تم انتخاب نعيم قاسم أميناً عاماً لحزب الله بعد اغتيال حسن نصر الله في غارة إسرائيلية في سبتمبر 2024، في حدث يمثل تحولاً كبيراً في قيادة الحزب ويأتي في فترة معقدة تشهد تصاعد التوترات في المنطقة.

وُلد نعيم قاسم عام 1953 في منطقة البسطة التحتا ببيروت، وينحدر من عائلة تعود أصولها إلى بلدة كفرفيلا في الجنوب اللبناني، المنطقة ذات الأغلبية الشيعية. 

بدأ قاسم نشاطه السياسي في صفوف حركة "أمل"، التي تأسست عام 1974، حيث لعب دوراً مهماً في الحركة التي سعت للدفاع عن حقوق الشيعة اللبنانيين.

 إلا أن تطلعاته السياسية أخذت منحى آخر بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، التي ألهمت العديد من الناشطين الشيعة، بما في ذلك قاسم، لترك "أمل" والانخراط في حراك جديد قام على تأسيس حزب الله.

كان لقاسم دور أساسي في الاجتماعات التأسيسية لحزب الله في أوائل الثمانينيات، حيث برز كأحد الشخصيات المؤثرة في توجيه الفكر السياسي للحزب. 

وفي عام 1991، تم تعيينه نائباً للأمين العام لحزب الله عباس الموسوي، الذي اغتيل لاحقاً في هجوم إسرائيلي عام 1992. 

استمر قاسم في نفس المنصب عندما تسلم حسن نصر الله قيادة الحزب، مما جعله من أبرز الشخصيات الموثوقة والمؤثرة داخل الحزب على مدار العقود الثلاثة الماضية.

 اشتهر قاسم كمتحدث رئيسي باسم حزب الله، وأجرى العديد من المقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية، مُعرّفاً بمواقف الحزب تجاه القضايا الإقليمية والدولية. وخلال الاشتباكات الحدودية الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، والتي تزامنت مع تصعيد الحرب في غزة، أكد في يونيو الماضي أن الحزب ليس لديه نية لتوسيع نطاق الحرب، لكنه سيواجه أي تهديد يُفرض عليه​.

الخبرة الانتخابية 

إلى جانب دوره العسكري والسياسي، لعب قاسم دوراً استراتيجياً في المجال الانتخابي، إذ قاد الحملات الانتخابية لحزب الله منذ دخول الحزب في الساحة البرلمانية اللبنانية عام 1992، مما ساعد على زيادة تمثيل الحزب وتأثيره في السياسة اللبنانية.

الحياة الشخصية

 نعيم قاسم متزوج ولديه ستة أبناء، ويعيش في بيئة تربطه بعائلته وتقاليده الجنوبية التي تشكل خلفيته الثقافية والاجتماعية.

بعد اغتيال نصر الله، سعى قاسم إلى طمأنة الجمهور اللبناني ومناصري الحزب على استقرار القيادة، مؤكدًا أن العمليات والاستعدادات مستمرة دون انقطاع. 

كما أشار إلى قدرة الحزب على الاستمرار في ظل هذه الظروف، مؤكدًا على أن الحزب سيتخذ كافة الإجراءات التي تراها القيادة مناسبة للتصدي للعدوان الإسرائيلي المتواصل على الجنوب اللبناني​
و يمثل تعيين نعيم قاسم كأمين عام لحزب الله استمراراً لخط الحزب ونهجه في المنطقة. هذا التغيير القيادي يأتي في وقت حساس، حيث تتزايد عمليات التصعيد من إسرائيل، مما يشير إلى أن حزب الله تحت قيادة قاسم قد يتجه إلى تعزيز سياساته التصعيدية مع الحفاظ على وحدة الجبهات التابعة له في المنطقة.