نجا 50 إلى 60 منهم من إطلاق النار من قبل حرس الحدود الإيراني.

وردا على هذه الأنباء دعا الوفد الأفغاني لدى الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق فوري ومستقل في هذا الأمر، ونشر بيانا جاء فيه أنه "يدين ويستنكر بشدة هذا الحادث المؤسف الذي أدى إلى مقتل وجرح المئات من مواطنينا المضطهدين".

وأضاف ممثل أفغانستان في الأمم المتحدة أن "هذا العمل غير إنساني ويتنافى مع المبادئ والقوانين الدولية لحقوق الإنسان وحقوق المهاجرين وروح الصداقة والأخوة بين البلدين الصديقين والجارين".
كما طلب ممثل أفغانستان في الأمم المتحدة من الحكومة الإيرانية "التصرف بشفافية كاملة في هذا الأمر وتحديد مرتكبي هذا الحدث المأساوي وتقديمهم للعدالة، وكذلك تقديم معلومات دقيقة ومؤكدة عن عدد الضحايا".
من جانبه نفى حسن كاظمي قمي المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون أفغانستان، التقارير التي تحدثت عن "إطلاق النار" على عشرات المواطنين الأفغان على يد حرس الحدود الإيراني على الحدود بين هذا البلد وباكستان، وفي الوقت نفسه، أعلنت حركة طالبان أنها تحقق في هذا الأمر.
واضاف: "نتيجة للمتابعة المباشرة من خلال مصادر موثوقة، تبين أن الأخبار المتعلقة بمقتل العشرات من المواطنين غير الشرعيين على حدود سراوان ليس صحيحا، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن التعامل القانوني مع الدخول غير الشرعي للرعايا غير المصرح لهم هو حق مشروع للدول وحرس الحدود في أي دولة ملزمون بمنع دخول الرعايا غير الشرعيين".
واعتبر كاظمي قمي إدارة الحدود مسؤولية متبادلة، وقال إن "من واجب الدول المجاورة منع المرور غير القانوني للعناصر المشبوهة والتحركات غير المصرح بها لرعاياها والالتزام بالواجبات والالتزامات الدولية في حماية حدودها".
وأكد أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية عازمة على إعادة طالبي اللجوء غير الشرعيين والتعامل بشكل قانوني مع دخولهم غير القانوني في جميع النقاط الحدودية؛ ولكنها في هذا السياق تتصرف بشكل قانوني ومسؤول تماما وعلى أساس سياسة حسن الجوار والرحمة الإسلامية والالتزام بأحكام المعاهدات الدولية.

وقال كاظمي قمي إنه "في ظل جنون الإعلام الكاذب فإن قبول أي محتوى يتطلب الدقة والمصداقية والمسؤولية والتغطية المسؤولة من قبل وسائل الإعلام".

وفي الوقت نفسه، أعلن ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان أن مختلف المؤسسات والبعثات الدبلوماسية التابعة لطالبان تحقق في هذا الأمر، وأضاف أنه بما أن مكان حدوث هذا الحدث خارج الدولة فلا معلومات حتى الآن وبعد توضيح الأمر سيتم اتخاذ القرارات اللازمة بهذا الشأن.



شارك