أفغانستان تحت وطأة الإرهاب: داعش يستعيد قوته في غور
على الرغم من نفي حركة طالبان المتكرر لوجود تنظيم داعش في أفغانستان، تشير التقارير الأخيرة إلى تصاعد النشاط الإرهابي للتنظيم في البلاد. فقد قُتل 18 شخصًا في هجمات أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها في مقاطعة غور خلال الأربعين يومًا الماضية، بما في ذلك أربعة من عناصر طالبان.
وتشير نتائج تقرير أمني إلى أن تنظيم داعش شن عدة هجمات في ولاية غور، حيث قُتل 18 شخصًا، بينهم أربعة من عناصر حركة طالبان. من بين الضحايا، أطلق تنظيم داعش النار على 13 من أفراد الهزارة في قرية قردوال دايكوندي، مما أثار ردود فعل قوية، بما في ذلك إدانة من حركة طالبان.
وبحسب نتائج التقرير، وأطلق تنظيم داعش النار على 13 من الهزارة من قرية قردوال دايكوندي وواحد من سكان غور في المنطقة الحدودية بين دايكوندي وغور، وأصاب ستة آخرين. وأثار هذا الهجوم ردود فعل واسعة النطاق وأدانته حركة طالبان أيضًا.
أعلن تنظيم داعش أنه استهدف ثلاثة من مقاتلي طالبان في منطقة "شاهتيغ"، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في منطقة "نوركوه" في فيروزكوه، مما أسفر عن مقتل عضو رئيسي في استخبارات طالبان واثنين من عناصر داعش. وأكد المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، هذا الصراع وزعم أنهم دمروا مركزًا مهمًا لداعش.
وبعد ذلك، تم نشر المزيد من التفاصيل عن الأشخاص الذين أصيبوا رمياً بالرصاص في سجن "شحتيغ"، عبر قناة التلغرام المنسوبة لتنظيم داعش. ونشر تنظيم داعش صوراً للبطاقة الشخصية والأموال والأسلحة لأحد مقاتلي طالبان ويدعى عبد الحميد، والذي كان عضواً في مديرية استخبارات طالبان في بنجشير.
وفي الحادث الأخير، اشتبك مقاتلو داعش وطالبان في منطقة "نوركوه/نوركوه" في فيروزكوه وسط ولاية غور، ونتيجة لهذا الصراع قُتل عضو رئيسي في استخبارات طالبان واثنين من عناصر داعش. وأكد ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حركة طالبان، هذا الصراع أيضًا، وزعم أنهم دمروا مركزًا مهمًا لداعش، والذي، بحسب زعمه، كان يتم توجيهه من بلوشستان الباكستانية.
وبعد مقتل ثلاثة من عناصر طالبان في غور، حصلت صحيفة "اليوم الثامن" على الصور والأشرطة الصوتية من قسم استخبارات هذه المجموعة، والتي حددت فيها حركة طالبان تنظيم داعش المسؤول عن قتل مقاتليها.
وكانت مديرية استخبارات طالبان في غور قد أرسلت الصورة إلى نقاط التفتيش وإدارات الاستخبارات في مديريات هذه الولاية، وقالت إن هذا داعش يتجه نحو منطقة دولتيار، وطلبت من طالبان الانتباه لذلك.
ولم يمضِ حتى يوم واحد على هذا الخبر حتى أبلغت المصادر عن اشتباكات بين حركة طالبان وعناصر داعش في منطقة "غارك ناركوه" في فيروز كوه مركز ولاية غور.
وقال مصدر مطلع إنه بعد تواجد داعش في غور، جاء جزء من مقر المخابرات 040 التابع لطالبان إلى غور من كابول لتنفيذ هذه العملية. اشتبكت هذه القوات في منطقة "قرك نركوه". ويقال إن عضوا رئيسيا في مديرية المخابرات العامة لطالبان يدعى سيف الله سعيد، المعروف باسم جواد الله بدر، قتل في الصراع.
وسبق أن زعمت حركة طالبان مراراً وتكراراً أن تنظيم داعش غير موجود في أفغانستان، وتمكنت من القضاء على بعض مقاتلي هذه الجماعة الذين كانوا متواجدين في أفغانستان.
وفقًا للمعلومات المتاحة، يشير التقارير إلى أن داعش يواصل تعزيز صفوفه من خلال تجنيد مقاتلين محليين وأجانب، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في أفغانستان. وقد أظهرت صحيفة "اليوم الثامن" الأفغانية في تحقيق استقصائي أن داعش خراسان قد ضاعف عدد مقاتليه، مما يدل على نشاط متزايد في مناطق مختلفة من البلاد.
على الرغم من نفي حركة طالبان المستمر لوجود تنظيم داعش في أفغانستان، تشير الأدلة الحالية إلى أن التنظيم لا يزال نشطًا ويشكل تهديدًا للأمن في البلاد. مع تصاعد الهجمات والتوترات بين طالبان وداعش، تبرز الحاجة الملحة لتقييم الوضع الأمني واتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة هذا التهديد المتزايد.