حركة الشباب الصومالية في مرمى الجيش الكيني

الجمعة 08/نوفمبر/2024 - 11:33 ص
طباعة حركة الشباب الصومالية حسام الحداد
 
أعلنت وسائل الإعلام يوم الخميس، 7 نوفمبر 2024، عن تنفيذ قوات مكافحة الإرهاب في كينيا عملية عسكرية ضد معاقل حركة الشباب الإرهابية في منطقة الحدود مع الصومال. العملية أسفرت عن تدمير موقعين كانت تستخدمهما الحركة في نقل وتهريب الأسلحة والمقاتلين بين البلدين. كما عثرت القوات الكينية على مواد متفجرة كانت تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة التي كانت تخطط الحركة لاستخدامها في تنفيذ هجمات إرهابية في شمال كينيا، إضافة إلى تلك المخصصة لاستهداف المدنيين والأنشطة التجارية على الطرق الرئيسية بين مقاطعتي جاريسا ولامو الكينيتين.
التحليل الاستراتيجي للعملية العسكرية
تتسم هذه العملية العسكرية التي نفذها الجيش الكيني بكونها خطوة كبيرة في التصدي للأنشطة الإرهابية لحركة الشباب في المناطق الحدودية بين كينيا والصومال، وهو ما يعكس استراتيجية الأمن الكيني التي تعتمد على استهداف معاقل الإرهابيين في عمق الأراضي الحدودية لضرب شبكات التهريب والإمداد. هذه العملية تشير إلى أن كينيا تسعى لتقويض القدرة العملياتية لحركة الشباب على مستوى الإمدادات اللوجستية والقدرة على التحرك عبر الحدود، وهو أمر بالغ الأهمية في تقليص قدرتها على شن الهجمات.
ضرب معاقل التهريب ووقف تمويل الإرهاب
تعد الحدود بين كينيا والصومال من أبرز نقاط ضعف الأمن في المنطقة، حيث يستخدم العديد من التنظيمات الإرهابية هذه الحدود لنقل الأسلحة والمقاتلين.
 وحركة الشباب، التي تتخذ من الصومال قاعدة لها، تستغل هذه المنطقة لتهريب الأسلحة والمتفجرات عبر الحدود إلى كينيا. 
وتدمير هذه المعاقل يشكل ضربة قوية لهذا المسار الإمدادي الحيوي الذي تعتمد عليه الحركة لإدامة نشاطاتها. عملية تدمير تلك المعاقل من قبل القوات الكينية تسهم في تعطيل شبكة التهريب وتعزيز الأمن على مستوى الحدود، مما يقلل من قدرة حركة الشباب على تنفيذ هجمات في الأراضي الكينية.
تهديد العبوات الناسفة والهجمات الإرهابية
من المهم الإشارة إلى أن المواد المتفجرة التي تم العثور عليها كانت معدة لصناعة العبوات الناسفة، والتي تستهدف بشكل رئيسي المدنيين والأنشطة التجارية في الطرق الرئيسية بين مقاطعتي جاريسا ولامو. هذه العبوات الناسفة تمثل تهديدًا مباشرًا للبنية التحتية المدنية ولحياة المدنيين، وهي أسلوب رئيسي تستخدمه حركة الشباب لزرع الرعب وتعطيل حركة الاقتصاد في المناطق المستهدفة. حيث أن حركة الشباب تعمد إلى استهداف الطرق الرئيسية التي تربط بين المدن والمناطق المختلفة في كينيا، بهدف تقويض الاستقرار المحلي والضغط على الحكومة الكينية من خلال الهجمات الإرهابية.
الأبعاد الإقليمية للصراع وتأثيراتها على الأمن الكيني
العمليات العسكرية ضد حركة الشباب في منطقة الحدود مع الصومال هي جزء من استراتيجية كينيا لمكافحة الإرهاب والتصدي للأثر الممتد للتهديدات الإرهابية القادمة من الصومال. في ظل أن حركة الشباب مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالقاعدة، فإن تهديداتها لا تقتصر على كينيا وحدها، بل تمتد إلى دول شرق إفريقيا بشكل عام، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني الإقليمي. هذه العمليات لا تقتصر على تأمين الحدود فقط، بل هي جزء من مجهودات إقليمية أوسع تشارك فيها دول أخرى مثل الصومال، إضافة إلى المجتمع الدولي الذي يدعم جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة.
تفاعل السكان المحليين وأثر العملية على المجتمع
من المحتمل أن تؤدي هذه العملية إلى زيادة التوترات بين السكان المحليين والمجموعات المسلحة في المناطق الحدودية. في مناطق مثل جاريسا ولامو، التي تعد ذات كثافة سكانية مختلطة بين المسلمين والمجتمعات الأخرى، يمكن أن تؤدي هذه العمليات العسكرية إلى تعميق الانقسام الاجتماعي إذا لم يتم التعامل مع الوضع بعناية. حيث أن السكان المحليين في بعض الأحيان يجدون أنفسهم بين فكي كماشة، حيث يمكن أن تصبح العملية العسكرية سببًا في فرض إجراءات أمنية مشددة على السكان المدنيين في المنطقة.
الخاتمة
عملية القوات الكينية ضد معاقل حركة الشباب الإرهابية في 7 نوفمبر 2024 تأتي في وقت حساس، حيث تسعى كينيا إلى تكثيف جهودها لمكافحة الإرهاب وتقويض شبكة حركة الشباب التي تهدد استقرار البلاد والمنطقة بشكل عام. على الرغم من أن هذه العملية تعتبر خطوة مهمة في منع الحركة من تنفيذ هجمات إرهابية جديدة، فإنها تسلط الضوء على التحديات المستمرة التي تواجهها كينيا في محاربة الجماعات الإرهابية في مناطق حدودية ذات تداخل اجتماعي وجغرافي مع الصومال. 
تحتاج الحكومة الكينية إلى موازنة الرد العسكري مع استراتيجيات تعزيز الأمن الداخلي وإعادة الاستقرار في المناطق المتأثرة بالصراع، مع ضمان دعم المجتمعات المحلية لتجنب الانقسامات الاجتماعية التي قد تؤدي إلى نتائج عكسية.

شارك