حماس .. لا نهاية للصراع في الشرق الأوسط دون حل قضية غزة
الخميس 17/أكتوبر/2024 - 03:44 ص
طباعة
أميرة الشريف
في خضم تصاعد الأحداث المأساوية في الشرق الأوسط، تبرز حركة "حماس" كأحد اللاعبين الرئيسيين في مشهد معقد ومتشابك.
الأزمة في غزة، التي تُعد محور الصراع المستمر، تلقي بظلالها على دول الجوار، مهددة بتوسيع رقعة القتال إلى خارج الحدود.
وبحسب تصريحات باسم نعيم، أحد كبار مسؤولي "حماس"، لا يمكن تحقيق حل دائم للنزاعات الإقليمية دون معالجة الأزمة الجذرية في غزة، والتي تستمر في إشعال الأوضاع في المنطقة.
أكد باسم نعيم يوم الأربعاء أن الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط لن يشهد نهاية دون حل جذري لأزمة غزة.
تصريحات نعيم، التي نقلتها وكالة "رويترز"، سلطت الضوء على أن الاضطرابات التي امتدت إلى لبنان وخارجه تعكس عمق تعقيد الموقف. فمع
دخول الحرب على غزة عامها الثاني، تزايدت التوترات في جنوب لبنان، حيث اشتبكت القوات الإسرائيلية مع مسلحي "حزب الله"، المدعوم من إيران.
هذا التصعيد أثار مخاوف دولية من احتمال اندلاع مواجهات أوسع تشمل إيران بشكل مباشر.
على الرغم من الجهود الدبلوماسية المستمرة لإيقاف القتال، إلا أنها لم تؤتِ ثمارها بعد، مع تصاعد الحديث عن احتمال قيام إسرائيل بعملية عسكرية ضد إيران، كرد على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير على إسرائيل.
هذه التوترات المتزايدة تعكس مدى تعقيد وتشابك الأوضاع بين جبهتي غزة ولبنان.
وأشار نعيم إلى أن الحلول المؤقتة للصراع، مثل وقف إطلاق النار في لبنان، لن تكون كافية لاستعادة الاستقرار في المنطقة.
وأكد أن أي محاولة للتوصل إلى اتفاق دائم يجب أن تشمل معالجة الأزمة الأصلية في غزة. هذا ما يعكس حجم التحديات التي تواجهها الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب، التي تشمل أيضاً "الحوثيين" في اليمن كطرف حليف لإيران، مما يزيد من خطر تصعيد أكبر قد يجذب الولايات المتحدة بشكل أعمق إلى الصراع. ونتيجة لذلك، أرسلت الولايات المتحدة بطاريات دفاع صاروخي إلى إسرائيل، في خطوة تعكس تصاعد القلق الدولي.
في المقابل، أفادت السلطات الفلسطينية بمقتل أكثر من 42 ألف شخص نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية التي دمرت جزءاً كبيراً من غزة وأدت إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان. تعهدت إسرائيل بالقضاء على "حماس" كقوة عسكرية وحاكمة في القطاع، ما يزيد من تعقيد الأوضاع ويبعد أي فرصة قريبة لإنهاء النزاع.
في الوقت نفسه، بدأت بعض الأطراف، مثل "حزب الله"، بالحديث عن إمكانية وقف إطلاق النار في لبنان، لكن نعيم أكد أن ذلك لن يحقق الاستقرار الإقليمي الشامل.
وقال إنه حتى لو تم التوصل لوقف إطلاق النار في لبنان، فإن المنطقة ستظل مشتعلة طالما لم يتم التوصل إلى حل شامل للقضايا الأخرى، وخاصة المتعلقة بفلسطين ولبنان.
وفيما يخص المحادثات التي ترعاها قطر ومصر، فشلت هذه الجهود حتى الآن في التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار أو إعادة الرهائن الإسرائيليين.
وكالعادة، تبادل الطرفان، إسرائيل و"حماس"، اللوم بشأن عرقلة المفاوضات. ووفقاً لنعيم، يشعر الوسطاء بالإحباط نتيجة توسع رقعة الصراع خارج حدود غزة، مما يزيد من صعوبة التوصل إلى حلول. وألقى باللوم على إسرائيل في إفشال المحادثات، مشيراً إلى أن "حماس" لا تستطيع التفاوض على شروط جديدة فرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
من جهة أخرى، تعهدت إسرائيل بتفكيك القدرات العسكرية لحركة "حماس" وإنهاء سيطرتها على قطاع غزة، لكن العملية العسكرية المستمرة لا تظهر أي علامات على التوقف. الهجوم الإسرائيلي الأخير على شمال غزة، الذي وصفه نعيم بأنه "الأكثر وحشية وعدوانية"، استهدف بشكل رئيسي المناطق السكنية المدنية، مما زاد من تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع.
إسرائيل بدورها تقول إنها قتلت عشرات من مسلحي "حماس" خلال هذا الهجوم، إلا أن القلق الدولي يتزايد بشأن الوضع الإنساني في غزة. ونتيجة لذلك، دعت الولايات المتحدة إسرائيل للسماح بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ومع ذلك، أشار نعيم إلى أن هذه الدعوات الأميركية تتناقض مع الدعم العسكري المستمر الذي تقدمه واشنطن لإسرائيل.
وقال متسائلاً: "كيف يمكن فهم الدعوات الأميركية للمساعدات بينما يرسلون مليارات الدولارات من الأسلحة لإسرائيل ويستخدمون الفيتو في مجلس الأمن لعرقلة أي جهود دولية؟".
ويري مراقبون أن المشهد الإقليمي المشتعل في الشرق الأوسط يعكس تعقيداً لا يمكن تجاوزه باتفاقات مؤقتة أو حلول مرحلية.،فالأزمة في غزة ليست مجرد صراع محلي، بل ترتبط بمصالح وتحالفات إقليمية ودولية، تجعل من التسوية الشاملة أمراً ضرورياً، وإن كان بعيد المنال في الوقت الحالي. ومع استمرار المواجهات وتدهور الوضع الإنساني، يبقى السؤال: هل ستنجح الجهود الدولية في إعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، أم أن التصعيد الحالي سيقود المنطقة إلى مزيد من العنف والدمار؟