مأساة المهاجرين الأفغان.. العنف والتهديدات الإرهابية على الحدود الإيرانية

السبت 19/أكتوبر/2024 - 11:00 ص
طباعة مأساة المهاجرين الأفغان.. أميرة الشريف
 
تتزايد التقارير المقلقة حول مقتل وإصابة العديد من المهاجرين الأفغان على الحدود الإيرانية، حيث كانوا يسعون لدخول إيران من باكستان، وقد أدت هذه الأحداث المأساوية إلى تصاعد المطالبات بفتح تحقيق دولي شامل وشفاف للكشف عن ملابسات الحادثة.
ووقع الحادث المأساوي في 13 أكتوبر في منطقة "سارافان" بمحافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية، وهي منطقة تعاني من الفقر والاضطرابات الاجتماعية والسياسية.
وتعتبر هذه المنطقة نقطة عبور مهمة للمهاجرين الأفغان الذين يفرون من الأوضاع الصعبة في بلادهم، والتي تفاقمت بفعل التهديدات الأمنية وظهور الجماعات المتطرفة.
وتوجهت الاتهامات إلى حرس الحدود الإيراني بإطلاق النار على المهاجرين الذين كانوا يحاولون العبور، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.
وقد أثارت هذه الحادثة قلقًا دوليًا واسع النطاق، حيث اعتبرت منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية أن ما حدث يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.
على الجانب الآخر، نفت السلطات الإيرانية وقوع الحادثة، وأكدت الحكومة الأفغانية التي تسيطر عليها طالبان أنها أطلقت تحقيقًا رسميًا في هذا الأمر.
في هذا السياق، أصدرت منظمة حقوق الإنسان البلوشية "هالفيش" تقريرًا يشير إلى أن حرس الحدود الإيراني استخدم الرصاص والقذائف الصاروخية ضد المهاجرين.
ورغم ذلك، لم تتمكن وسائل الإعلام من التحقق بشكل مستقل من تلك المزاعم، مما يزيد من تعقيد المشهد، حيث يبقى السؤال المطروح هو كيف يمكن التأكد من الحقائق وسط هذه الأجواء المضطربة.

وتترافق هذه الحادثة مع تزايد الشكاوى من اللاجئين الأفغان في إيران، الذين يعبرون عن تعرضهم للعنف والمضايقات من قبل السلطات.
وتشير التقارير إلى أن إيران قامت بترحيل أكثر من مليون لاجئ أفغاني خلال العام الماضي، مما يعكس سياسة صارمة تجاه المهاجرين.
 من جهة أخرى، عبر المقرر الخاص لحقوق الإنسان في أفغانستان، ريتشارد بينيت، عن قلقه العميق حيال التقارير المتعلقة بالحادثة، وطالب إيران بإجراء تحقيق شفاف وفوري، مؤكدًا على أهمية توضيح الحقائق بشكل عاجل.
وقد تؤدي هذه الحادثة إلى تفاقم التوترات بين إيران وحكومة طالبان، حيث شهدت الحدود بين البلدين عدة مناوشات مسلحة في السنوات الأخيرة، مما يزيد من المخاوف من تفاقم الوضع.
وتشير التوقعات إلى أن هذه الأحداث قد تضع إيران تحت ضغط دولي متزايد بسبب معاملتها للأفغان، الذين يقدر عددهم بحوالي 4 ملايين شخص يعيشون على أراضيها.
وفي إطار الأزمة الإنسانية التي تعاني منها أفغانستان، تزداد الأوضاع سوءًا مع استمرار موجات النزوح إلى الدول المجاورة، كما تعاني البلاد من أزمة غذائية حادة، حيث حذرت منظمات دولية مثل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر من تزايد حالات سوء التغذية بين الأطفال.
وتشير التقارير إلى تسجيل حالات مقلقة من سوء التغذية، خاصة في المجتمعات التي تعاني من تدني الدخل والكوارث الطبيعية المستمرة، نتيجة للتغير المناخي والتبعات الناتجة عن عقود من الحروب.
وأفادت منظمة "أنقذوا الأطفال" الخيرية بأن 3 من كل 10 أطفال في أفغانستان سيعانون من "أزمة جوع طارئة" هذا العام.
كما أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن حوالي 815 ألف طفل أفغاني تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات يعانون من "الهزال الشديد"، وهو مؤشر خطير على سوء التغذية الذي يؤدي إلى ضعف شديد في الجسم.
ووسط هذه الأزمات، تواصل طالبان إجراء تحقيقات موسعة عبر هيئات حكومية مختلفة، بينما يبقى الموقف العام غامضًا.
المتحدث باسم طالبان، حميد الله فطرت، أكد أن المعلومات بشأن الحادثة لا تزال غير مؤكدة، نظرًا لأن الحادث وقع خارج الحدود الأفغانية، مما يضيف بعدًا جديدًا إلى التعقيدات المتعلقة بالحادثة.
يرى مراقبون أن الموقف الإنساني المعقد في أفغانستان والاضطرابات المستمرة على الحدود الإيرانية يسلطان الضوء على الحاجة الماسة لتعاون دولي حقيقي، معتبرين أن وجود جماعات متطرفة في المنطقة يزيد من ضرورة التحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم للأفغان، وحماية حقوقهم، والضغط على الدول المعنية لضمان العدالة والمحاسبة، كما أن تجاوز هذه التحديات يتطلب رؤية مشتركة وإجراءات ملموسة تستهدف معالجة جذور الأزمة الإنسانية والإرهابية التي تعصف بالمنطقة.

شارك