اقتحام الحوثيين لمراكز السلفيين.. انتهاكات متكررة واعتداءات مستمرة
الإثنين 28/أكتوبر/2024 - 11:16 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
ضمن مخططهم لنشر التوجه الديني الشيعي المستوحى من النهج الإيراني، واصلت ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا استهداف وغلق المراكز الدينية في المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم، حيث أقدمت الميليشيات خلال الأيام الماضية على اقتحام مركز جديد تابع للتيار السلفي في محافظة إب، وشرعت بنهب المركز الذي يدرس فيه العشرات من الطلاب والباحثين في جانب العلوم الشرعية.
وقالت مصادر محلية إن مسلحين حوثيين قاموا باقتحام مركز الإمام الشافعي مع المسجد الكائن في منطقة "ماتر" بمديرية ريف إب وقامت بطرد مئات الطلاب من المركز الذي يدرسون فيه.
وأكدت المصادر ان الحملة قامت بمصادرة أثاث وممتلكات المركز والطلاب الذين تم طردهم للشارع، في مشهد أثار استياءً واسعا في أوساط المواطنين.
وتعتبر هذه الحادثة واحدة من سلسلة من الاعتداءات المتكررة التي نفذتها مليشيا الحوثي ضد السلفيين في عدة محافظات.
فقبل نحو اسبوعين استهدفت ميليشيا الحوثي مركز ديني يتبع التيار السلفي في محافظة الحديدة، ضمن الحملة الواسعة التي تقودها الميليشيات ضد مراكز العلوم الشرعية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم بمختلف مديريات المحافظة.
وكانت الميليشيا اقتحمت في سبتمبر 2023، مركز "الخير" السلفي في محافظة البيضاء، مما أثار القلق والغضب في الأوساط المحلية. هذا الاقتحام، الذي جاء معزّزًا بعدد من الأطقم المسلحة، لم يكن مجرد اعتداء على مركز تعليمي فحسب، بل كان أيضًا تجسيدًا لسياسة المليشيا الهادفة إلى إلغاء أي وجود فكري منافٍ لأفكارهم الطائفية.
وبحسب مصادر محلية، دخلت المليشيا الحوثية إلى مركز "الخير" في مديرية "ذي ناعم" وعبثت بمحتوياته. ولم يقتصر الأمر على النهب والتخريب، بل قامت المليشيا باختطاف عدد من الطلاب والقائمين على المركز، وفي خطوة أخرى تتسم بالقسوة، اقتادت المليشيا المختطفين إلى السجن المركزي في مدينة البيضاء، مما يطرح تساؤلات حول مصيرهم.
وفي أبريل 2022، اقتحمت المليشيا أيضًا مركز دار الحديث في محافظة ذمار وطردت الشيخ علي الفتوحي، مما يعكس الاستهداف المستمر للمراكز السلفية.
وفي عام 2021، تم اقتحام عدد من المراكز السلفية في العاصمة صنعاء، حيث قامت المليشيا بنهب محتوياتها واعتقال الطلاب والقائمين عليها. هذا التوجه العدواني يعكس رغبة الحوثيين في فرض سيطرتهم على الفضاء الديني ورفض أي فكر مغاير لمعتقداتهم.
وبحسب تقارير صحفية تسعى مليشيا الحوثي، من خلال هذه الاقتحامات، إلى نشر أفكارها الشيعية المتطرفة وإلغاء أي وجود للسلفيين الذين يعتبرونهم منافسين فكريين. ورغم توقيعهم وثائق تعايش مع بعض الشخصيات السلفية، فإن المليشيا غالبًا ما تنقض هذه الاتفاقات، مما يبرز عدم احترامهم لأي نوع من أنواع التعايش السلمي.
ويرى المراقبون أن هذه التصرفات تعكس عدم قبول الحوثيين بأي جماعة دينية سنية، وتظهر إصرارهم على فرض رؤيتهم الطائفية. إن استهداف المراكز الدينية يشكل انتهاكًا صارخًا لحرية الدين والمعتقد، وينذر بخطر أكبر على التعددية الدينية في اليمن.
ولا يعكس استمرار اعتداءات الحوثيين على المراكز السلفية نية مبيتة للقضاء على الفكر السلفي فقط، بل أيضًا يتجاوز ذلك إلى محاولات لخلق حالة من الخوف والترهيب بين الجماعات الدينية، الأمر الذي يتطلب تكاتف الجهود من قبل المجتمع الدولي والمحلي للضغط على الحوثيين لوقف هذه الانتهاكات وضمان حقوق الجميع في ممارسة دينهم بحرية.