عودة ترامب.. أمريكا وإيران بين المهادنة والتصعيد
وأعلن الرئيس ترامب عن تعيين شخصيات بارزة في حكومته، حيث رشح المعلق السياسي في قناة فوكس نيوز، بيتر هيجست، وزيراً للدفاع، وجون راتكليف، المدير السابق للاستخبارات الوطنية، مديراً لوكالة المخابرات المركزية. هذه التعيينات تبرز اتجاه الإدارة الأمريكية إلى تكثيف الضغوط على إيران، حيث يُعرف كلا الرجلين بمواقفهما المتشددة تجاه طهران.
من جهة أخرى، يعتبر خيار ترامب لوزارة الخارجية ومستشار الأمن القومي ذا دلالة خاصة، حيث أن الشخصيات المرشحة لهذه المناصب كانت قد أظهرت في الماضي دعماً قوياً للاحتجاجات السلمية في إيران ورفضت سياسة طهران في المجال النووي. على سبيل المثال، قد يتولى ماركو روبيو، السيناتور الجمهوري المعروف بمواقفه الحادة ضد إيران، منصب وزير الخارجية، في حين يُتوقع أن يصبح مايك والتز مستشار الأمن القومي، وهو معروف بمواقفه المتشددة تجاه إيران والصين.
وفقا لما ذكره بهنام طالبلو، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، يُتوقع أن تواصل الإدارة الأمريكية الجديدة سياسة "أقصى قدر من الضغط" على الحكومة الإيرانية. ولكن، هذا الضغط لا يشمل النظام فقط بل يشمل أيضاً تقديم دعم كبير للشعب الإيراني في سعيه من أجل الديمقراطية والحرية. طالبلو أشار إلى أن هذه السياسة ستستمر حتى مع احتمال تصاعد التوترات في المنطقة، بما في ذلك تهديدات محتملة حول تطوير إيران للأسلحة النووية.
من ضمن أولويات إدارة ترامب سيكون الملف النووي الإيراني، والذي يُتوقع أن تحاول الإدارة حلّه دبلوماسياً في البداية. ومع ذلك، إذا استمرت إيران في تجاهل المطالب الأمريكية وزادت من قدرتها على التخصيب النووي، فإن الولايات المتحدة قد تتخذ خطوات أكثر صرامة، بما في ذلك التدخل العسكري. شاهر شهيد طهالي، الصحفي والمحلل السياسي، أشار إلى أن إيران ستواجه عواقب وخيمة إذا قامت بتصعيد الأوضاع، محذراً من أن أي هجوم محتمل على إسرائيل من قبل إيران سيكون له تداعيات كارثية على النظام الإيراني.
في هذا السياق، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في منشور له على موقع "إكس" (تويتر سابقاً)، سياسة "الضغط الأقصى" بأنها فشلت في تحقيق أهدافها، محذراً من أن أي محاولة لتطبيق "النسخة الثانية من الضغط الأقصى" لن تؤدي إلا إلى فشل أكبر. عراقجي أضاف أن الوضع الحالي للبرنامج النووي الإيراني يظهر فشل الولايات المتحدة في التأثير بشكل فعال على طهران خلال فترة ولاية ترامب السابقة.
رغم أن الإدارة الأمريكية قد تسعى إلى تجنب التصعيد العسكري المباشر في بداية عهد ترامب الثاني، إلا أن مواقف شخصيات مثل ماركو روبيو ومايك والتز قد تساهم في توجيه السياسة الأمريكية نحو المزيد من الضغط على طهران. وفي حال استمرت إيران في تحدي الضغوط الدولية، قد تزداد عواقب ذلك على النظام الإيراني من خلال المزيد من العقوبات الاقتصادية، وتكثيف الدعم للمحتجين في الداخل الإيراني، وربما اتخاذ خطوات عسكرية في حال تطور التوترات.
من المتوقع أن تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران تصعيدًا كبيرًا في الفترة المقبلة. ستظل السياسة الأمريكية على الأرجح محكومة بمبدأ "أقصى قدر من الضغط" على طهران مع زيادة الدعم للشعب الإيراني في مساعيه من أجل التغيير الديمقراطي. في الوقت نفسه، سيستمر التركيز على احتواء البرنامج النووي الإيراني، مع التأكيد على أن أي تصعيد قد يواجه بتدابير أقوى تشمل خيارات عسكرية.