تأثير فوز دونالد ترامب على جماعات الإسلام السياسي
الأربعاء 06/نوفمبر/2024 - 12:59 م
طباعة
حسام الحداد
مع احتدام الصراع الإقليمي وعودة اسم ترامب إلى الساحة كمرشح قوي للرئاسة الأمريكية، تُثار تساؤلات عديدة حول انعكاسات فوزه المحتمل على جماعات الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، والتي تشمل حركات الإسلام المسلح، وأطرافاً تروج لبرامج سياسية ذات طابع إسلامي. إذ يرتبط ترامب بمواقف وسياسات قاسية تجاه هذه الجماعات، مستمدّة من رؤيته للأمن القومي الأمريكي ومصالح حلفائه في المنطقة، وعلى رأسهم إسرائيل.
ترامب والإسلام السياسي:
كانت فترة ترامب السابقة في البيت الأبيض مليئة بالتصريحات والمواقف الحادة تجاه الإسلام السياسي، إذ يرى فيه تهديداً للأمن الإقليمي والأمريكي. وبخلاف الإدارات السابقة التي تعاملت مع بعض هذه الجماعات بمرونة وتواصلت مع بعضها في مراحل معينة، كان ترامب صارمًا في موقفه تجاه تلك الحركات، حيث اعتبرها مصدرًا رئيسيًا للتطرف الذي يهدد أمن الولايات المتحدة وحلفائها.
تجسد ذلك في محاولاته المتكررة لوضع جماعة الإخوان المسلمين ضمن قائمة الإرهاب، وهي خطوة تدرسها الولايات المتحدة من حين لآخر. يتوقع أن يحمل فوزه المحتمل في الرئاسة نظرة أكثر تشدداً تجاه الحركات الإسلامية السياسية، حيث سيعمل على تصعيد المواجهة معها عبر عقوبات اقتصادية ودبلوماسية، ودعم خصومها الإقليميين.
تأثير على التحالفات الإقليمية وضغوط مكثفة على جماعات الإسلام السياسي
يميل ترامب إلى بناء تحالفات إقليمية قوية تهدف إلى الحد من نفوذ الجماعات الإسلامية، حيث ركز في فترته السابقة على دعم حلفاء من الدول العربية، الذين تجمعهم مصالح مشتركة في مواجهة تلك الجماعات. وقد برز ذلك في تشكيل "السلام الإبراهيمي" الذي شمل تطبيع العلاقات بين عدة دول عربية وإسرائيل، بما يعزز التعاون الأمني ويعزل القوى السياسية الإسلامية مثل "حماس" في فلسطين، و"الإخوان المسلمين" في دول مختلفة.
عودة ترامب قد تشهد توطيد هذه التحالفات ودعماً أكبر للدول التي تنظر إلى الإسلام السياسي على أنه تهديد لأمنها الداخلي، ما يعني تضييقاً محكماً على حركات الإسلام السياسي، وحرمانها من الحاضنة الشعبية أو الحلفاء التقليديين.
تكثيف الضغوط على إيران وحلفائها:
إيران تُعد من أبرز الداعمين لجماعات إسلامية سياسية، خاصة تلك التي تنتمي للتيار الشيعي، مثل "حزب الله" في لبنان، و"الحوثيين" في اليمن. خلال فترة ترامب السابقة، انسحب من الاتفاق النووي وفرض سلسلة من العقوبات الشديدة على إيران، ما أدى إلى تقليص قدراتها على دعم هذه الجماعات.
إذا عاد ترامب إلى السلطة، يتوقع أن يعيد هذا النهج المتشدد تجاه إيران، وربما يزيد من الضغط عليها إلى مستويات غير مسبوقة، مما قد يقلص من قدرات الجماعات الإسلامية الشيعية على الصعيد المالي والعسكري. هذا الضغط قد يؤدي إلى تراجع دور تلك الجماعات في المشهد الإقليمي، أو على الأقل تقييد نشاطها بشكل كبير.
4التأثير على الحركات الإسلامية السنية المسلحة:
خلال فترة حكمه، تبنى ترامب استراتيجية عسكرية مباشرة تجاه الجماعات السنية المتشددة، مثل تنظيم "داعش" و"القاعدة". شهدت تلك الفترة تكثيف الضربات الجوية وعمليات القوات الخاصة التي استهدفت قيادات بارزة في هذه التنظيمات. يمكن القول إن ترامب يؤمن بأن التعامل العسكري المباشر هو الأنسب لكبح جماح هذه الجماعات، بخلاف سياسات الإدارات الأخرى التي ركزت على احتواء الجماعات السنية المسلحة أو معالجة الأسباب الجذرية للتطرف.
في حال فوزه مجددًا، من المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في استهداف هذه الجماعات بعمليات عسكرية خاصة، سواء في سوريا أو العراق أو اليمن، مما قد يحدّ من نشاطاتها ويقلص من قدرتها على تجنيد وتوسيع نفوذها.
إعادة تشكيل العلاقة مع تركيا:
تلعب تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان دورًا رئيسيًا في دعم بعض الجماعات الإسلامية السياسية، خاصة في سوريا، كما تحافظ على علاقات وثيقة مع الإخوان المسلمين. ترامب اتخذ موقفًا متقلبًا تجاه تركيا خلال فترة رئاسته السابقة، ولكنه في الغالب حافظ على علاقة ودية مع أردوغان، مما خلق مساحة لتحرك بعض الجماعات الإسلامية داخل سوريا، بدعم تركي.
في حال عاد ترامب للرئاسة، قد يكون هناك مسار معقد أمام العلاقة مع تركيا، خاصةً إذا اتجه نحو التحالف مع القوى التي ترى في الإسلام السياسي تهديداً لها، مثل مصر والسعودية. هذا قد يعني ضغوطًا إضافية على جماعات الإسلام السياسي السورية، وربما يدفع تركيا إلى إعادة النظر في دعمها لبعض هذه الحركات.
دعم السياسات الإسرائيلية ضد حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين
إسرائيل تعتبر أن حماس والجهاد الإسلامي في غزة هما التهديد الرئيسي لأمنها، وترى في الدعم الأمريكي القوي أساسًا لضمان سلامة موقفها ضد هذه الحركات. خلال فترة ترامب السابقة، حصلت إسرائيل على دعم غير مسبوق من البيت الأبيض، مما شجعها على اتخاذ إجراءات قاسية ضد الحركات الإسلامية في الأراضي الفلسطينية.
بعودة ترامب، قد تجد إسرائيل مساحة أكبر لممارسة ضغوطها ضد حركات المقاومة، مع تعزيز الدعم العسكري الأمريكي والتنسيق الاستخباراتي. وقد يدفع هذا الوضع حماس والجهاد الإسلامي إلى اللجوء إلى حلفاء آخرين، مما يضعف موقفهما في الساحة الإقليمية.
توازنات صعبة ومستقبل غامض لجماعات الإسلام السياسي
سيكون لفوز ترامب المحتمل تأثيرات جذرية على خريطة الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، خاصةً وأنه يرتكز على مواقف صارمة تجاه الحركات الإسلامية. هذا التحول قد يُعمّق عزلة بعض الجماعات، ويدفعها إلى إعادة ترتيب أوراقها وتحالفاتها، وقد يؤدي إلى احتواء بعضها أو تقييد قدرتها على العمل بشكل فعال.
ومع هذه التغييرات، ستكون المنطقة أمام مرحلة جديدة تتسم بزيادة التوترات، وتحديات كبيرة لتلك الجماعات، إذ ستكون مضطرة للتعامل مع واقع قد لا يخدم مصالحها، مع ضغوط أمريكية وحلفاء إقليميين يرغبون في إضعاف دورها بشكل أكبر.
ترامب والإسلام السياسي:
كانت فترة ترامب السابقة في البيت الأبيض مليئة بالتصريحات والمواقف الحادة تجاه الإسلام السياسي، إذ يرى فيه تهديداً للأمن الإقليمي والأمريكي. وبخلاف الإدارات السابقة التي تعاملت مع بعض هذه الجماعات بمرونة وتواصلت مع بعضها في مراحل معينة، كان ترامب صارمًا في موقفه تجاه تلك الحركات، حيث اعتبرها مصدرًا رئيسيًا للتطرف الذي يهدد أمن الولايات المتحدة وحلفائها.
تجسد ذلك في محاولاته المتكررة لوضع جماعة الإخوان المسلمين ضمن قائمة الإرهاب، وهي خطوة تدرسها الولايات المتحدة من حين لآخر. يتوقع أن يحمل فوزه المحتمل في الرئاسة نظرة أكثر تشدداً تجاه الحركات الإسلامية السياسية، حيث سيعمل على تصعيد المواجهة معها عبر عقوبات اقتصادية ودبلوماسية، ودعم خصومها الإقليميين.
تأثير على التحالفات الإقليمية وضغوط مكثفة على جماعات الإسلام السياسي
يميل ترامب إلى بناء تحالفات إقليمية قوية تهدف إلى الحد من نفوذ الجماعات الإسلامية، حيث ركز في فترته السابقة على دعم حلفاء من الدول العربية، الذين تجمعهم مصالح مشتركة في مواجهة تلك الجماعات. وقد برز ذلك في تشكيل "السلام الإبراهيمي" الذي شمل تطبيع العلاقات بين عدة دول عربية وإسرائيل، بما يعزز التعاون الأمني ويعزل القوى السياسية الإسلامية مثل "حماس" في فلسطين، و"الإخوان المسلمين" في دول مختلفة.
عودة ترامب قد تشهد توطيد هذه التحالفات ودعماً أكبر للدول التي تنظر إلى الإسلام السياسي على أنه تهديد لأمنها الداخلي، ما يعني تضييقاً محكماً على حركات الإسلام السياسي، وحرمانها من الحاضنة الشعبية أو الحلفاء التقليديين.
تكثيف الضغوط على إيران وحلفائها:
إيران تُعد من أبرز الداعمين لجماعات إسلامية سياسية، خاصة تلك التي تنتمي للتيار الشيعي، مثل "حزب الله" في لبنان، و"الحوثيين" في اليمن. خلال فترة ترامب السابقة، انسحب من الاتفاق النووي وفرض سلسلة من العقوبات الشديدة على إيران، ما أدى إلى تقليص قدراتها على دعم هذه الجماعات.
إذا عاد ترامب إلى السلطة، يتوقع أن يعيد هذا النهج المتشدد تجاه إيران، وربما يزيد من الضغط عليها إلى مستويات غير مسبوقة، مما قد يقلص من قدرات الجماعات الإسلامية الشيعية على الصعيد المالي والعسكري. هذا الضغط قد يؤدي إلى تراجع دور تلك الجماعات في المشهد الإقليمي، أو على الأقل تقييد نشاطها بشكل كبير.
4التأثير على الحركات الإسلامية السنية المسلحة:
خلال فترة حكمه، تبنى ترامب استراتيجية عسكرية مباشرة تجاه الجماعات السنية المتشددة، مثل تنظيم "داعش" و"القاعدة". شهدت تلك الفترة تكثيف الضربات الجوية وعمليات القوات الخاصة التي استهدفت قيادات بارزة في هذه التنظيمات. يمكن القول إن ترامب يؤمن بأن التعامل العسكري المباشر هو الأنسب لكبح جماح هذه الجماعات، بخلاف سياسات الإدارات الأخرى التي ركزت على احتواء الجماعات السنية المسلحة أو معالجة الأسباب الجذرية للتطرف.
في حال فوزه مجددًا، من المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في استهداف هذه الجماعات بعمليات عسكرية خاصة، سواء في سوريا أو العراق أو اليمن، مما قد يحدّ من نشاطاتها ويقلص من قدرتها على تجنيد وتوسيع نفوذها.
إعادة تشكيل العلاقة مع تركيا:
تلعب تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان دورًا رئيسيًا في دعم بعض الجماعات الإسلامية السياسية، خاصة في سوريا، كما تحافظ على علاقات وثيقة مع الإخوان المسلمين. ترامب اتخذ موقفًا متقلبًا تجاه تركيا خلال فترة رئاسته السابقة، ولكنه في الغالب حافظ على علاقة ودية مع أردوغان، مما خلق مساحة لتحرك بعض الجماعات الإسلامية داخل سوريا، بدعم تركي.
في حال عاد ترامب للرئاسة، قد يكون هناك مسار معقد أمام العلاقة مع تركيا، خاصةً إذا اتجه نحو التحالف مع القوى التي ترى في الإسلام السياسي تهديداً لها، مثل مصر والسعودية. هذا قد يعني ضغوطًا إضافية على جماعات الإسلام السياسي السورية، وربما يدفع تركيا إلى إعادة النظر في دعمها لبعض هذه الحركات.
دعم السياسات الإسرائيلية ضد حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين
إسرائيل تعتبر أن حماس والجهاد الإسلامي في غزة هما التهديد الرئيسي لأمنها، وترى في الدعم الأمريكي القوي أساسًا لضمان سلامة موقفها ضد هذه الحركات. خلال فترة ترامب السابقة، حصلت إسرائيل على دعم غير مسبوق من البيت الأبيض، مما شجعها على اتخاذ إجراءات قاسية ضد الحركات الإسلامية في الأراضي الفلسطينية.
بعودة ترامب، قد تجد إسرائيل مساحة أكبر لممارسة ضغوطها ضد حركات المقاومة، مع تعزيز الدعم العسكري الأمريكي والتنسيق الاستخباراتي. وقد يدفع هذا الوضع حماس والجهاد الإسلامي إلى اللجوء إلى حلفاء آخرين، مما يضعف موقفهما في الساحة الإقليمية.
توازنات صعبة ومستقبل غامض لجماعات الإسلام السياسي
سيكون لفوز ترامب المحتمل تأثيرات جذرية على خريطة الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، خاصةً وأنه يرتكز على مواقف صارمة تجاه الحركات الإسلامية. هذا التحول قد يُعمّق عزلة بعض الجماعات، ويدفعها إلى إعادة ترتيب أوراقها وتحالفاتها، وقد يؤدي إلى احتواء بعضها أو تقييد قدرتها على العمل بشكل فعال.
ومع هذه التغييرات، ستكون المنطقة أمام مرحلة جديدة تتسم بزيادة التوترات، وتحديات كبيرة لتلك الجماعات، إذ ستكون مضطرة للتعامل مع واقع قد لا يخدم مصالحها، مع ضغوط أمريكية وحلفاء إقليميين يرغبون في إضعاف دورها بشكل أكبر.