تصعيد خطير في ليبيا.. أرتال عسكرية نحو طرابلس والزنتان تهدد بإغلاق الأنابيب بعد اختطاف الوحيشي
وفي تطور مثير للأحداث في ليبيا، تداول نشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تُظهر تحرّك أرتال عسكرية ضخمة ومسلّحة قادمة من مدينة الزنتان باتجاه العاصمة طرابلس.
وتزامن هذا مع تحذيرات محلية من احتمال اندلاع اشتباكات عنيفة بين الفصائل المسلحة في المنطقة، مما يعكس توترًا متزايدًا في الساحة الليبية على خلفية اختطاف العميد الوحيشي.
العميد الوحيشي، مدير إدارة الأمن المركزي بجهاز المخابرات في ليبيا، وهو من مدينة الزنتان، اختطف في واقعة غامضة الأربعاء الماضي، حين كان في طريقه إلى منزله بعد خروجه من عمله في طرابلس.
الحادثة أثارت العديد من التساؤلات حول الجهات التي قد تكون وراء هذا الاختطاف، وما إذا كانت له دوافع سياسية أو أمنية.
وعلى الرغم من أن الجهات الرسمية لم تعلن حتى الآن عن هوية المسؤولين عن اختطاف الوحيشي أو عن مصيره، إلا أن هناك اتجاهاً واسعاً في وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي في توجيه الاتهام إلى حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها عبد الحميد الدبيبة، خاصة في ظل التحشيد العسكري الذي يعكس الاستقطاب المتزايد بين الفصائل المسلحة في البلاد.
وفي خطوة غير مسبوقة، أفادت مصادر محلية بأن أرتالًا عسكرية ضخمة تتبع "المنطقة العسكرية بالجبل الغربي" قد تحركت من مدينة الزنتان، التي تعد معقلًا هامًا للفصائل المسلحة في غرب ليبيا، تحت قيادة اللواء أسامة الجويلي، الذي يعد من الشخصيات البارزة في الجيش الوطني الليبي، كانت هذه القوات في طريقها إلى منطقة العزيزية، التي تقع جنوب طرابلس، مما يثير القلق من نشوب اشتباكات بين الفصائل المتناحرة.
التحشيد العسكري من الزنتان يشير إلى تصاعد الأزمة بين الفصائل المسلحة في المنطقة الغربية، كما يُظهر استعدادًا عسكريًا قد يتسبب في تغيير موازين القوى في العاصمة طرابلس.
ورغم أن الزنتان تعد من المدن التي تسيطر على جزء كبير من النفوذ العسكري في الغرب الليبي، فإنّ هذا التحرك يأتي في وقت حساس، في ظل التوترات المستمرة في البلاد وعدم استقرار الأوضاع الأمنية.
وتسود التكهنات حاليًا حول مسؤولية حكومة الوحدة الوطنية عن اختطاف العميد الوحيشي، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في البلاد.
وعلى الرغم من عدم وجود أدلة قاطعة حتى الآن على تورط الحكومة في الحادث، فإن العديد من الأصوات السياسية والإعلامية تتهمها بتقويض الاستقرار في ليبيا، وخصوصًا في طرابلس، التي تعد مركزًا سياسيًا هامًا في البلاد.
في هذا السياق، يمكن أن يكون اختطاف الوحيشي، الذي يشغل منصبًا حساسًا في جهاز المخابرات، بمثابة رسالة من الأطراف المتنازعة في الغرب الليبي، سواء كانت الفصائل الموالية للحكومة أو تلك المعارضة لها.
وتتباين الآراء بشأن دوافع الاختطاف، فالبعض يرى أنه يتعلق بصراع نفوذ على المؤسسات الأمنية والعسكرية، بينما يرى آخرون أنه قد يكون له علاقة بتصفية حسابات شخصية أو انتقام سياسي.
ومن غير المستبعد أن يتصاعد الوضع إلى اشتباكات مسلحة في الأيام المقبلة، خاصة في ظل التحركات العسكرية على الأرض.
وفي العاصمة طرابلس، نظم عدد من الشباب أمس الثلاثاء وقفة احتجاجية أمام مقر مجلس الوزراء، للمطالبة بالكشف عن مصير الوحيشي، الذي مرّ على اختطافه ستة أيام دون أي إعلان رسمي بشأن مكانه أو مصيره. الاحتجاجات كانت رسالة واضحة للحكومة الليبية، تدعو إلى الإفراج الفوري عن المسؤول الأمني المفقود، وسط تزايد الضغوط الداخلية والخارجية لتحقيق العدالة.
ويري مراقبون بأن استمرار التصعيد العسكري بين الزنتان وطرابلس، قد يؤدي إلي حرب شاملة بين الفصائل المسلحة التي تتحكم في مختلف المناطق الليبية.
ومع ذلك، تظل احتمالات الحلول السلمية قائمة، خاصة في ظل الضغوط الدولية المستمرة لتحقيق الاستقرار في ليبيا.
من المهم أن تراقب الأوساط الدولية هذه التطورات بعناية، حيث أن اندلاع اشتباكات في طرابلس قد يفاقم الأوضاع الإنسانية في العاصمة الليبية، التي لا تزال تعاني من تبعات سنوات من النزاع المسلح والفوضى.
ويبقى السؤال الأهم، كيف ستتعامل الحكومة مع هذا التصعيد؟ هل ستتخذ خطوات لإطلاق سراح الوحيشي وتخفيف حدة التوتر؟ أم أن الوضع سيؤدي إلى مزيد من العنف والانقسامات بين الفصائل المسلحة؟ ليبيا في مفترق طرق، والحكومة والسلطات المحلية في الزنتان مدعوة إلى تجنب التصعيد وإيجاد حلول دبلوماسية قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.