في غزة، أفادت مصادر طبية أمس، بأن 37 فلسطينياً قضوا نحبهم جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ فجر أمس، 24 منهم من مناطق الشمال، ما يرفع عدد الذين لقوا حتفهم في غزة إلى 70، خلال الساعات الـ24 الماضية.

وذكرت قناة «روسيا اليوم» أن القوات الإسرائيلية قصفت دراجة نارية في منطقة خربة العدس شمالي مدينة رفح جنوبي القطاع، ما أودى بحياة شخصين وإصابة آخرين، فيما انتشلت طواقم الدفاع المدني جثامين فلسطينيين من تحت أنقاض منزل استهدفته القوات الإسرائيلية في المخيم الجديد شمال النصيرات وسط القطاع.

وأطلق أهالي بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع مناشدات عاجلة لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض جراء قصف الطائرات الإسرائيلية لمنزل بالقرب من مفترق أبو الجديان.

وفي وقت لاحق أمس، ألقت طائرات إسرائيلية منشورات على بيت لاهيا تأمر السكان الذين لم يغادروا منازلهم وملاجئ مؤقتة تؤوي عائلات نازحة بإخلاء البلدة بشكل كامل.

وقال فلسطينيون إن الهجمات الجديدة والأوامر الإسرائيلية للسكان بالإخلاء تهدف إلى إفراغ بلدتين في شمال قطاع غزة ومخيم للاجئين من أجل إنشاء مناطق عازلة وإعلانها عسكرية تطبيقاً لـ«خطة الجنرالات».

وقال مسعفون إن أربعة آخرين لقوا حتفهم في بلدة الزوايدة وسط القطاع. وقال مسؤولون بقطاع الصحة إن غارتين جويتين منفصلتين قتلتا ستة فلسطينيين بمدينتي غزة ودير البلح.

اقتحامات وهدم

في غضون ذلك، تشهد الضفة الغربية تصعيداً كبيراً من جانب الجيش الإسرائيلي الذي قتل سبعة فلسطينيين في شمال الضفة. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن خمسة فلسطينيين قضوا في هجومين إسرائيليين منفصلين في مدينة قباطية وبالقرب منها، فيما لقي الاثنان الآخران حتفهما في منطقة طمون.

وهدمت آليات البلدية الإسرائيلية في القدس أمس، سبعة منازل على الأقل لفلسطينيين في حي البستان ببلدة سلوان شمال المدينة. وأكد الناشط فخري أبو دياب وهو أحد المتضررين من الهدم، أن «سبعة منازل على الأقل هدمت والعملية مستمرة».

وأكدت منظمة «عير عميم» الإسرائيلية الحقوقية في بيان أن خطر الهدم الذي «يحظى بتشجيع من الحكومة» اليمينية في إسرائيل من المتوقع أن يطال «115 منزلاً يسكنها نحو 1500 نسمة» في الحي.

حملة اعتقالات

وفي عملية واسعة بالضفة، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتقال 60 عنصراً من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على رأسهم عبلة سعدات، زوجة الأمين العام للجبهة، أحمد سعدات، المعتقل في سجون إسرائيل منذ 2006، وذلك في عملية واسعة النطاق قام بها وجهاز الشاباك بالضفة.

ولفتت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إلى أن من بين المعتقلين مديرا جمعية لجان المرأة التابعة للجبهة، عبلة سعدات، وتحرير بدران جابر من الخليل.

ووفقاً للصحيفة، فإن الاعتقالات شملت كوادر رئيسية بالجبهة في مختلف محافظات الضفة وناشطين ميدانيين قاموا بتجنيد خلايا عسكرية وشجعوا على تنفيذ هجمات.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، في بيان مشترك، إن عدد حالات الاعتقال منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، ارتفع إلى أكثر من 11 ألفاً و600 فلسطيني من الضفة بما فيها القدس.

انفصل محمد عطية عن أسرته في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة منذ أسبوعين، عندما نقل إلى مستشفى لتلقي العلاج من إصابة في الرأس، والآن يمزقه الندم على تركهم في بؤرة حملة عسكرية إسرائيلية ضخمة.

ويروي عن ذلك قائلاً «بيحكولي عن ليالي من الرعب. بيقولولي كيف إنه كل ليلة بيدعوا ربنا إنه ينجيهم وبيودعوا بعض. الدنيا هناك نار زي جهنم بتغلي وأنا بحس بهذا الشي في صدري.. يا ريتني ما طلعت من هناك».

وفي حين يقبع منتظراً في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة على بعد بضعة كيلومترات من منزله الذي لا يمكنه العودة إليه، يقبع 23 فرداً من عائلته في منزل واحد ليؤويهم وهم بالكاد يجدون ما يتغذون عليه.

وأضاف «بيتقضوا على الموجود، شوي المعلبات اللي ظايلة (باقية)... لا في فاكهة طازة ولا خضراوات ولا لحمة ولا دجاج وطبعاً ولا في مياه نظيفة».

أوامر إخلاء

وخرج آلاف الفلسطينيين من بيت لاهيا ومن بيت حانون وجباليا عقب أوامر إخلاء. والمنطقة باتت معزولة من مدينة غزة إلى الجنوب منها والاتصالات متقطعة وإمدادات الغذاء تتضاءل وأسعار القليل المتاح وصلت لمستويات ارتفاع جنونية.

وليس من الواضح عدد المدنيين الباقين في شمال القطاع. ويقدر الدفاع المدني الفلسطيني أن مئة ألف لا يزالون في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون وهو نحو نصف من كانوا هناك في بداية الحملة العسكرية الجديدة في الخامس من أكتوبر الماضي. ودمرت عمليات القصف المتكررة ملاذات كانت تؤوي من بقوا هناك والآن يتكومون معاً في أي بناية لا تزال صامدة. ويقول عطية إن هذا هو سبب أن كل ضربة إسرائيلية على أي منزل تسفر عن عشرات الضحايا.

ويقول مسؤولون كبار في الأمم المتحدة إن الوضع في شمال قطاع غزة «كارثي» وكأنه نهاية العالم في ظل تعرض كل السكان لخطر الموت الوشيك.

تقييد الصحافيين

وحرية تحرك الصحافيين مقيدة والاتصالات غير منتظمة ما يجعل التحقق المستقل مما يحدث على الأرض صعباً. وقال عطية «النزوح هو أسوأ شعور على الإطلاق... بينحكالك اجري مشان تحافظ على حياتك، بتسأل الصوت اللي بيحكي معك قديش معي وقت بيقولك اطلع أو اجري، شو بتقدر تحمل معك وأنت بتجري؟».

وكان لعطية وهو موظف حكومي، أحلام لأطفاله الذين تتراوح أعمارهم بين 15 عاماً وعامين في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس قبل الحرب، والتي يقول مسؤولو الصحة في غزة إن عدد القتلى منذ بداية الحرب بلغ أكثر من 43300 فلسطيني.

ويصعب على عطية تصور المستقبل. ويعتقد العديد من الفلسطينيين أن الحرب تهدف إلى تمهيد الطريق لعودة المستوطنين الإسرائيليين إلى غزة بعد الحرب. وقال عطية «هم بيعملوا مناطق عازلة، مشان هيك بيدمروا الشوارع والمربعات السكنية، وفي منهم مجانينهم بيحكوا عن رجعة المستوطنين، هاي وصف قديش الحالة سيئة هناك».

تظاهر عشرات الآلاف من الأشخاص، مساء الثلاثاء، في أنحاء مختلفة بإسرائيل احتجاجا على إقالة وزير الدفاع، يوآف غالانت، من قبل رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو.

وأفاد مراسل الحرة في تل أبيب، باعتقال نحو  40 متظاهرا،  واندلاع مواجهات في احتجاجات بالقرب من منزل نتانياهو في شارع غزة في القدس، وفي منطقة شارع 1 وفي حيفا ومدن أخرى.

وعلق وزير الدفاع المقال يوآف غالانت، على قرار إقالته من منصبه، مشيرا إلى أنها تأتي "بعد إنجازات مذهلة في الحرب"، مضيفا "أنا فخور بإنجازات منظومة الأمن. أمن إسرائيل هو مهمة حياتي. منذ 7 أكتوبر، ركزت فقط على مهمة واحدة - تحقيق النصر في الحرب".

وأقال رئيس الوزراء الإسرائيلي وزير دفاعه، الثلاثاء، بعد خلافات خرجت إلى العلن بشأن حرب غزة وعيّن مكانه وزير الخارجية يسرائيل كاتس الذي تعهّد هزيمة "أعداء" بلاده.

3 أسباب

وذكر غالانت، أن إقالته جاءت لثلاثة أسباب، أولها "الأول، موقفي الحازم بأن كل من هو في سن التجنيد يجب أن يتجند. هذا الموضوع ليس مجرد قضية اجتماعية، بل هو الموضوع الأهم لوجودنا ومستقبلنا، وأمن دولة إسرائيل".

وأضاف: "فقدنا في هذه الحرب المئات من المقاتلين، رجالا ونساء. السنوات القادمة ستجلب لنا تحديات إضافية. لم تنتهِ الحروب ولم تتوقف عقارب ساعة المعركة"، معتبرا أن "في هذه الظروف، ليس لدينا خيار - يجب على الجميع الخدمة في الجيش والمشاركة في مهمة الدفاع عن دولة إسرائيل. لا يجب السماح بتمرير قانون تمييزي وفاسد في الكنيست يعفي عشرات الآلاف من المواطنين من تحمّل العبء، وقد حان الوقت للتغيير".

والسبب الثاني، بحسب قوله، هو "الالتزام بإعادة المختطفين لدى حماس. علينا القيام بذلك بسرعة وهم لا يزالون على قيد الحياة. أؤكد أن هذا الأمر ممكن، وأن الجيش الإسرائيلي يعرف كيفية دعمهم أمنياً".

تقدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، بالتهنئة لدونالد ترامب بعد إعلانه فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية.

وعبّر السيسي في منشور على صفحته الرسمية على فيسبوك عن "أمنياته بالتوفيق والنجاح في تحقيق مصالح الشعب الأميركي".

وأعرب الرئيس المصري عن تطلعه للوصول لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وشعبيهما.

وأكد أنه لطالما قدم البلدان "نموذجاً للتعاون ونجحا سوياً في تحقيق المصالح المشتركة للبلدين، وهو ما نتطلع إلى مواصلته في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم."

 وأعلن ترامب، في وقت مبكر، الأربعاء، فوزه في انتخابات الرئاسة على منافسته الديمقراطية، كامالا هاريس. 

وفي كلمة ألقاها أمام أنصاره في فلوريدا، قال ترامب: "لقد كتبنا التاريخ هذه الليلة. انظروا إلى ما حدث، أليس هذا جنونيا؟".

وخلال كلمته، شكر ترامب الحضور وأنصاره من الشعب الأميركي على انتخابه "الرئيس الـ47 للولايات المتحدة"، وفق تعبيره.

وأكد فوزه في ولايات بارزة، منها بنسلفانيا، نيفادا، وألاسكا. وقال: "هذا سيؤدي إلى فوزنا بنحو 350 صوت في المجمع الانتخابي"، مشيرا إلى أنه كسب التصويت الشعبي أيضا.

ترامب أعلن أيضا أن حزبه الجمهوري فاز بمجلس الشيوخ، معبرا عن فرحته بالنصر وسط تصفيق أنصاره الذين انتظروا خطابه لساعات طويلة.

وقال: "الانتصارات رائعة... لم يتوقع أحد هذا... أود أن أشكركم على ذلك، ويبدو أننا سنحافظ أيضا على سيطرتنا على مجلس النواب".

ونجح الجمهوريون في استعادة السيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي، بعد أن انتزعوا مقعدين كان يشغلهما الديمقراطيون في ولايتي وست فيرجينيا وأوهايو، بحسب وكالة أسوشيتد برس.

إلى ذلك، شكر ترامب زوجته ميلانيا على دعمها خلال حملته الانتخابية، وقال: "وأشكر أيضا كل عائلتي وأبنائي الرائعين".

كذلك، شكر ترامب رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، الذي كان من بين الأوائل الذين أعلنوا فوزه .

بذات المناسبة، هنأ ترامب المرشح لمنصب نائب الرئيس، جي دي فانس، قائلا: "أود أن أكون أول من يهنئه"، قبل أن يأخذ فانس الكلمة ليشكر بدوره الناخبين الجمهوريين.