استغلال الإخوان لأزمة السوبر.. كيف حوّلت حادثة الزمالك إلى أداة للتجنيد؟
الخميس 24/أكتوبر/2024 - 01:31 ص
طباعة
حسام الحداد
تُعد جماعة الإخوان المسلمين من أبرز التنظيمات التي تتقن استغلال الأزمات، مهما كانت صغيرة، لتحويلها إلى قضايا رأي عام بهدف تحقيق مكاسب سياسية واجتماعية. الحادثة الأخيرة التي شهدتها مباراة الزمالك وبيراميدز في كأس السوبر المصري بالإمارات تمثل مثالًا حيًا على هذه الاستراتيجية. فقد استغلت الجماعة الواقعة البسيطة بين لاعبي الزمالك وأحد المنظمين في الإمارات، وجندت خلاياها الإلكترونية لشن حملة شرسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستهدفة دولة الإمارات والنادي الأهلي وإدارة نادي الزمالك. تعمل الجماعة من خلال هذه التكتيكات على تضخيم الأحداث البسيطة وتحويلها إلى أزمات مجتمعية، بهدف إثارة الرأي العام وتعميق الانقسامات بين الفئات المختلفة. هذه الاستراتيجية لا تقتصر فقط على التأثير الإعلامي، بل تسعى أيضًا إلى استقطاب وتجنيد أفراد جدد من خلال استغلال مشاعر الغضب والاستياء المجتمعي، مما يجعلها أداة فعالة في استدامة تأثيرها.
صناعة الأزمة من واقعة بسيطة
بدأت الواقعة كمشكلة فردية بين لاعبي نادي الزمالك وأحد المنظمين خلال مباراة كأس السوبر المصري في الإمارات، وهي في الأساس حادثة يمكن أن تُحل داخليًا دون أن تتخذ أبعادًا كبيرة. ومع ذلك، سرعان ما تحولت هذه الحادثة إلى موضوع للتلاعب الإعلامي والسياسي، حيث استغلت جماعة الإخوان المسلمين الحدث لإثارة الرأي العام ضد دولة الإمارات من جهة وضد نادي الزمالك ومجلس إدارته من جهة أخرى.
آلية صناعة الأزمة
التحريض الإلكتروني المنظم: لجأت جماعة الإخوان إلى تفعيل خلاياها الإلكترونية على منصات التواصل الاجتماعي مثل "إكس" (تويتر سابقًا) و"فيسبوك"، حيث قامت بتوجيه عدد كبير من المنشورات والتغريدات التي تحمل رسائل سلبية تجاه الإمارات ونادي الزمالك. هذه الرسائل تم صياغتها بعناية لتقديم الجماعة كمدافع عن الحق والعدالة، وللتأثير على مشاعر الجماهير المستاءة من الأحداث الرياضية.
التضخيم الإعلامي: تعمل جماعة الإخوان على تضخيم الأحداث من خلال إعادة نشر وتداول الأخبار المبالغ فيها، مما يساهم في تحويل القضية من حادثة صغيرة إلى أزمة كبيرة. تستخدم الجماعة بعض المنصات الإعلامية المعروفة بتوجهاتها لدعم حملتها ونشر رواية معينة حول الحادثة، مما يؤدي إلى خلق حالة من الجدل.
تشويه السمعة: اعتمدت جماعة الإخوان في هذه الحالة على استهداف الجهات المعنية بالحادثة – الإمارات ونادي الزمالك – بشكل مباشر. حيث ركزت الجماعة في هجماتها الإلكترونية على تشويه صورة دولة الإمارات واستغلال التوترات الموجودة بين بعض القطاعات الجماهيرية المصرية والإماراتية، وهو ما يعزز الشعور بعدم الثقة تجاه هذه الدولة. كما استغلت الجماعة القصة لزيادة الانقسام داخل جماهير نادي الزمالك وبينهم وبين مجلس إدارة النادي.
إدارة الأزمة إعلاميًا
تتميز جماعة الإخوان بقدرتها على إدارة الأزمات عبر مراحل متعددة، تعتمد على إشعال الحريق بدايةً، ثم نشر الأكاذيب أو المعلومات المغلوطة، واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق انتشار واسع. في هذه الحالة، أداروا الأزمة من خلال:
التصعيد المتدرج: بعد وقوع الحادثة، بدأت الجماعة بنشر الأخبار الكاذبة حول سوء معاملة بعثة الزمالك، واستغلال الشعور الوطني لدى الجمهور المصري للهجوم على الإمارات.
الاستفادة من التعاطف الجماهيري: جماهير الرياضة بشكل خاص تتميز بالعاطفة والانفعالية، مما يجعلها فئة خصبة للاستهداف. لذلك، استغلّت الجماعة توجيه خطاب يستهدف هذه الجماهير بتصوير الإمارات كعدو خارجي ونادي الزمالك كمؤسسة خانت مبادئها. هذا أدى إلى تحفيز الشعور بالانتماء لدى الجمهور ودفعهم للمشاركة في الهجوم الإلكتروني.
تحويل القضية إلى سلاح للتجنيد: تكتيك التحريض على الغضب وخلق الانقسامات يخدم هدفًا أكبر لجماعة الإخوان، وهو تجنيد الشباب والجماهير التي ترى أن هناك ظلماً أو تمييزاً، وجذبهم إلى صفوفها. هذا يتم عبر استغلال الأزمات كوسيلة لإقناع الجمهور بأن الجماعة هي الحل وأنهم يدافعون عن حقوقهم.
أثر استراتيجية صناعة الأزمة على الشارع المصري
يظهر أثر هذه الاستراتيجية بشكل واضح في الشارع المصري حيث تتسبب في:
تعميق الانقسامات الداخلية: تستغل الجماعة أي توتر أو خلاف رياضي أو سياسي لتأجيج الصراعات بين الجماهير، سواء كانت صراعات رياضية، اجتماعية أو سياسية.
زيادة الاستقطاب: يعزز هذا النوع من الأزمات من الاستقطاب السياسي والاجتماعي في المجتمع المصري، حيث تنجح الجماعة في تقسيم الناس إلى معسكرات متصارعة، مما يُضعف من التضامن الوطني ويزيد من الاستعداد لقبول التفسيرات المتطرفة.
إثارة الفوضى النفسية: في ضوء استخدام الجماعة للأزمات البسيطة وتحويلها إلى قضايا رأي عام، تتأثر الحالة النفسية للمجتمع ككل، حيث تصبح الأزمات المتتالية سبباً للشعور بالإحباط والاضطراب، مما يساهم في تعزيز الإحساس بعدم الاستقرار.
الاستفادة من الأزمة في عمليات التجنيد
تلعب الأزمات دورًا رئيسيًا في تجنيد أفراد جدد، حيث تسعى الجماعة لاستغلال الغضب المتولد من الأزمات لضم أشخاص يشعرون بالظلم أو بأن الدولة غير قادرة على حل مشاكلهم. الخطاب الذي تستخدمه الجماعة في هذا السياق يدفع الجماهير للبحث عن بدائل، ويكون الجماعة هي البديل المتاح أمامهم.
الخاتمة:
إن استغلال جماعة الإخوان لأي مشكلة مهما كانت صغيرة لصناعة أزمة كبيرة وإدارتها إعلاميًا هو تكتيك يعتمد على التلاعب بالمشاعر الجماهيرية وتصعيد المواقف لتحقيق أهداف سياسية وأيديولوجية. تظل هذه الاستراتيجية واحدة من أخطر الأدوات التي تستخدمها الجماعة لإحداث الفوضى والانقسام داخل المجتمعات، ولا سيما المجتمع المصري، حيث تجد الجماعة في الرياضة وسيلة قوية للتأثير والتجنيد.
صناعة الأزمة من واقعة بسيطة
بدأت الواقعة كمشكلة فردية بين لاعبي نادي الزمالك وأحد المنظمين خلال مباراة كأس السوبر المصري في الإمارات، وهي في الأساس حادثة يمكن أن تُحل داخليًا دون أن تتخذ أبعادًا كبيرة. ومع ذلك، سرعان ما تحولت هذه الحادثة إلى موضوع للتلاعب الإعلامي والسياسي، حيث استغلت جماعة الإخوان المسلمين الحدث لإثارة الرأي العام ضد دولة الإمارات من جهة وضد نادي الزمالك ومجلس إدارته من جهة أخرى.
آلية صناعة الأزمة
التحريض الإلكتروني المنظم: لجأت جماعة الإخوان إلى تفعيل خلاياها الإلكترونية على منصات التواصل الاجتماعي مثل "إكس" (تويتر سابقًا) و"فيسبوك"، حيث قامت بتوجيه عدد كبير من المنشورات والتغريدات التي تحمل رسائل سلبية تجاه الإمارات ونادي الزمالك. هذه الرسائل تم صياغتها بعناية لتقديم الجماعة كمدافع عن الحق والعدالة، وللتأثير على مشاعر الجماهير المستاءة من الأحداث الرياضية.
التضخيم الإعلامي: تعمل جماعة الإخوان على تضخيم الأحداث من خلال إعادة نشر وتداول الأخبار المبالغ فيها، مما يساهم في تحويل القضية من حادثة صغيرة إلى أزمة كبيرة. تستخدم الجماعة بعض المنصات الإعلامية المعروفة بتوجهاتها لدعم حملتها ونشر رواية معينة حول الحادثة، مما يؤدي إلى خلق حالة من الجدل.
تشويه السمعة: اعتمدت جماعة الإخوان في هذه الحالة على استهداف الجهات المعنية بالحادثة – الإمارات ونادي الزمالك – بشكل مباشر. حيث ركزت الجماعة في هجماتها الإلكترونية على تشويه صورة دولة الإمارات واستغلال التوترات الموجودة بين بعض القطاعات الجماهيرية المصرية والإماراتية، وهو ما يعزز الشعور بعدم الثقة تجاه هذه الدولة. كما استغلت الجماعة القصة لزيادة الانقسام داخل جماهير نادي الزمالك وبينهم وبين مجلس إدارة النادي.
إدارة الأزمة إعلاميًا
تتميز جماعة الإخوان بقدرتها على إدارة الأزمات عبر مراحل متعددة، تعتمد على إشعال الحريق بدايةً، ثم نشر الأكاذيب أو المعلومات المغلوطة، واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق انتشار واسع. في هذه الحالة، أداروا الأزمة من خلال:
التصعيد المتدرج: بعد وقوع الحادثة، بدأت الجماعة بنشر الأخبار الكاذبة حول سوء معاملة بعثة الزمالك، واستغلال الشعور الوطني لدى الجمهور المصري للهجوم على الإمارات.
الاستفادة من التعاطف الجماهيري: جماهير الرياضة بشكل خاص تتميز بالعاطفة والانفعالية، مما يجعلها فئة خصبة للاستهداف. لذلك، استغلّت الجماعة توجيه خطاب يستهدف هذه الجماهير بتصوير الإمارات كعدو خارجي ونادي الزمالك كمؤسسة خانت مبادئها. هذا أدى إلى تحفيز الشعور بالانتماء لدى الجمهور ودفعهم للمشاركة في الهجوم الإلكتروني.
تحويل القضية إلى سلاح للتجنيد: تكتيك التحريض على الغضب وخلق الانقسامات يخدم هدفًا أكبر لجماعة الإخوان، وهو تجنيد الشباب والجماهير التي ترى أن هناك ظلماً أو تمييزاً، وجذبهم إلى صفوفها. هذا يتم عبر استغلال الأزمات كوسيلة لإقناع الجمهور بأن الجماعة هي الحل وأنهم يدافعون عن حقوقهم.
أثر استراتيجية صناعة الأزمة على الشارع المصري
يظهر أثر هذه الاستراتيجية بشكل واضح في الشارع المصري حيث تتسبب في:
تعميق الانقسامات الداخلية: تستغل الجماعة أي توتر أو خلاف رياضي أو سياسي لتأجيج الصراعات بين الجماهير، سواء كانت صراعات رياضية، اجتماعية أو سياسية.
زيادة الاستقطاب: يعزز هذا النوع من الأزمات من الاستقطاب السياسي والاجتماعي في المجتمع المصري، حيث تنجح الجماعة في تقسيم الناس إلى معسكرات متصارعة، مما يُضعف من التضامن الوطني ويزيد من الاستعداد لقبول التفسيرات المتطرفة.
إثارة الفوضى النفسية: في ضوء استخدام الجماعة للأزمات البسيطة وتحويلها إلى قضايا رأي عام، تتأثر الحالة النفسية للمجتمع ككل، حيث تصبح الأزمات المتتالية سبباً للشعور بالإحباط والاضطراب، مما يساهم في تعزيز الإحساس بعدم الاستقرار.
الاستفادة من الأزمة في عمليات التجنيد
تلعب الأزمات دورًا رئيسيًا في تجنيد أفراد جدد، حيث تسعى الجماعة لاستغلال الغضب المتولد من الأزمات لضم أشخاص يشعرون بالظلم أو بأن الدولة غير قادرة على حل مشاكلهم. الخطاب الذي تستخدمه الجماعة في هذا السياق يدفع الجماهير للبحث عن بدائل، ويكون الجماعة هي البديل المتاح أمامهم.
الخاتمة:
إن استغلال جماعة الإخوان لأي مشكلة مهما كانت صغيرة لصناعة أزمة كبيرة وإدارتها إعلاميًا هو تكتيك يعتمد على التلاعب بالمشاعر الجماهيرية وتصعيد المواقف لتحقيق أهداف سياسية وأيديولوجية. تظل هذه الاستراتيجية واحدة من أخطر الأدوات التي تستخدمها الجماعة لإحداث الفوضى والانقسام داخل المجتمعات، ولا سيما المجتمع المصري، حيث تجد الجماعة في الرياضة وسيلة قوية للتأثير والتجنيد.